أخطأ كثير من اللبنانيين عندما ظنوا أن المداهمة الكبيرة الأخيرة، التي نفذها العشرات من عناصر جهاز الأمن العام في منطقة الحمرا في العاصمة بيروت، تستهدف أشخاصاً مُتورطين بنشاطات ذات طابع "إرهابي"، كما درجت العادة خلال السنوات الماضية.
وشكّلت هوية الموقوفة خلال هذه المداهمة والتهم الموجهة إليها صدمة بين الناشطين، في مجال دعم القضية الفلسطينية في لبنان، وحتى بين الصحافيين.
تبين بعد أيام من المداهمة أن الموقوفة هي الناشطة، جنى أبودياب، المعروفة في معظم المخيمات الفلسطينية ولدى الإعلاميين بوصفها ناشطة اجتماعية وإعلامية معنية بالتعريف بالقضية الفلسطينية ومكافحة التطبيع.
وبحسب مقربين من أبودياب، فقد حازت الشابّة على الهوية الفلسطينية الفخرية تقديراً لخدماتها في لبنان. وهي المعروفة بين مُختلف الصحافيين بوصفها مفتاحاً لإجراء المقابلات في المخيمات الفلسطينية نتيجة التصاقها الشديد بسكان المخيمات واللجان الشعبية فيها.
لكن ذلك لم يحل دون توقيفها بشبهة "التعامل مع العدو الإسرائيلي". وفي حين لم يصدر عن "الأمن العام" أي بيان أو إعلان بشأن الوضع القانوني لأبودياب، بادر عدد من أصدقائها لإنشاء صفحة على موقع "فيسبوك" دعماً لها عنوانها "كلنا جنى"