لا تزال وسائل الاعلام العبرية تسلط الضوء وباهمية كبيرة على العلمية الفدائية التي قام بها 3 شبان من مدينة ام الفحم في باحات المسجد الاقصى بمدينة القدس المحتلة والتي اسفرت عن مقتل شرطيين اسرائليين.
واعتبر مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أليكس فيشمان، أن الشبان الثلاثة، أيْ مَنْ قاموا بتنفيذ العملية، تمكّنوا من اقتحام مواقع الحماية المُركّزة في المكان، والتي على حدّ تعبيره، هي من أكثر الأماكن حمايةً في الشرق الأوسط، وأكّدوا لكلّ مَنْ في رأسه عينان، تابع المُحلل، كَمْ كان سهلاً اختراق الحصار الأمنيّ المفروض على المنطقة
واضاف فيشمان قائلاً إنّ شعرة واحدة تفصل بين عملية القدس وبين العملية الإستراتيجيّة، التي من شأنها أنْ تُشعل منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي، شدّدّ على أنّ الإخفاق الأمنيّ الإسرائيليّ يصرخ للسماء، على حدّ وصفه.
وسرد المُحلل معطيات رسميّة من جهاز الأمن العّام (الشاباك)، تُفيد بأنّه بين الأعوام 2014-2017 تمكّنت المخابرات الإسرائيليّة والشرطة من اعتقال ومحاكمة 156 عربيًا من الداخل الفلسطينيّ بتهمة الانتماء للتنظيم الإرهابيّ “داعش”.
وعادفيشمان إلى السنة الماضية، عندما تمكّن الشاب نشأت ملحم، من قرية عارة في المثلث الشماليّ، من تنفيذ عملية فدائيّة داخل مدينة تل أبيب، ولم تتمكّن الشرطة من العثور عليه إلّا بعد أسبوعٍ من العملية، الأمر الذي يؤكّد، بحسب المُحلل، عمق المأزق الإسرائيليّ في معالجة العمليات التي يقوم بتنفيذها عرب يحملون الجنسيّة الإسرائيليّة، إذْ أنّهم يضربون في “البطن الرخوة” للدولة العبريّة، على حدّ قوله.
وقال ان هذه العملية تمّ التخطيط لها بعنايةٍ فائقةٍ، فقد قام المنفذون بجمع المعلومات الاستخباريّة، نصبوا الكمائن وراقبوا عن كثب تحركات الشرطة الإسرائيليّة في المكان، وبشكلٍّ خاصٍّ حرس الحدود، ثمّ قاموا بإدخال الأسلحة، وخططوا للهرب من المكان. وتابع قائلاً كلّ ذلك تمّ ولم يتمكّن الشاباك من رصد أيّ تحركٍ للثلاثة، وهذا يدُلّ على فشلٍ مدوٍ، على حدّ قوله.
الى حذّرت محللة شؤون الشرق الأوسط، سمدار بيري، من اندلاع انتفاضةٍ ثالثةٍ، لافتةً إلى أنّ الوضع خطير، لا بلْ خطير جدًا، وبات قابلاً للانفجار بسبب قدسية وأهمية المسجد الأقصى للمُسلمين، ليس فقط في فلسطين التاريخيّة، بل في العالم الإسلاميّ برمته. علاوةً على ذلك، أكّدت المُحللة على أنّه من التفاصيل التي سُمح بالنشر عنها، تُشتّم رائحة فشلٍ إسرائيليٍّ كبيرٍ من الناحية العملياتيّة. وجريًا على العادة الإسرائيليّة الممجوجة لم تنسَ المُحللة التحريض على القيادات العربيّة في الداخل الفلسطينيّ، لأنّها لم تقُم بإدانة العملية كما يجب، على حدّ قولها.
صحيفة هآرتس العبريّة نقلت عن قائد الشرطة الإسرائيليّة السابق في منطقة الضفّة الغربيّة المُحتلّة قوله إنّ عملية القدس هي فشل ذريع للشاباك الإسرائيليّ، واتهمّ الجهاز بأنّه يُحاول الاختباء وراء الشرطة وتوجيه أصابع الاتهّام إليها ونحوها.