قالت مصادر مطلعة في رام الله ان الرئاسة الفلسطينية وقيادة فتح وضعت خطتها لمواجهة التحالف بين النائب محمد دحلان وحركة "حماس" في قطاع غزة.
وكشف مسؤول فلسطيني رفيع لـ "الحياة" اللندنية يوم الأحد، أن الخطوة الأولى ستكون تعزيز الجبهة الداخلية بعقد المجلس الوطني الفلسطيني وانتخاب قيادة جديدة شابة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأوضح: "سنعزز وحدتنا، وحدة فصائل منظمة التحرير، في مواجهة تحالف دحلان - حماس"، مضيفاً: "نعرف أن هذا تحالف تكتيكي بين خصوم التقت مصالحهم لمواجهة القيادة الفلسطينية، ونعرف أن وراءهم دولاً لديها مصالح معينة تسعى إلى تحقيقها من الباب الفلسطيني، لكننا نعرف أيضاً أنهم يختلفون عاجلاً أم آجلاً وسينهار تحالفهم".
وتابع: "نحن نمثل الشرعية الفلسطينية، ولا يمكن أن يمر شيء من دون موافقتنا"، مستدركاً: "لكن علينا مواجهة محاولات إيجاد بدائل لمنظمة التحرير، ومحاولات فصل غزة عن الضفة، وإقامة كيانية في غزة لخدمة مصالح حماس ودحلان وأهدافهما ومعهما عدد من الدول العربية".
وقال مقربون من الرئيس محمود عباس، إن الاستعدادات ستبدأ بعد عيد الفطر السعيد لعقد المجلس الوطني في مدينة رام الله، إذ ستقوم القوى والاتحادات الشعبية والنقابات بتجديد عضوية ممثليها في المجلس الوطني. وسينتخب المجلس قيادة جديدة لمنظمة التحرير تعكس التغيرات التي شهدتها حركة "فتح" في الانتخابات الأخيرة. وقال المسؤول: "سيكون لدينا مجلس وطني أكثر شباباً، وقيادة أكثر شباباً لمواجهة التحديات".
وأبلغت الرئاسة الفلسطينية مصر، أنها سترسل وفداً من اللجنة المركزية لحركة "فتح" للاعتراض على إدخال وقود مصري إلى قطاع غزة من دون تنسيق مع السلطة الفلسطينية. وقال المسؤول: "ننتظر رداً من الرئاسة المصرية".
وكان دحلان توصل أخيراً في القاهرة إلى تفاهمات مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، وذلك بعد عشر سنوات من الانقسام.
وقال سفيان أبو زايدة، العضو في "فتح" وأحد أقطاب تيار دحلان، إن عدداً من قادة التيار سيعود قريباً إلى القطاع، على أن يعود دحلان في مرحلة تالية. ويقول المقربون من دحلان إنه سيقود التيار المؤيد له استعداداً للمرحلة المقبلة. وأوضح أحد المسؤولين في التيار: "عاجلاً أم آجلاً سنعود إلى فتح، وسيكون دحلان حينها على رأس أكبر تجمع للحركة". وأضاف: "عباس يضع فيتو على عودة دحلان، لكن الرئيس لن يظل في السلطة إلى الأبد، وبعد مغادرته سيجلس قادة الحركة، وسيعيدون بناءها، وسيكون لنا دور مهم فيها".
وترافقت تفاهمات دحلان - السنوار مع تفاهمات بين مصر و "حماس" في شأن الأمن على الحدود، وترتيبات فتح معبر رفح، المعبر الحدودي الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي، وإدخال السولار الصناعي لتشغيل محطة الكهرباء في القطاع.
وتزامن هذان التطوران الكبيران مع تطورين كبيرين آخرين، الأول الإجراءات غير المسبوقة التي اتخذتها السلطة في قطاع غزة، والثاني المقاطعة التي فرضتها دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية ومصر على قطر، الداعم الرئيس لـ «حماس».
ويقول المقربون من دحلان إنه استفاد من الحقائق والتغيرات الأخيرة المتمثلة في وجود قيادة جديدة وقوية لـ "حماس" مركزها غزة وليس قطر، ووجود ضغوط جديدة وقاسية للسلطة في غزة أدت إلى تضرر الجمهور الواسع، وليس فقط "حماس"، وحاجة مصر إلى سند في حرب الاستنزاف التي تخوضها في مواجهة الجماعات السلفية في سيناء.
وبدأ تطبيق هذه التفاهمات بدخول الوقود من مصر إلى القطاع، وتنسيق عودة عدد من قادة تيار دحلان إلى غزة بعد العيد، مثل سمير مشهراوي، وإعلان توفير دعم إماراتي مالي كبير (150 مليون دولار) لإقامة محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في القطاع وتوفير دعم مالي لانجاز المصالحة المجتمعية.
"الحياة اللندنية