أوقد ممثلو فصائل العمل الوطني والمؤسسات والفعاليات الرسمية والشعبية، مساء اليوم الأحد، "شعلة الحرية" في ميدان الشهداء وسط مدينة نابلس، ايذانا بانطلاق التحركات الشعبية والرسمية في مختلف المحافظات لمساندة اسرى الحرية في معركة الامعاء الخاوية التي قرروا الشروع بها اعتبارا من يوم غد الاثنين بالتزامن مع مناسبة يوم الاسير الفلسطيني.
وتم ايقاد الشعلة خلال مهرجان جماهيري حاشد بحضور، نائب القائد العام لحركة "فتح" محمود العالول ممثلا عن الرئيس محمود عباس، ووزير الاسرى عيسى قراقع، ومحافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب، والنائب عن الجبهة الشعبية خالدة جرار، ومدير نادي الاسير قدورة فارس، وفدوى البرغوثي زوجة الاسير مروان البرغوثي، والناشطة السياسية الاردنية رانيا شاهين، وممثلي مختلف القوى والمؤسسات، وعدد كبير من اهالي الاسرى والشهداء.
ورفع المشاركون في المهرجان صور الاسرى، واللافتات التضامنية معهم، ولوّحوا بالاعلام الفلسطينية، فيما رددوا الشعارات الداعمة للاسرى.
والقى المحافظ الرجوب كلمة ترحيبية قال فيها بأن ايقاد شعلة الحرية في نابلس يأتي من باب الوفاء للاسرى الذي قرروا خوض الاضراب المفتوح عن الطعام في سبيل حريتهم وكرامتهم وعزتهم، وان المطلوب منا الوقوف الى جانبهم وعدم تركهم وحدهم في هذه المعركة المصيرية.
والقى العالول كلمة بالنيابة عن الرئيس عباس، حيّا فيها الاسرى على اختلاف اسمائهم وانتماءاتهم، واصفا اياهم بأنهم فرسان الصبر والصمود في قلاع الاسر خلف القضبان، ومن ضحوا بحريتهم من اجل وطنهم وشعبهم.
وأكد العالول ان قضية الأسرى هي القضية الأساس بالنسبة لنا وجزء اساسي من ثوابتنا الوطنية، فكما نناضل من اجل الارض والقدس وحق العودة وازالة الاستيطان نناضل ايضا من اجل حرية الأسرى.
وقال بأن الفعاليات التي انطلقت اليوم في نابلس تضامنا مع الاسرى في معركة الاضراب المفتوح عن الطعام التي قرروا خوضها، سوف تعم باقي انحاء الوطن، والمطلوب منا ان نقف موحدين وصفا واحدا خلفهم في هذه المعركة التي لن تكون سهلة.
وأشار العالول الى اننا نحيي اليوم بالاضافة الى يوم الأسير، مناسبة استثنائية وهي ذكرى استشهاد امير الشهداء خليل الوزير (ابو جهاد) الذي كان أول الرصاص وأول الحجارة، كما كان على تواصل دائم مع الاسرى وذويهم وناضل من اجلهم.
والقت النائب خالدة جرّار كلمة باسم اللجنة الوطنية لدعم الاسرى، أكدت فيها أن الاسرى والاسيرات جميعا في قلوبنا ووجداننا، داعية كافة الجماهير للتضامن الفاعل معهم ومساندتهم في معركة الجوع والامعاء الخاوية قرروا خوضها والتي لن تكون سهلة وبسيطة، مؤكدة ان التفافنا حول الاسرى سيعزز من صمودهم وقدرتهم على تحقيق الانتصار.
وأضافت جرّار بأن وصية الاسرى لنا هي التوحد وترك الخلافات جانبا، ومساندتهم اسنادا حقيقيا في هذه المعركة الصعبة.
وقال قدورة فارس باننا نوقد اليوم شعلة الحرية من هنا من نابلس التي ظلت وفية للعهد والقسم وللشهداء والاسرى وللقدس، في مواجهة طغيان دولة الاحتلال.
وقال بأن الاسرى قد أكملوا كل الاستعدادات لخوض الاضراب، وقد اخرجوا من غرفهم وخيمهم كل شيء يمكن ان يؤكل، وأن المطلوب منا مؤازرتهم ومساندتهم بكل ما نملك.
وأضاف فارس بأن هذه المعركة تُعرِّض حياة الاسرى للخطر، وعلينا ان لا نقف متفرجين، بل نخرج للشوارع لاعلاء صوت الكرامة المنطلقة من حناجر ابطالنا في السجون.
والقت أزهار ابو سرور، والدة الشهيد عبد الحميد ابو سرور، والذي يحتجز الاحتلال جثمانه، كلمة قال فيها بأن الاحتلال لم يكتف بالتنكيل بالاسرى الاحياء، وانما كذلك بجثامين الشهداء الذين يرفض تسليمهم لذويهم ويلقي بهم في الثلاجات.
وشددت على ضرورة الوقوف خلف قضية الاسرى صفا واحدا، حتى نيل حريتهم، وحتى يتم كذلك الافراج عن جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال.
وتخلل الحفل فقرات من الغناء الشعبي التضامني مع الاسرى قدمتها فرقة بنات مدرسة مسقط الثانوية في بيت لحم برفقة الفنانة رنا ابو عياد، والفنان مفيد الحنتولي.