قال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، أن "انتفاضة القدس" التي اندلعت في الأول من تشرين أول/أكتوبر2015 قد اتسمت بعشر صفات وأن جميعها تشكل صمة عار على جبين الاحتلال الإسرائيلي، وتعتبر انتهاكا فاضحا وسافرا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأضاف: ان سلطات الاحتلال ومنذ اليوم الأول لاندلاع "الانتفاضة" صعدت من انتهاكاتها وجرائمها بشكل غير مسبوق من خلال اعتقالاتها الواسعة، واستهدافها للأطفال بشكل خاص، واجراءاتها القمعية، وإصدار الأحكام الجائرة وفرض الغرامات المالية الباهظة وتشريع القوانين العنصرية الظالمة، واطلاق الرصاص من مسافة قريبة جدا باتجاه الأبرياء والمدنيين العزّل بهدف القتل... الخ.
ورأى فروانة بأن أبرز ما اتسمت به "انتفاضة القدس" فيما يتعلق بالسلوك الإسرائيلي أنها كانت:
- أكثر شراسة وأقل إنسانية في التعامل مع الفلسطينيين على اختلاف أعمارهم وفئاتهم.
- أكثر استهدافا للقدس والمقدسيين.
- أكثر عنفا بحق المنتفضين من كلا الجنسين.
- أكثر عنصرية في تشريع القوانين الجائرة
- أكثر انحدارا للقضاء الإسرائيلي بانحيازه لجانب الجلاد ضد الضحايا
- أكثر إيذاءً وتعذيبا للأسرى والمعتقلين. ذكورا واناثا، صغارا وكبارا.
- أكثر قسوة في الأحكام الصادرة بحقهم والغرامات المالية المفروضة عليهم.
- أكثر قمعا لحرية الرأي والتعبير وملاحقة للصحفيين ونشطاء "الفيسبوك".
- أكثر انتهاكا لحقوق الأطفال والفتيات، اعتقالات وأحكام قاسية وقوانين ظالمة
- أكثر اجراما بحق المدنيين العزّل والجرحى والمصابين، حيث أصبح القتل بديلا عن الاعتقال.
وأوضح فروانة: أن سلطات الاحتلال وظفت ومنذ البداية كافة طاقاتها وامكانياتها لمواجهة "الانتفاضة" واخمادها، فاستخدمت كل اشكال القمع والعنف، وكافة وسائل التعذيب والقتل في محاولة منها لردع الفلسطينيين وكبح إرادتهم وبث الرعب والخوف في نفوسهم ودفعهم نحو القبول بالأمر الواقع وعدم المشاركة في فعاليات "الانتفاضة"، لضمان عدم امتدادها واتساع رقعتها، أو تطور آدائها وفعلها.
وأكد فروانة على أن مجمل تلك الانتهاكات والجرائم، وبالرغم من تأثيراتها السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع، إلا أنها لم ولن تنجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، ولن توقف مسيرته النضالية ولن تثنيه عن مواصلة كفاحه المشروع من أجل انتزاع حريته والعيش بكرامة.
وفي الختام دعا فروانة طلبة الجامعات الفلسطينية الى تسليط الضوء على أحداث "الانتفاضة" ومسيرتها وتوثيق كل ما واكبها من خلال دراساتهم وأبحاثهم العلمية، خاصة وأن كل صفة من تلك الصفات يمكن أن تشكل مبحثا هاما أو عنوانا لبحث أو دراسة علمية، فالتفاصيل كثيرة والمعلومات ضخمة ومذهلة ونحن في هيئة شؤون الأسرى والمحررين نسعى لأن نصدر تقريرا موسعا.