جرم المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، سياسة بريطانيا التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني، محملا إياها المسئولية الأساس عن مأساة شعبنا بسبب وعدها المشئوم الذي حمل اسم " بلفور"، حيث أعطى الحق لليهود بإقامة وطن لهم في بلادنا فلسطين، مانحة بذلك الحق للمغتصب المجرم بإقامة كيانه فوق أرضنا، والتواطؤ معه في عمليات القتل والتشريد وارتكاب المجازر بحق أبناء شعبنا، واغتصاب أرضه وممتلكاته .
يأتي ذلك في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشئوم، حيث وصف المكتب التنفيذي في بيانه هذه القرار بالجريمة التاريخية، التي ابتدأت فصولها منذ ذلك الوعد المشئوم، وما زالت تفعل فعلها للقضاء على الحلم الفلسطيني المتمثل بأهدافه الوطنية في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا عنها طبقا للقرار الدولي "194"، وأضاف التنفيذي بان فصول النكبة وتداعياتها قد أسس لها وعد "بلفور" الأسود، تلك النكبة التي شكلت منعطفا خطيرا في حياة الشعب الفلسطيني ما زلنا نعاني تداعياتها الكارثية حتى الآن .
كما جاء في بيات التنفيذي "إن الحكومة البريطانية بوعدها المشئوم لليهود، ارتكبت جرما تاريخيا يشكل وصمة عار يضاف إلى تاريخها الاستعماري المشئوم لفلسطين مع بدايات القرن المنصرم، ولممارساتها الإجرامية بحق شعبنا، وهو يكشف زيف القيم والمبادئ التي تدعيها من حرية وعدالة واحترام حقوق الإنسان، كما يؤكد من جديد على أن النزعة الاستعمارية المعادية للشعوب هو ما يحكم هذه الدولة وكافة الدول الامبريالية القائمة على نهج السيطرة والاستبداد والهيمنة على الشعوب ومقدراتها وكبح اختياراتها الحرة المستقلة " .
وأضاف البيان "وفي المقابل قاوم شعبنا هذه السياسة الاستعمارية وتداعياتها المأساوية، مقدما على هذا الدرب المشرف خيرة أبنائه من الشهداء والمعتقلين والمصابين والمنفيين، مسطرا أروع وأبسل صفحات المجد التي رسخت مداميك النضال دفاعا عن الحقوق العادلة لشعبنا الفلسطيني، هذا الطريق الذي اختاره شعبنا ولن يتراجع عنه مهما عظمت التضحيات" .
وطالب التنفيذي الحكومة البريطانية بالاعتذار لشعبنا عن جريمتها التاريخية، ووقف أي مظاهر للاحتفال بالذكرى المئوية لهذه الكارثة، والاعتراف الفوري بحق شعبنا في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس، وتعويض شعبنا عن مسلسل الكوارث والآلام الذي تسبب فيها هذا الوعد المشئوم، وتعديل سياستها لإدانة الاستيطان الإسرائيلي المجرم وكافة الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا وأرضه .
كما دعا إلى ضرورة استكمال الطريق نحو انجاز استحقاقات الوحدة الفلسطينية كافة، وإنهاء جميع مظاهر الانقسام الكارثية، باعتبار ذلك حجر الزاوية في تعزيز قدرة شعبنا على التصدي لتداعيات الظلم التاريخي الذي نعانيه بسبب هذا الوعد المشئوم وجميع السياسات والقرارات التي ترتبت عليه، مؤكدا بان المصالحة الوطنية التي يتطلع لها شعبنا يجب أن تشكل رافعة حقيقية لحماية المشروع الوطني والتصدي لكافة المؤامرات التي تستهدفه، كما يجب أن تضمن استعادة وحدة النظام السياسي الفلسطيني بطابعه الديمقراطي القائم على الشراكة والعدالة لقوى وفئات أبناء شعبنا الفلسطيني كافة ، كذلك ضمان علاج القضايا والمشكلات المعيشية التي يعانيها أبناء شعبنا وبخاصة في قطاع غزة بما يعينهم على ظروف الحياة القاسية، ويعزز صمودهم وإشراكهم الفعال في معارك النضال الوطني الفلسطيني .
كما حيا التنفيذي شهداء شعبنا الذي استشهدوا بالأمس جراء القصف الإسرائيلي المجرم شرق خانيونس، مؤكدا بان دمائهم لن تذهب هدرا، وبأنها رصيد إضافي على طريق الحرية والاستقلال والعودة .
من ناحيته أكد نافذ غنيم عضو المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين، على أهمية الانخراط الشعبي الواسع في الفعاليات التي يجرى تنظيمها على المستوى الوطني ومن قبل اللجان الشعبية للاجئين، مؤكدا بان المكتب التنفيذي ولجانه قد أعدت سلسة من الفعاليات الميدانية الرافضة لهذا الوعد المشئوم، والمطالبة الحكومة البريطانية بالاعتذار لشعبنا والاعتراف بحقوقه كاملة تكفيرا عن جريمتها التاريخية، مشيرا إلى أن اللجان الشعبية تستعد لإطلاق حملة تواقيع شعبية واسعة النطاق بهذه المناسبة المشئومة، تأكيدا على رفض شعبنا لهذه الجريمة التي ارتكبت بحقه، ولمطالبة الحكومة البريطانية والعالم بتحمل مسئولياتهم تجاه شعبنا بدعم حقوقه وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة، والإسراع في وضع حد لسياسة الاحتلال الإسرائيلي التصفوية التي تتناقض وجميع القرارات الدولية ومبادئ حقوق الإنسان .