غزة /
عقدت قيادة حركة حماس لقاء موسع، أمس الاثنين، في مدينة غزة، بمشاركة واسعة من برلمانيين وقيادة الفصائل والقوى الفلسطينية، حيث جرى الحديث عن جملة من القضايا والملفات الهامة على صعيد القضية الفلسطينية.
وأكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، حرص حركته على القضية الوطنية، مجدد التزام حركته بالتفاهمات التي أبرمتها مع (تيار الاصلاح الديمقراطي)، الذي يقوده النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان، معرباً في ذات الوقت عن آمله أن تتم المصالحة الداخلية في حركة فتح، لأن حركة حماس معنية بفتح قوية ومتماسكة وموحدة.
وقال هنية خلال اللقاء، إن "التفاهمات التي جرى التوصل إليها في حزيران/ يونيو الماضي ما تزال قائمة، وتؤدي دوراً مهماً في التخفيف عن الأهل في غزة".
وأشار هنية إلى أن حماس ملتزمة بهذه التفاهمات، وأن اللقاءات مع التيار الذي يمثله دحلان مستمرة ولم تنقطع، موضحاً أن وفد الحركة خلال زيارته الأخيرة للقاهرة لمس حرص التيار على انجاز المصالحة الوطنية، ودعمهم الكامل لها.
وأوضح أن الاتصالات بين حركة حماس و(تيار الاصلاح الديمقراطي) الذي يقوده دحلان استندت إلى الثوابت الوطنية، استهدفت مجموعة من القضايا، منها إتمام المصالحة المجتمعية، وإقامة مشروعات صغيرة ودعم المبادرات، من خلال لجنة التكافل الوطني، وتفعيل المجلس التشريعي، حيث جرى عقد جلسة وسيتم عقد جلسات أخرى، علاوة على أهمية فتح معبر رفح البري بشكل دائم.
وبين هنية أن المسؤولين المصريين وعدوا بفتح معبر رفح البري، على فترات متقاربة، مع مراعاة الجانب الأمني في سيناء.
وقال: "هناك بطء حقيقي في تنفيذ التفاهمات، بالذات فيما يتعلق بملفي الكهرباء والمعبر، وقد جرى مناقشة هذا الأمر مطولاً في زيارتنا الأخيرة إلى مصر، وتلقينا وعداً من الأخوة في مصر بفتح المعبر على فتراتٍ متقاربة".
وكشف هنية عن لقاء عقده مع القيادي في حركة فتح سمير المشهراوي وعدد من قيادة (تيار الإصلاح الديمقراطي)، مشيراً إلى أنهم أبدوا دعمهم للمصالحة الوطنية الشاملة، وأكدوا أنهم لن يكونوا سبباً في افشال هذه المصالحة، بل سيكونوا داعمين لها.
وأكد هنية أن المصريين لن يتراجعوا عن ما وعدوا به فيما يتعلق بفتح معبر رفح، وسيقوموا بعمل اللازم فيما يتعلق بهذا الأمر، مشيراً إلى أن مصر معنية باستقرار قطاع غزة، وتخفيف أزماته، كون ذلك يصب في مصلحة الأمن القومي المصري.
وزاد " المصريين أكدوا حرصهم على توطيد العلاقة مع حركة حماس، وتوطيد هذه العلاقة من طرف حركة حماس هو قرار جماعي في المكتب السياسي لحركة حماس"، موضحاً أن المصالحة والتفاهمات تمت بعد موافقة المكتب السياسي للحركة، وهي قرار جماعي داخل حماس.
وأوضح هنية أن اتصاله بالرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب اتفاق القاهرة الأخيرة جاء بقرار من المكتب السياسي لحركة حماس، مؤكداً أن هناك قرار استراتيجي بالمصالحة الوطنية، وتذليل كل العقبات التي تعترضها.
وشدد على أهمية تمتين العلاقة مع المحيط العربي والاقليمي، بما فيه إيران، التي تدعم المقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى أن حركة حماس عازمة على توطيد العلاقة مع الأخيرة.
داخلياً، قال هنية إننا أمام ظروفٍ استثنائية، وبحاجةٍ إلى قراراتٍ جريئة، ومبادرات، وإن كانت في ظاهرها قد "تظلم" بعض المصالح الحزبية، ولكنها في النهاية تصب في المصلحة العامة.
وأكد على أن حركة حماس تنطلق من موروثها السياسي، في انضاج العلاقات مع المحيط العربي وتحديداً مصر، والحرص على استعادة مصر لدورها في الواجهة، وكذلك العلاقة مع مكونات العمل الوطني الفلسطيني.
وأوضح أن رعاية مصر لملف المصالحة الفلسطينية، لا يمثل انتقاصاً من دور بعض الدول، مشيراً أن التحرك جرى في اتجاهات متعددة، من أجل خدمة الأهداف الوطنية الفلسطينية.
وتطرق هنية خلال اللقاء للعلاقة مع مصر، وأشار إلى أن عدة لقاءات عقدت بين حركته مع المسؤولين المصريين بحضور وزير المخابرات اللواء خالد فوزي.
وبين أنه جرى خلال اللقاءات الاخيرة مع المسؤولين المصريين استعراض المشاريع التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، والاستفراد بالضفة الغربية، وعزلها عن قطاع غزة، وكيفية التصدي للمشاريع الإسرائيلية.
كما جرى استعراض ما تقوم به الأجهزة الأمنية الفلسطينية فيما يتعلق بالأنفاق والحدود، والمخاطر المترتبة على ذلك، مؤكداً تمسكه بحماية الأمن القومي العربي، وتحديداً أمن مصر.
وزاد "بيّنا أن الوضع الأمني مسألة أساسية، وقد أبدى الأخوة المصريون ارتياحاً من خلال متابعتهم ومراقبتهم لأداء الأجهزة الأمنية في غزة، كما ناقشنا ظاهرة التطرف، وظهور بعض الجماعات، وأظهرنا مدى حرصنا على التصدي لمثل هذه الظواهر التي تؤثر علينا".
إلى ذلك، قال هنية إن حركته دعت مصر لبذل ما بوسعهم، لمنع الرئيس عباس من عقد المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله، مشيراً إلى أنهم طلبوا بعقد المجلس الوطني على الأراضي المصرية، وأضاف "على ما يبدو أن هناك موافقة مبدئية على ذلك".
وزاد "المهم من وجهة نظرنا ألا يُعقد المجلس بالطريقة التي يريدها الرئيس عباس، لأنها طريقة لا يمكن معها التأسيس لشراكة وطنية أو استعادة المجلس الوطني لدوره المطلوب".
من جانبه، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيي السنوار، أن أعضاء المكتب السياسي للحركة ذهبوا إلى القاهرة متسلحين بقرار المصالحة الوطنية الشاملة.
وأكد السنوار أنهم من بادروا إلى الطلب من الأخوة في مصر ان يبذلوا جهوداً من أجل المصالحة التي فشلت أكثر من مرة.
وقال: إن "الأخوة في مصر أبدوا اعجابهم بالمنظومة الأمنية في غزة، وأنهم شاهدوا بأنفسهم الثمن الذي دفعه رجال الضبط الميداني على الحدود بين غزة ومصر".
وكشف السنوار أن حركته عقدت اجتماعاً لكبار الموظفين الحكوميين (مدراء عامون ووكلاء وزارات)، وعددهم حوالي مائة، وطلبت منهم أن يضعوا أنفسهم بتصرف الحكومة، وأن يُبدوا أعلى درجات التعاون، وأن يزيلوا كل العقبات التي يمكن أن تعرقل عمل الحكومة في المرحلة القادمة.
وشدد السنوار على أنه لا علاقة بين المصالحة الوطنية والتفاهمات التي جرى التوصل لها مع (تيار الإصلاح الديمقراطي) في حركة فتح، وأن هذه التفاهمات قائمة وستستمر.
وأوضح المسؤول الحمساوي، أن اللقاء الأخير مع تيار دحلان أكد على دعمهم للمصالحة ومباركتهم لكل خطوة من شأنها تحقيق الوحدة الوطنية، مبيناً أن حركة حماس ستظل ملتزمة بهذه التفاهمات، ولن تجعلها موضوع تفاوض مع أحد.