بقلم: شلومو شمير – معاريف
يكاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يكون شخصية منبوذة في الأسرة الدولية. ففي أحاديث بين السفراء والدبلوماسيين في مركز الأمم المتحدة في نيويورك يكاد يكون ذكر اسم بوتين محظوراً. فهم يتحدثون عنه فقط حينما يكونوا مطالبين بالتعقيب على خطوة أو تصريح صادر عن الكرملين.
وحتى عندها يتضح من ردود الفعل ويفهم موقف نفور وابتعاد عن الزعيم الروسي، الذي يعتبر رئيس دولة رافضة تفرض عليها العقوبات. ويتبين من الأحاديث بأن موسكو لا تظهر حتى في أسفل قائمة العواصم التي يتوق الزعماء العالميون لزيارتها. وحتى الصديق الكبير في البيت الأبيض، الرئيس ترامب، الذي أغدق الثناء على بوتين حين كان مرشحا، يجتهد مؤخراً لقطع الإتصال مع الرئيس الروسي.
إستثنائيون هم زعماء “إسرائيل”. فرئيس الوزراء نتنياهو سيزور موسكو ليلتقي بوتين. ومن سيسبق رئيس الوزراء في التقاط صورة إلى جانب بوتين هو رئيس المعارضة هرتسوغ. ثمة جانب عملي ايجابي في العلاقات بين “إسرائيل” وروسيا. وذلك أيضا وربما بالذات لأن بوتين معزول في الساحة العالمية. ولكن إذا كان هدف اللقاء بين نتنياهو والرئيس الروسي هو كما يتضح من تصريحات نتنياهو، أن نجد لدى بوتين شريكا في قلق “إسرائيل” من تطلعات التوسع الايرانية وربط الرئيس الروسي كمساعد في إزالة التهديد – فمن المتوقع سواء لنتنياهو أم لهرتسوغ الخروج من المحادثات في الكرملين بخفي حنين.
فمن أحاديث مع سفراء ودبلوماسيين مطلعين في مركز الأمم المتحدة في نيويورك يتبين إجماع شبه تام: ايران هي الموضوع الأخير في العالم الذي يكون فيه بوتين مستعداً للتنازل عنه، وإن كان حتى فقط الحديث عن أي تنازل أو انسحاب، مهما كان رمزيا، عن سياسته الحالية – وهذا يتضمن الإتفاق النووي أو تخفيف التواجد العسكري الايراني في سوريا.
بوتين سيستقبل نتنياهو بالابتسام والثناء. ولكن عندما سيعرض رئيس الوزراء قلقه من التهديد الإيراني ويذكر نشاطها المتعاظم في سوريا، فإن بوتين لن يرد رأي نتنياهو ولكنه سيعود إليه بالسؤال: وماذا تفعل لتقدم حل النزاع مع الفلسطينيين؟، هكذا يقدر مصدر سياسي في نيويورك. وفي كل حديث متكرر يكون التقدير بأن بوتين لن يستجيب لأي اقتراح أو طلب من جانب رئيس الوزراء للعمل على تقليص أو تقييد الدور الإيراني في سوريا.
إيران لا تعتبر جهة مهددة وليست هدفا لخطوات عقابية، هكذا يشدد مسؤولون كبار في مقر الأمم المتحدة. فالرئيس ترامب بادر هذا الأسبوع إلى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء بالنسبة للسلوك الايراني في المنطقة. ماذا في ذلك؟ عقب الدبلوماسيون. فحسب كل التقديرات، لا يوجد ولا يبدو أن هناك أي مؤشر على أن ترامب يعتزم اتخاذ هي خطوة تشكك بالاتفاق النووي. “للرئيس ترامب الصلاحية لالغاء الاتفاق النووي مع ايران”، كتبت صحيفة “الايكونومست” في مقال رئيس، ولكنه لا يفعل ذلك، ولا يبدو أنه يعتزم فعل ذلك.
وفي سياق النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني أيضا، فان الكرملين هو المكان الأخير في العالم الذي يعطي نتيجة حقيقية أو حتى نقلة ما، تقول محافل سياسية في نيويورك. فالنزاع لا يحتل مكانا هاما، هذا اذا كان يحتل أي مكان، في سلم اولويات فلاديمير بوتين.