توفيت أمس الجاسوسة الإسرائيلية السابقة الأبرز في لبنان شولميت كيشيك كوهن عن عمر يناهز 100 عام، التي عملت لسنوات من أجل مساعدة يهود للهجرة من البلدان العربية لفلسطين المحتلة حتى اعتقالها.
وأعلن أمس عن وفاة الجاسوسة الإسرائيلية من أصل أرجنتيني كيشيك كوهن التي ولدت عام 1917 لأسرة يهودية صهيونية ودفنت في القدس المحتلة. ووفق ما نشر في إسرائيل أمس فقد تزوجت شولميت كيشيك كوهن من تاجر يهودي لبناني يدعى جوزيف كوهن وهي في السادسة عشرة من عمرها. وانتقلت للعيش معه في وادي أبو جميل داخل الحي اليهودي في بيروت. وسرعان ما برزت شولميت بفعاليات اجتماعية ونجحت في بناء شبكة علاقات مع موظفين كبار في المؤسسة الحاكمة في لبنان.
وعشية حرب 1948 بلغتها معلومات عن استعدادات عسكرية تجري فبادرت للاتصال بجهات استخباراتية صهيونية التي اعتمدتها وكيلة سرية لها في لبنان. وقالت جهات إسرائيلية رسمية أمس إن شولميت كيشيك كوهن بدأت بتحويل معلومات حول نشاطات عسكرية شهدها لبنان وقتذاك. وقالت الإذاعة العبرية العامة إنها بدأت بتزويد إسرائيل بمعلومات استخباراتية حساسة من لبنان وسوريا حتى 1961. ونوهت أن الجاسوسة نشطت في مجال تهريب يهود من لبنان ودول عربية لفلسطين وتم توجيهها من قبل الوحدة 504 التابعة للاستخبارات العسكرية التي اهتمت بتفعيل جواسيس خارج البلاد. لكن السلطات اللبنانية كشفت أمرها واعتقلتها عام 1961 حينما كانت أما لسبعة أولاد وتم الحكم عليها بالإعدام لكن المحكمة خففت الحكم للسجن سبع سنوات فقط. بعد حرب 1967 تم إطلاق سراح الجاسوسة الإسرائيلية من السجن في لبنان ضمن صفقة تبادل أسرى وقدمت مع عائلتها لمدينة القدس، وقيل إنه تم تهريب أبناء عائلتها من بيروت إلى قبرص.
وفي 2007 تم اختيارها لتكون واحدة من موقدي نجم يسمى «شعلة الاستقلال» وتم تبليغها باختيارها هذا بذات التاريخ (19 مارس/آذار) الذي حكم عليها بالإعدام في لبنان.
من جهتها اعتبرت ذلك «إغلاق دائرة». ونقل عنها قولها «أنقذني الله من الموت. لم أعمل يوما من أجل المال أو البحث عن المجد أو الجائزة بل لأنني أحببت الدولة الصهيونية ورغبت في مساعدتها».
في مذكراتها تروي الجاسوسة الإسرائيلية ما قامت به في لبنان وسوريا، ومنه أنها بادرت في أحد أيام 1947 لنقل سبعين طفلا يهوديا إلى الحدود مع فلسطين. وتابعت» بعدما نظمت الحافلة لتقلهم مع مهرّب من جونيه استيقظت باكرا لاستلام الأطفال من أهاليهم داخل كنيس وفي الطريق بلغني أن بعض عناصر المخابرات موجودون في المنطقة القريبة. لم يكن لدي وقت كاف للتفكير. طلبت من سائق الحافلة الابتعاد وركنها على ساحل البحر في موقف سيارات كبير سارعت للدكان واقتنيت سبعين شمعة وطلبت من البائع تسجيل الدين لأنني لم أملك مالا كافيا لتسديد ثمنها، عندها لحظت الحاخام حسكي يتجه لمكان عمله فطلبت منه تغيير مساره ومرافقتي بسرعة في مهمة إنسانية حساسة.
ذهبنا سوية للكنيس ووزعنا الشموع على الأطفال وأبلغناهم أننا سنقوم برحلة بمناسبة عيد الأنوار القريب. خرجنا مع الأولاد يسيرون في طابورين وهم ينشدون وبأياديهم الشموع. كما كان متوقعا استوقفنا رجال المخابرات اللبنانية ولم تكن لديهم فكرة عن التقاليد الدينية، ولما شرحت لهم اقتنــــعوا وأتاحــــوا لنا المضي بطريقنا ولاحقا انتهت «الرحلة ج»على الحدود مع الجليل وتم تسليمهم لجهات إسرائيلية.
يشار الى أنها والدة يتسحاق لفنون السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة الذي اضطر للعودة للبلاد بعد الثورة عام 2011 ومحاصرة مقر السفارة من قبل جمهور مصري غاضب. وقال لفنون لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس إن والدته ظلت صافية الذهن حتى اليوم الأخير». وأضاف أنها تستحق لقب «المرأة الشجاعة». وتابع «لا تجد اليوم نماذج بشرية تعطي بلا حدود وتقدم تضحيات متفانية وتمارس وطنية صادقة دون مهادنات».
المصدر :" القدس العربي