انتقدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية" الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مشيرة إلى أنه "في هذه المرحلة يبقى هو نفسه ترامب، الذي لن يشجب العنصرية واللاسامية".
وكتب المحلل الإسرائيلي، إيتان هابر، في مقاله الذي نشرته الصحيفة، أن ترامب "ليس لطيفا تجاه من يحيط به. ولا بد أنه سيطعمنا المر، ولكنه سيفعل ذلك فيما يخرج من فمه الجواهر والكلمات الأجمل في القاموس"، وفق تعبيره.
وجاء هذا المقال تعليقا على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة.
وقدم هابر قراءته الخاصة للزيارة، وتناول عوامل مهمة مرتبطة بها،:
أولا: لم يقدم سوى الحب
سخر المحلل الإسرائيلي من حديث الإعلام حول الزيارة، إذ اهتم بنشر: "الرئيس لمس، الرئيس عانق، الرئيس أثنى على السيدة نتنياهو. بل سمحوا حتى لرئيس الوزراء وعقيلته النزول في المضافة الرسمية، بلير هاوس"، مشيرا إلى ترامب لم يقدم لنتياهو وزوجته سوى "الحب".
وعلق على ذلك بالقول: "حقيقة، فإن كل رؤساء وزراء إسرائيل على أجيالهم نزلوا هناك في المضافة عشرات المرات، هذا أمر غير هام في هذه اللحظة. حب، أحببنا، نحب، سنحب، كلمات، كلمات، كلمات".
ثانيا: ترامب يجهل بالشرق الأوسط
وتابع هابر مقاله مستعرضا الزيارة، التي قال إنه "يمكن من خلالها أن نتعرف على أن ترامب لا يزال غير مطلع على المادة عن الشرق الأوسط"، وفق قوله.
وأكد أن ترامب "يكاد لا تكون لديه أي فكرة عما يدور عنه الحديث".
وعلق على تصريح ترامب في مؤتمر صحفي: "دولة واحدة، دولتان، ما تريدون"، قائلا إن معنى هذا التصريح أن الرئيس الأمريكي "لم يبدأ حتى بدراسة الوضع المعقد الذي يدخل إليه رأسه وأمريكا كلها".
وقال: "ما كان هذا ليحصل لرؤساء سابقين: فالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني دخل إلى الوريد".
اقرأ أيضا: يديعوت: ماذا قال ترامب وماذا لم يقل في لقاء نتنياهو؟
ولكنه ذهب إلى أن "ترامب هو الآخر سيتعلم في السنوات المقبلة، أنه لا يوجد شيء كهذا يسمى "دولة واحدة، دولتان، ما تريدون". فسرعان جدا ما سيتبين الحاجة إلى تسوية مفروضة في الشرق الأوسط، لأن الحد الأدنى الذي تطلبه إسرائيل لا يلمس حتى طرف المطالب الفلسطينية".
ثالثا: التوقيت
وأشار هابر إلى أن الافتراض بأن أول من يسيطر على أُذني رئيس الولايات المتحدة يفوز بكل الصندوق "هراء".
وعلل ذلك بالقول إن "الأمريكيين مرتبون جدا في مواضيع الإجراءات بحيث أنه لا يهمهم من يكون الأول ومن يكون الأخير. فعلى مدى خمسين سنة، في كل حكم ديمقراطي أو جمهوري، يتمسك الأمريكيون بالخط السياسي المتصلب ذاته من ناحية إسرائيل، ولا يخرجون عنه يمينا أو يسارا".
وذهب إلى أن الموظفين الكبار في واشنطن يرون بأن الفارق بين هذا الرئيس أو ذاك هو في مدى الابتسامة على الوجه، وكفة اليد الرابتة على الظهر عند الصعود على الدرج، وغيرها من القصص الصغيرة من هذا النوع، التي لا تدل على القصة الكبيرة.
وقال:"القصة فقط: رئيس يذهب، رئيس يأتي، والسياسة تبقى أبدا".
رابعا: ترامب يبقى ترامب نفسه
وسخر هابر من ترامب، وقال: "في النهاية ترامب يبقى ترامب نفسه، شرا كان أم خيرا. والفارق بينه وبين أوباما هو أن ترامب يحاول أن يكون شعبيا، ومبتسما بكميات تجارية".
ولكنه شدد على أن ترامب لن يشجب العنصرية واللاسامية.