كتب محمود درويش في قصيدة مديح الظل العالي "صبرا.. تقاطع شارعين على جـسد، صبرا.. نزول الروح في حجر، وصبرا لا أحد، صبرا هوية عصرنا حتى الأبد".
ووصف سميح شقير المجزرة بقوله "بيروت المجزرة الكبرى، ودم الأطفال نبيذ في الأرض السكرى، دخل النازيون شاتيلا وصبرا، صلبوا الأحياء على جدران الموت، وكان رصاص يحصد آلاف الأرواح، ويحرمهم قبرا".
استمرت المذبحة التي نفذتها المجموعات الانعزالية اللبنانية، المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني، وجيش لبنان الجنوبي، بإشراف وتخيط الجيش الإسرائيلي، في 16 أيلول عام 1982 على مدار ثلاثة ايام، حيث دخل القتلة المخيم وتركوا ذكرى سوداء مأساوية وألماً لن تمحوه الأيام والسنين من نفوس الذين نجوا من أبناء المخيمين، علما ان عدد شهداء المجزرة بلغ ما بين 3500 و5000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح.
و يصادف، اليوم السبت، الذكرى الـ35 لمجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها إسرائيل في 16 أيلول عام 1982 في مخيم صبرا وشاتيلا بلبنان.
وكان يسكن في مخيم صبرا وشاتيلا آنذاك، 20 ألف نسمة.
وحاصر الجيش الإسرائيلي وحزب الكتائب اللبناني المخيم، بمئات المسلحين، بذريعة البحث عن 1500 مقاتل فلسطيني.
ولكن لم يكن في المخيم سوى الأطفال والشيوخ والنساء، الذين قتلو وتناثرت جثثهم في شوارع المخيم، ومن ثم دخلت الجرافات الإسرائيلية لجرف المخيم وهدم المنازل لإخفاء الجريمة.
وقال فادي الغول وهو أحد الناجين من مجزرة صبرا وشاتيلا "حكايات المجزرة لم تفارقني منذ حدثت. كنت في العاشرة من عمري، ولا أزال أتذكرها رغم مرور 35 عاماً عليها. أتذكر تفاصيلها. كانت حرباً بشعة. كل الحروب بشعة، ولكن مجزرة صبرا وشاتيلا هي الأبشع. أنظر إليها بعيون طفل، فما عشته في الحرب لا يمكن أن أنساه مهما حدث".
ويروي الغول، انه "عندما بدأ القصف عند ساعات الفجر، بدأ الناس يركضون باتجاه السفارة الكويتية، أو باتجاه الملاجئ، فيما توجه اخرون الى مستشفى عكا. كل شخص كان معرضا للموت، ولا أحد يجرؤ على الخروج من هذه الأماكن، فالقناصة يطلقون النار على كل شيء يتحرك، والقصف والقتل بأشكاله في كل مكان".
ويتابع " الأمر الذي لا يمكن أن أنساه هو النجاة من المذبحة بأعجوبة. كنا جالسين فنادت جدتي علينا وقالت هيا نهرب من الباب الخلفي، وأثناء ركضنا سمعنا قوات الكتائب تنادي علينا /تعو لا تخافوا/ باللهجة اللبنانية، وبقربهم شاحنات ليضعونا بداخلها وينفذوا جريمتهم. وقتها ذهب بعض الناس واطمئنوا لهذا النداء الكاذب، لكن جدتي قالت: /أنا قلبي مش مطمئن.. ما بدي أرجع/، فهربنا في اللحظة الأخيرة، بعد أن فقدت والدتي وصديقي".
واضاف " المنظر الذي لا أنساه بعد انتهاء المجزرة، هو منظر الأرز الذي كان يتساقط فوق رؤوسنا وأصوات الزغاريد وكلمات الوداع من الأهالي".