جاءت محاولة الاغتيال التي تعرض لها قائد قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة توفيق أبو نعيم، الجمعة، لتكون حلقة من مسلسل حياة قاسية ومليئة بالأحداث عاشها الأسير المحرر الذي قضى 22 عاما داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ويبلغ أبو نعيم من العمر 55 عاما، وهو متزوج ولديه 4 أبناء، وولد في مخيم دير البلح للاجئين الفلسطينيين، وسط قطاع غزة، واعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يتم عامه الـ27، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة؛ بتهمة المسؤولية المباشرة عن تأسيس الجناح المسلح لحركة حماس (كتائب عز الدين القسام)، وأضافت له تهمة ملاحقة عملاء متخابرين مع إسرائيل إبان اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987.
قضى من محكوميته داخل سجون الاحتلال 22 عاما متواصلة، قبل أن يتم اطلاق سراحه ضمن صفقة "تبادل أسرى" أبرمتها حماس مع إسرائيل في 2011، وتم الإفراج بموجبها عن 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
عمل مثلا للأسرى داخل السجون الإسرائيلية لسنوات طويلة، وكان من القيادات النشطة داخلها، وهو أحد أفراد المجموعة التي كان ينتمي إليها الأسيران المحرران؛ يحيى السنوار قائد حماس بغزة، وروحي مشتهى عضو المكتب السياسي للحركة.
وشغل أبو نعيم خلال فترة اعتقاله منصب عضو الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس، إضافة لتواصله الدائم مع وزارة الأسرى الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدنية المهتمة بقضايا المعتقلين خلال وجوده في السجن.
فرضت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة اعتقاله العزل الانفرادي، إلى جانب حرمانه من زيارة العائلة.
بعد إنجاز صفقة تبادل الأسرى، وخروج أبو نعيم من السجون الإسرائيلية في عام 2011، تقلد مناصب مؤسسات مختصة بالأسرى الفلسطينيين، منها رئيس جمعية "واعد" للأسرى والمحررين، ورئيس مجلس إدارة رابطة الأسرى المحررين، وحصل على درجة الماجستير في العقيدة الإسلامية.
إلى جانب انشغاله في قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وحضوره جميع المناسبات والفعاليات التي تخصهم، عمل في المجال الأمني؛ لخبرته السابقة قبل الاعتقال وخلال فترة السجن.
وتم تعينه في منصب القائد العام لقوات الأمن الداخلي في قطاع غزة في 13 تشرين الأول/ ديسمبر عام 2015، خلفا للواء صلاح الدين أبو شرخ.
وكانت وزارة الداخلية أكدت، الجمعة، نجاة أبو نعيم من محاولة اغتيال تعرض لها بعد تفجير سيارته في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى لإصابته بجراح متوسطة.