وزارة الخارجية: تحذر من خطورة تكرار المشهد الإحتلالي اليومي الذي يوّلد تراجعاً دولياً

الخميس 10 أغسطس 2017 12:16 م / بتوقيت القدس +2GMT



رام الله / سما /

  يستيقظ المواطن الفلسطيني صبيحة كل يوم على مجموعة من الأخبار تعكس تغول سلطات الاحتلال الاسرائيلي في اجراءاتها القمعية والعقابية والتنكيلية بحق أبناء شعبنا، فيقرأ عن مداهمات واقتحامات جيش الاحتلال الليلية، وإعتقالات بالجملة وصلت حسب تقرير هيئة شؤون الأسرى والمحررين الى أكثر من 880 معتقلا فلسطينيا خلال شهر تموز من العام الجاري، من بينهم 144 طفلاً، و 18 من النساء، ونصف هؤلاء المعتقلين تقريبا من القدس المحتلة، ثم يطالع اخبارا عن اعتداءات عصابات المستوطنين وإقدامهم إما على حرق مركبات أو أشجار مثمرة وممتلكات، أو اعتداءات على المنازل الفلسطينية، أو حرق مواطنين فلسطينيين كما حدث مع عائلتي أبو خضير ودوابشة، من ثم ينتقل المواطن ليقرأ الأخبار اليومية عن إقتحامات المتطرفين اليهود وقوات الاحتلال وأجهزته المختلفة للمسجد الأقصى المبارك، وبأعداد كبيرة وتحت حماية شرطة الاحتلال وأذرعها المختلفة، ليتطاولو على قدسية المكان وليقوموا بآداء طقوس تلمودية في باحاته، ثم يسمع المواطن آخر أخبار مدينة القدس المحتلة وما يحدث في حي الشيخ جراح من محاولات تهويدية وتهجير العائلات الفلسطينية منه، أو في سلوان وتصعيد عمليات هدم المساجد والمنازل، أو ما يحدث في العيسوية والطور وجبل المكبر وواد الجوز وبيت حنينا ورأس العامود والبلدة القديمة بالقدس وغيرها من أحياء العاصمة المحتلة. بعد ذلك، يقرأ المواطن خبراً عن إقدام جيش الاحتلال على مصادرة "ألواح شمسية" وضعتها جهات دولية مانحة لتزويد مدرسة ابتدائية وحضانة أطفال بالكهرباء، في تجمع أبو النوار الواقع جنوب شرقي القدس المحتلة، وهي ليست المرة الاولى التي تقدم فيها قوات الاحتلال على مثل هذا الاعتداء التخريبي. ومن ثم، يسمع عن مسلسل إقتحامات قوات الاحتلال واجتياحاتها للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وإغلاق مداخلها بالبوابات الحديدية والسواتر الترابية، لفترات زمنية طويلة، كما يحدث حاليا في قرية "كوبر" وفي مخيم الدهيشة، الذي اقتحمته قوات الاحتلال بعشرات الاليات العسكرية، وكذلك ما يحدث في رام الله ونابلس والخليل وغيرها. هذا كله، يتعرض له المواطن الفلسطيني ويعيشه بشكل ملموس أثناء توجهه الى مكان عمله، وفي تنقلاته عبر حواجز الاحتلال العسكرية التي تنتشر على طول البلاد وعرضها.

     وبشكل دائم، يقرأ المواطن عن  وفود قادمة أو عن موفدين ومبعوثين خاصين، من هذه الدولة أو تلك، وصلوا الى البلاد  تحت شعار "الاطلاع على الأوضاع والحديث عن عملية السلام"، وفي الحقيقة هي زيارات هدفها تجنب أي انتقاد أو مساءلة لمواقفهم في بلادهم، وللإيحاء بأنهم  قاموا بما تمليه عليهم واجباتهم ومسؤولياتهم اتجاه الشعب الفلسطيني الرازخ تحت الاحتلال، علماً بأنهم عادة ما يتحدثون في مواضيع نظرية بعيدة عن حقيقة الواقع المر والظلم التاريخي والمعاناة الكبيرة للمواطن الفلسطيني تحت الاحتلال، دون أن يكون في جعبتهم أي رد فعل عملي قادر على لجم اسرائيل كقوة احتلال واجراءاتها العنصرية، ولسان حالهم كمن يريد أن يقول لا تتوقعوا مني أكثر من ذلك. وفي هذا الاطار يقرأ المواطن عن وفود أخرى قادمة قريباً بمن فيها الوفد الامريكي.

     أصبحت الصورة واضحة، فحكومة الاحتلال مستمرة في سياساتها وتصعيد ممارساتها الاستيطانية والقمعية بحق المواطن الفلسطيني وأرضه ووجوده في وطنه، والرد الدولي الخجول والمحدود يأتي من خلال ارسال المبعوثين الخاصين لرفع العتب، أما مؤسساتنا لحقوق الانسان والديمقراطية والقانون، فهي منهمكة في كيفية توجيه الانتقادات للسلطة والقيادة، بحيث لم يعد لديها من الوقت ما يكفي للقيام بمتابعة حقيقية وكافية لمثل هذه الانتهاكات والاعتداءات اليومية على المستوى الدولي، وذلك بحكم واجبها والمهام المنوطة بها حسب أنظمتها الداخلية.

     إن حال المجتمع الدولي من حالنا، بحيث يجب أن  يخرج  من حالة الاحباط، وأن يكون هو مَنْ يعزز عملنا على الأرض، من خلال تثبيت مبادىء حقوق الانسان والقانون الدولي والقانون الدولي الانساني، واتفاقيات جنيف، وقرارات الشرعية الدولية، والاتفاقيات الموقعة، بل والتحرك لتنفيذها وتجسيدها على الأرض.