ثارت مقولة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع رؤساء الكتل الشريكة في الحكومة، أمس الخميس، بأنه 'تحركت بي الجينات الشرقية'، ردود فعل غاضية وصلت حد اتهامه بالعنصرية ضد اليهود الشرقيين.
الجدير بالذكر أن نتنياهو، رغم منصبه الرفيع، لا يتردد في إطلاق تفوهات عنصرية. لقد وجّه تفوهاته هذه ضد العرب بداية، لكنها لم تتوقف عندهم، وإنما استمرت باتجاه اليهود الشرقيين.
وكانت أزمة داخل الائتلاف الحكومي اندلعت أول أمس، بين نتنياهو ووزير المالية، موشيه كحلون، حول إقامة هيئة البث الجديدة. إذ دعا نتنياهو إلى إرجاء إقامة هذه الهيئة لعد أشهر، وهو ما اعتبر أنه امتصاص غضب موظفي سلطة البث الحكومية، التي ستحل الهيئة مكانها، وستؤدي إلى فصل مئات مستخدمي سلطة البث من العمل.
واعتبر كحلون أن دعوة نتنياهو إلى تأجيل انطلاق عمل هيئة البث تلحق ضررا به وبقراراته، وأن نتنياهو يحاول نقل غضب موظفي سلطة البث إليه. لكن نتنياهو تراجع أمس عن دعوته، وأكد أن عمل هيئة البث سينطلق في موعده المحدد.
وعندما سأل كحلون نتنياهو 'لماذا طلبت التأجيل؟'، أجابه نتنياهو قائلا إنه 'تحركت بي الجينات الشرقية'. وقصد نتنياهو بقوله هذا أن 'الجينات الشرقية'، أي جينات اليهود الشرقيين، تمنع تحكيم العقل، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة ضد نتنياهو.
وهاجم عضو الكنيست عمير بيرتس، من كتلة 'المعسكر الصهيوني' المعارضة، نتنياهو بسبب مقولته، وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم، الجمعة، إنه 'لا نقاش على أن الحديث يدور عن استعلاء. وهذه ليست جينات شرقية، وإنما جينات عنصرية'.
وأضاف بيرتس، المغربي الأصول، أن 'استخدام هذه العبارة، هو تهكمي وفظ جدا. وعلى رئيس الحكومة أن ينهض ويعتذر على هذه المقولة التي تحد بالعنصرية'.
واعتذر نتنياهو عن قوله 'تحركت بي الجينات الشرقية'، وكتب في حسابه في 'تويتر'، ظهر اليوم، إنه 'أعتذر على أقوالي أمس. لم تكن لدي نية للمس بأحد. وأنا مرتبط بأعماق نفسي بجميع طوائف إسرائيل وأثمن إسهامها الكبير في تراث شعبنا وبناء بلادنا'.
وكان وزير الداخلية الإسرائيلية، أرييه درعي، قد توسط أمس من أجل حل الأزمة بين نتنياهو وكحلون، في أعقاب تصريحات أطلقها الأخير معبرا عن غضبه من دعوة نتنياهو إلى تأجيل انطلاق عمل هيئة البث.
لكن درعي أثار بنفسه أزمة جديدة، عندما أعلن عن غضبه لدى علمه بأنه ليس مشمولا ضمن الوزراء الذي سيرافقون نتنياهو إلى الصين، في زيارة تبدأ بعد غد، الأحد. فقد اكتشف درعي أن نتنياهو كلف وزيرا آخر، سيرافقه، بالتوقيع على اتفاقية لجلب عمال صينيين إلى إسرائيل، علما أن هذا من اختصاص وزير الداخلية.
وقالت تقارير إعلامية إسرائيلية إن مكتب نتنياهو سارع إلى الاعتذار لدرعي، واقترح عليه مرافقة نتنياهو في زيارته للصين، لكن درعي أعلن أنه ليس معنيا بذلك.