اكد تقرير تابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" بان قوات الاحتلال الاسرائيلي قامت باعدام ثمانية مواطنين واصابت العشرات خلال الاسبوعين الماضيين من هذا الشهر .
وسجل التقرير حادثي دهس ضد جنود إسرائيليين، أحدهما وقع في 9 تموز عند مدخل قرية تقوع (بيت لحم)، فيما وقع الآخر في 17 تموز في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في مدينة الخليل: وتضمن الحادث الذي وقع في قرية تقوع محاولة طعن أيضا، كما أدت إلى إصابة جندي إسرائيلي واستشهاد منفذ الهجوم، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 23 عاما في حين أن الهجوم الذي وقع في الخليل أسفر عن إصابة منفذ الهجوم واعتقاله.
واشار التقرير الى ان التدابير التي اتخذتها سلطات الاحتلال أدت في أعقاب الهجوم الذي وقع في القدس الشرقية إلى حالة توتر واشتباكات. حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية الحرم الشريف بحثا عن أسلحة وأغلقته كليا بما في ذلك خلال موعد صلاة الجمعة لأول مرة منذ عام 1969. وأغلقت جميع مداخل البلدة القديمة في القدس أيضا باستثناء السكان الذين يعيشون داخلها. وأعيد فتح الحرم في 16 تموز في أعقاب نصب بوابات للكشف عن المعادن عند بعض البوابات المؤدية إلى الحرم للفحص الأمني. واحتجت السلطة الفلسطينية ودائرة الأوقاف على هذا الإجراء ودعت المصلين إلى عدم دخول الحرم ما دامت أجهزة كشف المعادن منصوبة. وسجلت اشتباكات متعددة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في أنحاء البلدة القديمة ومناطق أخرى في القدس الشرقية (وخصوصا سلوان) مما أدى إلى إصابة 58 فلسطينيا وثلاثة من أفراد الشرطة الإسرائيلية.
وبين "أوتشا" في تقرير حماية المدنيين، الذي يغطي الفترة بين (7-18 تموز الجاري) ان قوات الاحتلال قتلت في 14 تموز الجاري ثلاثة فلسطينيين يحملون الجنسية الإسرائيلية، بعد قتلهم اثنين من أفراد الشرطة الإسرائيلية عند أحد مداخل الحرم الشريف في البلدة القديمة في القدس.
واشار التقرير الى ان قوات الاحتلال قتلت بالرصاص أربعة فلسطينيين، من بينهم طفل، خلال ثلاث عمليات تفتيش واعتقال منفصلة. اثنان من بين القتلى، وهما شاب يبلغ من العمر 21 عاما وفتى يبلغ من العمر 17 عاما، قتلا في 12 تموز خلال عملية تفتيش واعتقال في مخيم جنين للاجئين. فيما استشهد شاب فلسطيني يبلغ من العمر 18 عاما في 14 تموز خلال اشتباكات تضمنت إلقاء الحجارة باتجاه القوات الإسرائيلية في مخيم الدهيشة للاجئين (بيت لحم). واستشهد الفلسطيني الرابع، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 34 عاما في 15 تموز في قرية النبي صالح (رام الله).
وفي 7 تموز استشهد طفل فلسطيني يبلغ من العمر عاما واحدا متأثرا بجروح أصيب بها في 19 أيار2017 نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع. وخلال الحادث أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه راشقي الحجارة الفلسطينيين عند مدخل قرية عابود (رام الله) سقط إحداها داخل منزل الطفل.
وإجمالا أصيب 102 فلسطينيين، من بينهم تسعة أطفال، خلال اشتباكات متعددة وقعت مع القوات الإسرائيلية في أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة. ووقعت ثلاثون إصابة خلال اشتباكات اندلعت في أعقاب عمليات تفتيش واعتقال (من بينها المذكورة أعلاه). ووقعت بقية الإصابات، ومعظمها جراء الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط واستنشاق الغاز المسيل للدموع، خلال مظاهرات ومواجهات متصلة بالقرب من السياج المحيط بأراضي قطاع غزة، وخلال المظاهرة الأسبوعية في كفر قدوم (قلقيلية)، وخلال الاشتباكات المذكورة أعلاه في القدس الشرقية. وأسفر أحد الاشتباكات الأخيرة في سلوان عن إصابة ثلاثة مستوطنين إسرائيليين يعيشون في المنطقة بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وفي 17 تموز دخلت الشرطة الإسرائيلية إلى مستشفى المقاصد في القدس الشرقية خلال الليل بحثا عن مريض، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 19 عاما أصيب بأعيرة حية في اليوم ذاته خلال اشتباكات في منطقة سلوان. وخرجت القوات من المستشفى في اليوم التالي بعد أن تعهد والد المريض بتسليمه إلى الشرطة الإسرائيلية بعد خروجه من المستشفى.
وهدمت سلطات الاحتلال 23 مبنى فلسطينيا في القدس الشرقية والمنطقة المسماة (ج) بحجة عدم حصولها على تراخيص إسرائيلية للبناء، مما أدى إلى تهجير 15 شخصا وتضرر سبل عيش 96 آخرين. وكان 16 مبنى من بين المباني المستهدفة في القدس الشرقية مما أوصل عدد المباني التي هدمت منذ مطلع عام 2017 إلى 94 مبنى مقارنة بـ85 في الفترة ذاتها في عام 2016. أما المباني السبعة الأخرى فكانت تقع في تجمّع خربة تل الهمة في غور الأردن في المنطقة (ج) ووادي أبو هندي والمنطار في محافظة القدس.
وفي السياق ذاته أصدرت سلطات الاحتلال ما لا يقل عن 13 أمر هدم ووقف عمل ضد 13 مبنى مولتها جهات مانحة دولية كمساعدات إنسانية في تجمعات في المنطقة (ج). وتتضمن المباني 12 مبنى سكنيا في جنبا وهو تجمّع يقع في منطقة مسافير يطا في الخليل ومدرسة ابتدائية في تجمّع عرب الرماضين الجنوبي وفي المنطقة المغلقة خلف الجدار (قلقيلية). وأصدرت ثمانية أوامر ضد قسم من شبكة كهرباء في قرية جيوس (قلقيلية) وسبعة مبنى في جبل البابا (القدس).
ونوه التقرير الى اصابة فلسطينيين اثنين وإشعال النار في 40 شجرة فلسطينية في ثلاثة حوادث متفرقة نفذها مستوطنون إسرائيليون. وخلال الفترة أيضا اعتدى مستوطنون إسرائيليون بالضرب على رجلين فلسطينيين في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في داخل مدينة الخليل وبالقرب من قرية كفل حارس (سلفيت). وأبلغ مزارعون من قرية بورين (نابلس) أنّ مستوطنين من مستوطنة "يتسهار" أو البؤرة الاستيطانية المجاورة أحرقوا ما يقرب من 40 شجرة تعود لفلسطينيين، ومنذ مطلع عام 2017 أبلغ أنّ المستوطنين أتلفوا ما يقرب من 1,400 شجرة معظمها في منطقة نابلس مقارنة بـ361 شجرة خلال عام 2016 برمته.
وفي قطاع غزة لفت التقرير الى انه وفي خضم تقلب مصادر إمدادات الكهرباء، استمر انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة خلال الفترة التي شملها التقرير وتراوح ما بين (18 إلى 20) ساعة يوميا مما أدى إلى تقويض مصادر كسب الرزق وتعطيل عمليات تقديم الخدمات الحيوية. وتوقفت إمدادات الكهرباء من مصر خلال معظم الفترة التي شملها التقرير بسبب عطل في خطوط التغذية الكهربائية، في حين أغلقت محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة ما يزيد عن يوم في أعقاب نفاذ مخزونها من الوقود. وتُصب في مياه البحر يوميا ما يزيد عن 108 مليون لتر من المياه غير المعالجة بسبب نقص الكهرباء والوقود، ووفقا لآخر فحص أجراه قسم جودة المياه في غزة أنّ 73 بالمائة من شاطئ قطاع غزة ملوث مما يشكل خطرا بيئيا على الصحة العامة. وأصدرت السلطات الإسرائيلية حظرا على السباحة في عدد من الشواطئ في جنوب إسرائيل بسبب تلوث المياه.
واشار التقرير الى فتح معبر رفح الذي تتحكم به السلطات المصرية بصورة استثنائية خلال الفترة ولكن فقط لإدخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء في غزة ولكنه بقي مغلقا أمام الراغبين في السفر. وينتظر ما يزيد عن 20,000 شخص من بنيهم حالات إنسانية مسجلين العبور عند فتح المعبر. وكانت آخر مرة فتح فيها المعبر بصورة استثنائية في 9 أيار مما أوصل عدد أيام فتح المعبر منذ بداية عام 2017 إلى 16 يوما.
وفي 10 حوادث على الأقل وقعت خلال الفترة أطلقت قوات الاحتلال النار التحذيرية باتجاه فلسطينيين متواجدين في المناطق المقيد الوصول إليها في البر والبحر، مما أسفر عن إصابة صيادي أسماك فلسطينيين اثنين. ونفذت القوات الإسرائيلية عمليتي تجريف وحفر داخل غزة بالقرب من السياج المحيط بقطاع غزة.