بعد عامين من التجارب؛ أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، أول تجربة عملية لسفينة حربية تعمل بدون ربان، حيث نجحت السفينة التي أطلق عليها اسم "فارس البحر" في إطلاق أول صاروخ.
وأوضح موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "فارس البحر؛ ستشارك في العمليات الخاصة، دون تعريض حياة الجنود للخطر"، مضيفة أن "هذه السفينة ستحل محل نسخة قديمة أصغر وأقل كفاءة"، علما بأن السفن بلا ربان دخلت الخدمة الفعلية لدى الاحتلال قبل نحو عامين.
ولفتت الصحيفة إلى أنه "في معظم الحالات؛ يمكن التحكم في السفينة من خلال سيارة تشغيل متنقلة تقع داخل قاعدة الوحدة بميناء أسدود، ويمكن التحكم بها في العمليات الخاصة من داخل سفينة في عرض البحر"، مؤكدة أنها "المرة الأولى التي يسيطَر عليها عن بعد، من دون ربان، كما يمكنها أيضا إطلاق الصواريخ".
ويتضح من الفيديو الذي نشرته الصحيفة؛ قيام سفينة "فارس البحر" التي طورتها شركة "رفائيل" الإسرائيلية، بتجربة ناجحة في إطلاق صاروخ تجاه هدف محدد في عرض البحر.
وقالت "يديعوت أحرونوت" إن هذا النموذج المطور من سفينة "فارس البحر": "ما زال في مرحلة التطوير، وسيتم إضافته لسلاح البحرية الإسرائيلية في المستقبل"، كاشفة عن أن "العمل جار على تطوير منظومة جديدة متخصصة في اعتراض صواريخ مضادة للدبابات؛ يمكن إطلاقها من الساحل تجاه سفن الخدمات الروتينية في قلب البحر".
وأوضحت أنه إضافة إلى ما سبق؛ فإن السفينة تضم رشاشات يتم التحكم فيها عن بعد، وخراطيم مياه ضد المتظاهرين على متن قوارب بحرية صغيرة.
استهداف مواقع النفط
من جانبه؛ قال المختص في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أدخل إلى الخدمة العسكرية "سفنا بلا ربان؛ لحماية حقول الغاز الإسرائيلية المتواجدة في البحر المتوسط، والتي تقع في مرمى صواريخ المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية".
وأضاف أن "هذه السفن زودت بمنظومة مراقبة دائمة فوق الماء، وإمكانية إطلاق الصواريخ والنار بشكل مباشر، وزودت بمنظومة تشابه القبة الحديدة؛ تستطيع التصدي لأي صاروخ يطلق صوب حقول الغاز داخل البحر".
وأكد أن الاحتلال "يخشى في أي مواجهة قادمة من أن تستهدف المقاومة بالصواريخ مواقع النفط التابعة لها، وخاصة موقع تمار للغاز، الذي يُعد موقعا اقتصاديا استراتيجيا، أو استهداف مصفاة الغاز قرب المجدل".
وأشار جعارة إلى أن جيش الاحتلال "يقوم بتدريبات مستمرة للحفاظ على حقول البترول والغاز؛ لأنه يعتبر أن نجاح المقاومة في الوصول إلى تلك المواقع واستهدافها؛ نقطة بارزة في تاريخ الصراع مع المقاومة، سواء كانت الفلسطينية أو اللبنانية".
حدود غزة
وسبق أن كشف قائد بحرية الاحتلال، رام روتبرغ، عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة؛ شهدت إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ باتجاه حقول الغاز دون أن تنجح في إصابتها، مشيرا إلى أن "إسرائيل" لم تتأكد من أن هناك استهدافا مقصودا بهذه الصواريخ لحقول الغاز، أو أنها سقطت في البحر عن طريق الخطأ.
واكتشف الاحتلال حقل "تمار" للغاز الطبيعي في البحر المتوسط عام 2009، وهو يضم خمسة آبار على بعد 50 ميلا غرب مدينة حيفا المحتلة، وعلى عمق 1700 متر تحت سطح البحر. وبدأ الانتاج الفعلي للحقل مطلع 2013، ويقدر إجمالي القدرة المبدئية للحقل 985 مليون متر مكعب يوميا، بمعدل 7.5 بليونات متر مكعب سنويا. كما أن الاحتلال اكتشف حقل "ليفيتين" عام 2010.
ويعمل الاحتلال على ضخ الغاز المنتج عبر أنبوب مزدوج يقع تحت الماء بطول 93 ميلا؛ إلى منصة للمعالجة تبعد 25 كيلومترا من مدينة عسقلان (المجدل) الساحلية المحتلة، وتبعد 30 كيلومترا من حدود قطاع غزة التي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وبمناسبة بدء إنتاج الغاز في حقل "تمار" كتب وقتها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو علي صفحته في موقع "فيسبوك": "هذا يوم بالغ الأهمية لدعم اقتصاد إسرائيل.. نخطو خطوه كبيرة نحو الاستقلال في مجال الطاقة، فحقل تمار سيقوي اقتصادنا".
الفيديو الى الاسفل :-