إلى الأسرى العظماء، عمالقة الصبر، في
"معركة إضراب الحرية والكرامة"
السلام عليكم الآن وغداً وكل حين، أنّا كنتم وأينما حللتم، وأنتم ترسمون شموخ الفلسطيني عملاقاً مثل ياسر عرفات، وتفضحون جلادكم بقوة صمتكم وامتناعكم عن الكلام معه إلا بلغتكم وإصراركم فقط، تقزّمونه، وتقزّمون الصمت اللعين، وتنحازون لذواتكم الوطنية المدرسة والنموذج، في مرحلة انكسار النموذج، وتعلنون أن لا قيمة إلا قيمتكم وأنتم أنتم نداً ونداً ونداً، وعلى طريقتكم الرائعة التي تعطي الدروس والعبر حتى لمن لا يعتبر.
سلام عليكم وأنتم تعرّفون الوطن من جديد ولسان حالكم يقول " الوطن إنسان"، فتقومون فينا وفي عرض البلاد وطولها، وتجمعوننا جميعاً دون أن تعقدوا معنا لقاءً، فتختصرون المسافة بيننا لتؤكدوا أننا وحدة واحدة وحدنا.
اليوم، أنتم أيها السادة الأسرى، لا معالي إلا معاليكم، أنتم اسم بلادنا الحركي الذي يعيدنا لذاتنا الجمعية الجامعة على تراب أرضنا المعافى، ووطننا المشتهى في مواجهة النقيض واستطالاته ودمويته الحالكة، تضيؤن البلاد بإنسانيتكم الباذخة وشعاع عيونكم الباقي، رغم الأمعاء الخاوية إلا من الكرامة، نضيء لكم شمعة في كل بيت وشارع لتكون مرافعتنا لأجلكم ومعكم ضد لوائح الاتهام اللالوائح، إلا بالقمع والاستلاب والاقتلاع وكسر الإرادة.
من كل بقعة في أرض فلسطين أطلق اليوم الدعوة والنداء لكل أبناء شعبنا، وخصوصاً الشبيبة والطلاب، والعمال والفلاحين، والأطباء والمهندسين، والمحامين والمعلمين، والمرأة الأم والأخت والبنت، وكل قطاعات شعبنا، إلى الوقوف صفاً واحداً لدعم وإسناد أسرانا البواسل في معركة إضراب الحرية والكرامة الذي يطلقه الأسرى العظماء في سجون الاحتلال ومعتقلاته يوم السابع عشر من شهر نيسان الحالي بقيادة الأخ المناضل القائد مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ولنعتبر أنفسنا كلنا كفلسطينيين من يوم السابع عشر من نيسان، أسرى، نقف وقفة واحدة في وجه إدارة الاحتلال الغاشمة، لكي لا تتمكن من كسر إرادة المناضلين العظماء.
كما وأدعو القيادة الفلسطينية جمعاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة فتح، والأمناء العامون لفصائل العمل الوطني للعمل الفاعل بكل الإمكانات لإنجاح إضراب الأسرى البواسل، على قلب رجل واحد، لوقف غطرسة الاحتلال وأدواته ضد أسرانا وأرضنا وشعبنا.
كلنا في فلسطين اليوم أسرى الحرية، الذين يجعلون رقعة البلاد خضراء خضراء، وقلوبنا بيضاء بيضاء متعلقة بكم، ودمنا الأحمر القاني يغلي على سوداوية الاحتلال وساديته، وفعله البغيض.
سلام عليكم لأنكم صرتونا فصرناكم.
اليوم أيها السادة الأسرى، أنتم أغلى قطعة من أرض فلسطين يجب تحريرها.
