اقترح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قبل ستة أشهر، على رئيس المعارضة وكتلة 'المعسكر الصهيوني'، يتسحاق هرتسوغ، وثيقة شملت تحريك 'مبادرة سلام إقليمية' والمشاركة بقمة إقليمية في مصر، بحيث تشكل أساسا لتشكيل حكومة وحدة وطنية، حسبما كشفت صحيفة 'هآرتس' اليوم، الأحد.
ووفقا للصحيفة، فإن الوثيقة تضمنت استعداد نتنياهو لتسوية إقليمية على أساس حل الدولتين وكبح ملحوظ للبناء في المستوطنات، لكن دون الإعلان عن ذلك رسميا. وبعد ثلاثة أسابيع من تسليم الوثيقة إلى هرتسوغ، وبعد التوصل إلى موافقة مبدئية، بدأ نتنياهو بالتراجع عنها على خلفية الأزمة السياسية داخل الائتلاف الحكومي حول البؤرة الاستيطانية العشوائية 'عمونا'. ووصلت الاتصالات بين الجانبين إلى طريق مسدود وفشلت بصورة نهائية في منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو استغل هذه الوثيقة والمفاوضات مع هرتسوغ لصد مبادرة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لعقد قمة دولية بشأن المفاوصات الفلسطينية - الإسرائيلية.
وسلم نتنياهو الوثيقة إلى هرتسوغ في 13 أيلول/سبتمبر الماضي، بعد يومين من الاتصالات بينهما، والوثيقة عبارة عن تصريح مشترك للاثنين كان يفترض أن يعلنا عنه خلال قمة تعقد في القاهرة أو شرم الشيخ، بعد ذلك بثلاثة أسابيع وفي بداية تشرين الأول/أكتوبر، بمشاركة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وربما بمشاركة الملك الأردني عبد الله الثاني، وأن يعلن نتنياهو وهرتسوغ فور عودتهما إلى إسرائيل عن إجراء مفاوضات سريعة من أجل إقامة حكومة وحدة.
كما شملت الوثيقة بندا يشكرا فيه الرئيس المصري السيسي لاستعداده القيام بدور فعلي لتدشين 'عملية السلام' مجددا.
وقالت الصحيفة إن مجموعة من الجهات الدولية كانت ضالعة في هذه العملية، وكانت الوثيقة ومضمونها معروفة لمسؤولين كبار في الحكومتين المصرية والأردنية، ولرئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، الذي كان ضالعا بالاتصالات، وكذلك كانت معروفة لوزير الخارجية الأميركي في حينه، كيري، وعدد من مستشاريه.
وقال مكتب نتنياهو إن الوصف بعدم تنفيذ عملية إقليمية محتملة خاطئ من أساسه، بينما رفض مكتب هرتسوغ التعقيب على تفاصيل الوثيقة.
الوثيقة
وشملت الوثيقة، التي كتبت باللغة الانجليزية، ثماني نقاط، أبرزها 'أننا نعبر مجددا عن الالتزام بحل الدولتين للشعبين ونعلن رغبتنا في دفعه إلى الأمام'، وأن 'إسرائيل تتطلع إلى إنهاء الصراع والتوصل إلى نهاية كافة المطالب، والتوصل إلى اعتراف متبادل بين دولتين قوميتين وترتيبات أمنية متواصلة وحل إقليمي متفق عليه يشمل اعترافا بمراكز سكانية قائمة'.
وأضافت الوثيقة أنه 'في إطار البحث عن السلام، تمد إسرائيل يدها إلى الفلسطينيين وتطلب بدء مفاوضات مباشرة ثنائية ومن دون شروط مسبقة'، وأن 'إسرائيل تنظر بالإيجاب إلى الروح العامة لمبادرة السلام العربية والمركبات الإيجابية التي تتضمنها. وترحب إسرائيل بمحادثات مع دول عربية حول هذه المبادرة، بهدف عكس التغيرات الدراماتيكية التي طرأت في المنطقة في السنوات الأخيرة والعمل سوية من أجل دفع حل الدولتين وسلام أوسع في المنطقة'.
وفي ما يتعلق بالاستيطان، قالت الوثيقة إن 'النشاط الإسرائيلي في المستوطنات يطبق بصورة تسمح بإجراء حوار إقليمي حول السلام ويسمح بتحقيق هدف الدولتين للشعبين'، وأن 'تعمل إسرائيل مع السلطة الفلسطينية من أجل أن تحسنان بشكل كبير الوضع الاقتصادي والتعاون الاقتصادي، بما يشمل المنطقة 'ج'، وتوثيق التنسيق الأمني'. وبحسب الصحيفة فإن نتنياهو وافق على طلب هرتسوغ بأن توافق إسرائيل على تنفيذ أعمال بناء للفلسطينيين ودفع مشاريع في المنطقة 'ج'.
وقالت الوثيقة أيضا إن 'إسرائيل معنية باستقرار طويل الأمد في غزة، بما يشمل ترميم الوضع الإنساني وترتيبات أمنية ناجعة'.
ويشار إلى أن نتنياهو سلم هذه الوثيقة إلى هرتسوغ بعد سبعة شهور من القمة السرية في العقبة، في 21 شباط/فبراير 2016، والتي رفض خلالها مبادرة سلام وحل الدولتين التي اقترحها كيري وقدم خطة لا تشمل حل الدولتين. كذلك صرح نتنياهو خلال زيارته إلى أستراليا، قبل أسبوعين، أنه يرفض حل الدولتين، وبدلا من ذلك طرح فكرة الحكم الذاتي للفلسطينيين في جزء من الضفة الغربية.