دافعت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية عن جماعة الإخوان مطالبة بعدم تصنيفها كجماعة إرهابية، موضحة أنه لا يوجد خبير في شئون الحركات الإسلامية يوافق على وضع الجماعة على قائمة التنظيمات الإرهابية.
وأوضحت المجلة في تقرير تحت عنوان "الإخوان ومسألة الإرهاب"، كتبه شادي حميد، أنه من الجيد التفكير في أن الإخوان جماعة سيئة وديكتاتورية ولا تؤمن بالليبرالية، لكن المناقشة حول تصنيفها جماعة إرهابية تأتي من منطلق "أيدولوجيتها فقط".
وتابعت المجلة بالتساؤل: هل الإخوان جماعة إرهابية؟ موضحة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد أصدرت قرارا تنفيذيا تصنف الجماعة كإرهابية لكنها تراجعت عن تطبيقه، مشيرة إلا أن هذا القرار لا يستند على وقائع تثبته وتؤيده، كما أن الباحثين ليست لديهم أي أدلة تؤكد ذلك.
وتابع التقرير بالقول إنه لا يوجد خبير أمريكي عن الإخوان يدعم قرار تصنيفهم كجماعة إرهابية، كما أنه لا يوجد دليلا مقنعا يمكن استخدامه لتوثيق وتأييد هذا التصنيف، وفقا للمعايير الموضوعة.
وتابع التقرير بالقول إن الإخوان هي جماعة سيئة ومرعبة وديكتاتورية وكذلك غير ليبرالية، وحتى إيريك تريجر، الذي وصف الإخوان من قبل بأنها "جماعة كره"، لكنه هو الآخر يعارض قرار تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، مشيرا إلى أن خبث الإخوان أيضا ليس دليلا كافيا للقول إنها تستحق التصنيف كجماعة إرهابية.
واستمر التقرير في دفاعه بالقول أن من بين المعايير الموضوعة لتصنيف أي جماعة كإرهابية هو ارتكابها هجمات إرهابية وحث أفرادها على ذلك، لكن هذا لم يحدث مع الإخوان في مصر.
وأضاف التقرير أن الدليل الذي تقدمه إدارة ترامب، وكبار الاستراتيجيين فيها، ستيف بانون، هو دليل أيدولوجي فقط ينبع من سردية صراع الحضارات، هذه السردية التي يحملها الغرب وبالتحديد الحضارة اليهودية المسيحية ضد "الإسلام الإصولي"، الذي يعتبر مصطلح غامض الذي يبدوا أنه لا يضم المتطرفين فقط ولكن الإسلاميين بشكل أوسع، وليس حتى فقط الإسلاميين، ولكن المسلمين أيضا.
واستطرد التقرير بالقول إن معسكر بانون المؤيد لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، يتوافق مع وجهات النظر التي تتزايد بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة والتي ترى في الأمريكيين المسلمين كـ "طابور خامس"، يحاولون فرض الشريعة، ففي فيلم تم نشره، وشارك فيه بانون نفسه، حذر من امريكا ستصبح الولايات المتحدة الإسلامية.
واختتم التقرير بالقول أنه من الواضح أن الأدلة ليست التي تقود إلى هذا التصنيف ولكن التصنيف ينطلق من منبع الكفاح ضد أفكار وأيديولوجية.