أكد خليل الحيّة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بغزة أن القضية الفلسطينية حالياً معرضة للتصفية، وأن الأمة العربية بدلاً من مساندة القضية والشعب الفلسطينية باتت تهرول خلف الاحتلال، مشيرا إلى أن حوار القاهرة الذي ينطلق بعد أيام سيناقش قضايا كبرى.
وكان الحيّة ضيف اللقاء الذي أقامته اللجنة السياسية في حركة حماس بمخيم البريج عن آخر مستجدات المصالحة الوطنية والذي أقامته في مسجد الصفاء وحضره مئات المواطنين.
وأضاف: "القضية معرّضة للخطر والاستيطان يلتهم الأرض والعدو متمسك بلاءات يقول فيها لا لإزالة الاستيطان ولا حدود في الأغوار والقدس موحدة ولا لعودة اللاجئين لديارهم، يجري ذلك برعاية أمريكية ما يثبت أن المقاومة التي تمر بمشكلة في الضفة هي عنوان المقدسات".
وأشار إلى أن المقاومة أصبحت لدى النظام العربي الرسمي مجرّدة، وأن الاحتلال اختلق عدواً في الإقليم وعزز الطائفية.
وتابع: "المقاومة الشريفة كشفت زيف الأنظمة العربية التي ادعت دعم قضيتنا عشرات السنين لكن شعبنا الآن محاصر لأنه يقول لا واليوم لا بد من مخرج وحماية المقاومة وتخفيف الأعباء".
ووصف اتفاقية "أوسلو" أنها خطأ تاريخي تفوق في خطورته على وعد "بلفور" لأنها منحت الاحتلال حق الوجود في 78% من فلسطين وخضعت 22% للتفاوض ووصفت المقاومة بالعنف ما أدى لانقسام سياسي لاحقاً.
وقال إن حماس اختلفت مع منظمة التحرير وفتح في محطات أهمها "أوسلو" لكن انقسام 2007 زاد الفلسطينيين ضعفاً حتى باتت أمريكا في عهد ترمب تسوّق لسلام إقليمي تعزز فيه علاقات العرب مع الاحتلال.
وتناول الحيّة مبررات حماس للضغط من أجل إبرام المصالحة الوطنية معللاً ذلك بأن المصالحة أقصر الطرق لمواجهة الاحتلال بالوحدة وإن اختلفت الرؤية السياسية.
وأضاف: "الآن الخطر يزداد لذا قررنا أن نخطو خطوة كبرى وذهبنا للمصالحة لحماية شعبنا فلا يمكن مواجهة الاحتلال ونحن منقسمين، حماس قدمت خطوات حتى تتحقق الوحدة لأنها تتطلع للتحرير والعودة والمقدسات".
وشدد الحيّة أن حركتي حماس وفتح بحاجة للمصالحة لكن رئيس السلطة الفلسطينية عباس بحاجة أشدّ لها لأنه يتحدث أمام العالم كممثل لكل الفلسطينيين ويتحرك وظهره ضعيف.
وأضاف: "حتى تنجح المصالحة لا بد أن يشعر الجميع بأهميتها ويحتضنها الجميع وتتحلى كل من حماس وفتح بإرادة حقيقية للمصالحة والاستعداد للمضي فيها".
ودعا إلى أن تسود روح التوافق في المرحلة الانتقالية الحالية وأن يكون الوطن هو العنوان دون الحزبية مؤكداً أن حماس لازالت تراكم نقاط إيجابية بدءً من تسليم الحكومة والمعابر والوزارات وتمكينها ومن قبل حل اللجنة الإدارية.
وقال: اتفقنا قبل عامين في بيروت على رفض اتفاقية معبر رفح لعام 2005 وأن ذلك مثبت في محضر شهده حسين الشيخ وماجد فرج وعزام الأحمد.
وتابع: "اتفاقية معبر رفح 2005 كان عمرها 12 شهر وانتهت واليوم نريد معبر يخدم الفلسطيني والمصري وفق المعايير الدولية ومستعدين لأي شكل لا يتعارض مع الثوابت والمقاومة".
وتطرّق الحيّة إلى حوار القاهرة الذي سيعقد بعد أيام وسيضم كافة الفصائل الفلسطينية مشيراً إلى أن الجلسات ستناقش ملفات كبرى أهمها انتخابات منظمة التحرير والمجلس الوطني الفلسطيني.
وأضاف: "نحن لا نخشى الانتخابات ومشروعنا المقاومة طالما بقي الاحتلال وسلاح المقاومة لا يقبل التفاوض وملف الموظفين قضية وطنية لابد من حلها".
ودعا إلى مواصلة العمل في ملف المصالحة المجتمعية منبها إلى ضرورة العمل قدماً في ملف الحريات العامة بالضفة المحتلة.