الجهاد الإسلامي يرفض وثيقة حماس : لا توافق فلسطيني على دولة في حدود 67

السبت 06 مايو 2017 09:07 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الجهاد الإسلامي يرفض وثيقة حماس : لا توافق فلسطيني على دولة في حدود 67



غزة/ سما/
  • لا يوجد توافق فلسطيني على القبول بدولة في حدود 67
  • من موقع الشراكة مع حماس فإننا غير مرتاحين لبعض ما جاء في الوثيقة
  • البحث عن حلول تحت مظلة الشرعية الدولية طريق مسدود
  • الجهاد الإسلامي ترفض القبول بدولة في حدود 67
  • البرنامج المرحلي أدخلنا في متاهة ومن غير المجدي إعادة انتاجه مرة أخرى
  • نتفق في الموقف من الثوابت وعدم الاعتراف والمقاومة
  • الانحياز الأمريكي لـ"إسرائيل" و اضح ومعروف وترامب يتبنى الرؤية الصهيونية
  • لقاء أبو مازن مع ترامب عودة لتسويق الوهم وإحياء عملية التسوية الميتة
  • حفاوة الاستقبال في البيت الأبيض مكافأة لسياسات السلطة
  • ترامب يؤسس لتصفية القضية الفلسطينية بطرح حل يتطابق مع الرؤية الإسرائيلية
  • ندعو الأخ أبو مازن لمراجعة سياسات السلطة بحق قطاع غزة
  • تحقيق المصالحة غير وارد في الظرف الراهن
  • مطلوب الانتصار لإضراب الأسرى ووقف التنسيق الأمني

في حوار شامل وصريح ، أجاب نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الأستاذ زياد النخالة عن موقف حركته من وثيقة حماس السياسية "التي جاءت في توقيت غير مناسب". وقال إن القبول بدولة في حدود 67 غير مرحب به وأعلن أن حركة الجهاد ترفض هذا الحل. وأبدى أبو طارق تحفظاً شديداً على ما ورد في الوثيقة من حديث عن توافق وطني بشأن القبول بدولة في حدود 67 ، متسائلاً: "هل من يرفض القبول بفكرة 67 كالجهاد الإسلامي وغيرهم ، غير وطني وغير توافقي ؟!! ووصف هذه الصيغة بأنها تمس بمشاعر رفقاء السلاح. وأكد على أن "حماس والجهاد" شركاء في مشروع المقاومة والتحرير.

كما تطرق لزيارة أبو مازن لواشنطن ولقائه مع "ترامب" ومخاطر هذا اللقاء على مستقبل القضية الفلسطينية ، وتحدث عن حصار قطاع غزة والمصالحة ، وإضراب الكرامة ومعاناة الأسرى ، وانتفاضة القدس التي وصفها بالانتفاضة المغدورة.

وانتقد النخالة الرهان على الرئيس الأمريكي وقدرته على تقديم "حلٍ عادلٍ" للقضية الفلسطينية!! واعتبر أن لقاء عباس ترامب هدفه العودة للمفاوضات وفق الرؤية الإسرائيلية محذراً من أن تكون حفاوة الاستقبال للرئيس عباس في البيت الأبيض رشوة للقبول بالحل الأمريكي الكارثي.

ودعا الرئيس عباس للتراجع عن إجراءات السلطة تجاه قطاع غزة.

وطالب بالانتصار لإضراب الأسرى ووقف التنسيق الأمني.

وفيما يلي النص الكامل للحوار مع الأستاذ زياد النخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين:

س/ أخيراً أصدرت حركة حماس وثيقتها السياسية رسمياً، وهناك من رأى فيها دليل تطور وتقدم في الموقف السياسي، وهناك من اعتبرها تفريطاً وتنازلاً عن ثوابت حماس والقضية، والبعض قال لا جديد فيها.. على هذا المستوى، كيف تنظر حركة الجهاد الإسلامي إلى وثيقة حماس؟

- أولاً، نحن كشركاء للأخوة في حماس في مشروع المقاومة والتحرير، كنا نتمنى أن نتوجه لهم بالتهنئة على هذه الوثيقة المهمة، لكننا بصراحة، ومن باب المناصحة، لا نشعر بارتياح تجاه بعض ما جاء في هذه الوثيقة.

من حيث الموقف السياسي، نعم، الوثيقة فيها تطور وتقدم، لكن على الطريق المسدود، طريق البحث عن حلول وأنصاف حلول للقضية الفلسطينية تحت مظلة ما يسمى الشرعية الدولية.

وتجربة من سلكوا هذا الطريق هي التي دفعت كثيرين للتعبير عن مخاوفهم من التنازل عن الثوابت، لكن وبرغم أي تباين في الرأي، نحن نثق بحماس، ونرجو أن لا تتعجل، وتبقي رهانها على شعبنا وأمتنا، وليس على من يناصبنا العداء. أما القول بأن لا جديد في الوثيقة، فبرأيي، فيه وجاهه، لأن ما قالته حماس خلال أكثر من عشر سنوات مفرقاً، قالته الآن جملة وموثقاً. وقد سبق لحماس أن وقعت على «وثيقة الأسرى»، التي تكيفت مع برنامج منظمة التحرير، وابتعدت عن ميثاق حماس.

س/ ما هو حقيقة موقف حركة الجهاد من مضمون ومحتوى هذه الوثيقة؟

- بدون شك نحن نتوافق في الموقف مع كثير مما جاء في الوثيقة من ثوابت كالتأكيد على أن فلسطين وطن الشعب الفلسطيني، وعدم الاعتراف بإسرائيل، والتأكيد على حق العودة، والتمسك بالمقاومة وسلاحها، لكننا لا نرحب بقبول حماس بدولة فلسطينية في حدود 1967، لأن هذا برأينا يمس بالثوابت، ويعيد إنتاج المتاهة التي أدخلنا بها البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير. كما أن الصياغة التي قدمت بها حماس قبولها لحدود 67 في البند 20 ووصفها بأنها «صيغة توافقية وطنية مشتركة» غير موفقة ولا تعبر عن الواقع.

س/ هل يمكن توضيح ذلك، وبيان الموقف من الصيغة؟

- أولاً، القبول بخطوط الرابع من حزيران كحدود للدولة الفلسطينية، هو اعتراف ضمني بالدولة المجاورة المقامة على 80% من أرض فلسطين وهي «دولة إسرائيل».. يعني، في المحصلة، نحن أمام حل الدولتين، الذي قبلته منظمة التحرير، وترفض إسرائيل تنفيذه.

ثانياً، ما معنى أن هذه الصيغة توافقية وطنية؟ هل من يرفض «حل الدولتين»، مثل الجهاد الإسلامي وآخرين، هو غير وطني وغير توافقي؟! لذلك نقول الصياغة غير موفقة وفيها مساس بمشاعر رفقاء السلاح في خندق المقاومة. ونقول لا تعبر عن الواقع، لأن حماس تقول إن برنامجها مختلف عن برنامج فتح، لكنها هنا تضع نفسها في مربع الموافقين على حل الدولتين وتتحدث عن التوافق.. نحن نقول، طالما أن هناك فلسطينياً واحداً يرفض حل الدولتين، أو حصر حدود الدولة الفلسطينية في حدود 67، فهذا ليس برنامج التوافق أو الإجماع الوطني.

س/ حركة فتح رحبت بوثيقة حماس، لكن بعض قياداتها رأت أن حماس تعد نفسها بهذه الوثيقة، لتكون بديلاً عن منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية في التفاوض مع إسرائيل مستقبلاً، كما فهم من حديث خالد مشعل في الدوحة، ما رأيكم بذلك؟

- من حق أي فصيل أن يعبر عن رأيه، والكل يتحمل مسؤولية مواقفه وسلوكه، أما نحن فلا نستطيع أن نحاكم حماس أو أي فصيل على نوايا مستقبلية. موقفنا يتعلق بواقع تعبر عنه الوثيقة، وما قيل في شرحها وتسويقها من قبل الأخوة في حماس. وبمعزل عن الظروف الداخلية لحماس وموضوع الانتخابات، فنحن نعتقد أن توقيت إعلان الوثيقة غير مناسب.. البعض علق على الوثيقة بالمثل العربي «هل تذهب حماس إلى الحج والناس راجعة؟»، ويقصد بذلك أن عملية التسوية فشلت، ولم يعد هناك فرصة لحل الدولتين. أصلاً نتنياهو يقول هذا الصراع غير قابل للحل.

وما يهمنا نحن كحركة مقاومة، أن فشل مسيرة التسوية والمفاوضات كان يستدعي إجراء مراجعة شاملة للمسيرة الفلسطينية خلال ربع القرن الماضي واعتماد استراتيجية جديدة تستند إلى برنامج المقاومة والتحرير.

برأينا، إن وثيقة حماس تقطع الطريق على أي مراجعة سياسية فلسطينية، وتجعل فتح والمنظمة أكثر تشبثاً بخيار التسوية والمفاوضات، لأن أهل المقاومة، ممثلين بحماس، يتقاطعون الآن مع أجزاء من برنامجهم، بعد أن كانوا يطالبون بإلغائه والتخلي عنه لصالح المقاومة.

س/ ما هو رأيكم في تصريحات الأستاذ خالد مشعل لقناة CNN الأميركية، ومناشدته الرئيس الأميركي ترامب، بأن وثيقة حماس تشكل فرصة لتحقيق حل عادل للصراع على فلسطين؟

- للأسف، بعض التصريحات أو المواقف التي صدرت عن بعض الأخوة في قيادات حماس، ربما تثير قلق محبي حماس وحلفائهم أكثر من الوثيقة نفسها. أخونا وصديقنا العزيز أبو الوليد، يعرف أكثر من غيره الانحياز المطلق والأعمى في الموقف الأميركي تاريخياً لإسرائيل. إذا كان أوباما الذي كان على خلاف ما مع نتنياهو، لم يستطع أن يفعل شيئاً، فهل ترامب أو زوج ابنته اليهودي المتطرف، سيقدم لنا حلاً عادلاً؟ وأنا لا أفهم ما المقصود بالحل العادل هنا، عندما يرتبط بدعوة ترامب أن ينتهز فرصة وثيقة حماس؟ هل حدود 67 حل عادل؟! ثم إذا كان اتفاق أوسلو واعتراف المنظمة بإسرائيل، والمبادرة العربية، كلها لم تشكل فرصة بالنسبة لإسرائيل وأميركا التي تدعمها، فهل «وثيقة حماس»، التي تنص على عدم الاعتراف بإسرائيل ستكون في نظرهم فرصة يقبلونها؟! لو كانت إسرائيل ستعطي الفلسطينيين دولة في حدود 67، التي فيها اليوم حوالي ثلاثة أرباع مليون مستوطن مع القدس، لأعطتها لأبو مازن أو ياسر عرفات من قبله.. وحماس تعرف ذلك، والعالم كله يعرف ذلك، إذن، لماذا نسجل على أنفسنا أي موقف فيه ولو شبهة التنازل عن شبر من أرض فلسطين؟!

س/ ما تقويمكم لزيارة أبو مازن للبيت الأبيض، وموقف الإدارة الأميركية الجديدة من القضية الفلسطينية؟

- بات واضحاً أن إدارة ترامب تتجه نحو تبني الرؤية الإسرائيلية والحل الإسرائيلي للقضية الفلسطينية.. ومن أوليات هذه الرؤية العودة إلى سياسة المفاوضات من أجل المفاوضات، لشراء الوقت وفرض وقائع جديدة على الأرض بتكثيف الاستيطان، وتهويد الأرض، وتهديد المقدسات.. ترامب لم يعد بشيء، ولم يعط أي إشارة أنه مختلف عمن سبقه من الرؤساء الأميركيين، وإن كان مختلفاً برأينا، فهو نحو الأسوأ، فهو لم يقدم أي التزام بحل الدولتين الذي انتهى في الأجندة الصهيونية، ولم يعد بوقف إجراءات نقل السفارة الأميركية إلى القدس، أو غير ذلك من الإشارات التي يمكن أن تبرر اعتبار اللقاء إنجاز لأهل السلطة في فلسطين.

اللقاء برأينا لقاء علاقات عامة، ومحاولة إعادة تسويق الأوهام على شعبنا، وإحياء آمال ميتة بشأن «السلام المستحيل» مع العدو الصهيوني، لكنه أيضاً محطة خطيرة إذا ارتبط بما تفكر فيه الإدارة الأميركية من خطوات قادمة تتعلق بالتسوية الإقليمية.

س/ ما هو برأيكم سر حفاوة الرئيس الأميركي ترامب برئيس السلطة اللافتة، والتي فاجأت كثيرين حتى في الإدارة الأميركية؟

- هذه الحفاوة برأينا، هي مكافأة من جانب، ورشوة من جانب آخر.. مكافأة على دور السلطة وأجهزتها الأمنية لما تقوم به في التنسيق الأمني من جهود لقمع الشعب الفلسطيني ومقاومته وانتفاضته.. إنجازات السلطة الأمنية لصالح العدو الصهيوني أذهلت الأميركيين، لدرجة أن ترامب وصفها بأنها «لا تصدق!». ورشوة من أجل القبول بالصفقة التاريخية التي يعد بها ترامب، وستكون كارثة جديدة أو أم الكوارث على الشعب الفلسطيني وقضيته.

س/ هل هناك معلومات عن هذه الصفقة؟

- بكلمة واحدة، تصفية قضية فلسطين بالقبول بما تريده إسرائيل وكفى!

س/ هل تعتقدون أن أبو مازن سينفذ تهديداته بحق قطاع غزة، وما موقفكم منها؟

- نعم، نحن نعتقد أن هذه التهديدات جادة، وهي مطلب إقليمي ودولي، قبل أن تكون مطلباً للسلطة، والهدف منها إحداث حالة من الفوضى تقود إلى انهيار الوضع في قطاع غزة..

وموقفنا من هذه التهديدات أنها محاولة عقاب جماعي للشعب الفلسطيني، وانتقال رئاسة السلطة من دعم الحصار الظالم لقطاع غزة إلى المشاركة المباشرة فيه بأقسى درجاته. ونأمل أن يراجع الأخ أبو مازن والأخوة العقلاء في قيادة حركة فتح هذا الأمر، لأنه لو حدث، فقطاع غزة برميل بارود سينفجر في وجه الجميع، وستحرق ناره أصابع كل الضالعين في هذه الجريمة.

س/ هل من سبيل إلى منع حدوث ذلك، وهل تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام يمكن أن يحول دون هذا الانفجار؟

- قلنا مراراً إن المصالحة في الظرف الراهن لن تتحقق، لأن شروطها غير متوفرة لدى طرفي السلطة، فتح وحماس. الطريق الوحيد الذي يمكن أن يعدل المسار، ويحمي الشعب وقضيته ومجتمعه، في هذا الظرف الحساس، هو أن ينتصر الجميع للأسرى البواسل، وأن يتم التضامن معهم بإطلاق انتفاضة الأسرى الشاملة، لتحيي انتفاضة القدس المغدورة، وبذلك نستطيع أن ننقذ الأسرى والمسرى، كما يقولون. ومن المؤسف والمؤلم أن ينزلق الوضع الفلسطيني إلى تصفية حسابات تتعلق بالسلطة والصلاحيات، ويدير البعض ظهره لأسرانا وهم يخوضون معركة الحرية والكرامة في مواجهة الاحتلال، دون ناصر من قيادة السلطة أو من الأمة والعالم.

س/ السلطة أعلنت تأييدها للإضراب، ووزارة الأسرى مشاركة في الفعاليات، ما هو المطلوب من السلطة لنصرة الأسرى برأيكم؟

- المطلوب من السلطة أن توقف التنسيق والتعاون الأمني مع العدو. هل يعقل أن ابن فتح في السجن يواجه خطر الموت، تحت سيف السجان، وسيف الجوع بالإضراب، ورفيقه أو أخوه في التنظيم الذي يعمل في جهاز أمن للسلطة، يرفع سيفه على الانتفاضة، يلاحقها ويحاصرها ويقدم كل المعلومات عنها لرجال الأمن الإسرائيليين، الذين يعتقلون أبناء شعبنا ويحرمونهم أبسط حقوقهم الإنسانية في السجون؟! وحين يثورون وينتفضون بالجوع من أجل الحرية والكرامة، لا تفكر السلطة بالضغط على هذا السجان بوقف التعاون الأمني معه ضد الشعب الفلسطيني؟!

السلطة في امتحان كبير، أمام شباب فتح أولاً، وأمام كل أبناء الشعب الفلسطيني، وكل شرفاء وأحرار العالم. نريد أن نعرف من وما هو المقدس لدى هذه السلطة؟ التنسيق الأمني مع العدو؟ أم حياة السجين الفلسطيني والإنسان الفلسطيني؟ ما هو المقدس عندها، «أمن إسرائيل» أم «أمن فلسطين» وشعبها؟!