نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الخميس، مقتطفات من مقالة ستنشر غدا كاملة لمحلل الشؤون الحزبية في الصحيفة "يوسي فيرتر"، تحدث فيها عن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إرضاء المستوطنين بكافة الأشكال.
وتطرق فيرتر في مقاله إلى عملية التحريض السريعة التي قادها نتنياهو ضد المجتمع العربي عبر تغريداته على تويتر خلال أحداث أم الحيران، مشيرا إلى حالة الصمت التي انتابته أمس خلال شغب المستوطنين خلال إجلاء البؤرة عامونا، دون أن يكتفي بذلك، بل أصدر أمرًا بإقامة مستوطنة لهم.
وقال فيرتر إن نتنياهو ربما لا يريد أن يعيش وعائلته تلك الصدمة التي تلقاها خلال انتخابات عام 1999 والتي تزامنت حينها مع عملية إجلاء لبؤرة استيطانية مماثلة. مشيرا إلى أن نتنياهو يسعى لإرضاء المستوطنين بكل السبل رغم أنهم لا يكتفون بما يقدمه لهم.
وأضاف "لو كانت عامونا بلدة عربية في المثلث لوضع نتنياهو سلسلة من التغريدات العدوانية والتحريض ضد المتظاهرين، لكن المستوطنين هم روحه، وما يفعلونه يبقى فوق القانون".
وأشار إلى القرار الذي اتخذه نتنياهو ببناء مستوطنة جديدة لـ 40 عائلة من المستوطنين كانت تقطن في عامونا مهما كان ثمن هذا القرار وما يمكن أن ينتج عنه في المستقبل القريب.
وتابع "المال ليس مشكلة عند التعامل الثمين مع المستوطنين .. المعارضة لم تتحدث والائتلاف الحكومي صامت، حيث ابتلع رئيس المستوطنين نفتالي بينيت لسانه، ووصف بتسلئيل سموتريتش عملية إخلاء عامونا بأنه يماثل عملية اغتصاب وحشي لإمرأة يهودية".
وواصل "الإخلاء الذي جرى سيتم تسجيله في السجل العقاري باسم نتنياهو وبينيت، نتنياهو يعتقد أن المستوطنين راضون عما جرى بعد الإعلان عن بناء مستوطنة، لكنه سيشعر بخيبة أمل، فهم يريدون الضم والسيادة، وبينيت يدعمهم بذلك".
وأشار إلى أن تعويض المستوطنين ببناء مستوطنة جديدة وكذلك الإعلان عن وحدات استيطانية جديدة بالضفة لم يتم إلا بعد موافقة البيت الأبيض.
ونقل فيرتر عن مصادر دبلوماسية قولها "إن نتنياهو لا يجرؤ على تنفيذ هذه الموجة من البناء وإعلان إقامة مستوطنة جديدة دون الحصول على موافقة البيت الأبيض، في انتظار ما سيناقشه مع الرئيس ترامب منتصف الشهر الجاري".