ما الجديد في الدعوة الى الانتخابات.. بقلم: اياد جودة

الخميس 02 فبراير 2017 10:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT



بعد فترة طويلة من فشل انعقادها تعود الحكومة الفلسطينية لتقرر موعد انتخابات الهيئات المحلية في كافة أرجاء الوطن . دعوة لم تمر مرور الكرام فسرعان ما أيدها من يرغب او من يريد كسب موقف ما . وسرعان ما عارضها رافضيها والجديد في هذه المعارضة هو تقديم رؤية أخرى للوصول إلى تك الانتخابات .

السؤال المهم لماذا الإصرار على الانتخابات ؟ وهل نحن حقا بحاجة إليها ؟ وهل من الصحيح إقامة هذه الانتخابات في ظل التوتر وعدم الثقة والانقسام والاتهام المستمر بين الأطراف الفلسطينية المختلفة ؟ أسئلة كثيرة يجيب عليها كلا منا حسب انتمائه أولا وحسب درجة ميوله تجاه طرف ما وربما تتركز الإجابة بناءا على رغبة ما او للبقاء محايدا ، وانأ لا أريد ان أكون محايدا ولا أريد أن أسجل موقفا يصفق له البعض ويبغضه البعض وبالتالي لا بد من تسجيل موقف اعتقد انه صحيح .

لاقت الدعوة الى الانتخابات المحلية في المرة الأولى ترحيبا كبيرا من شعبنا خاصة بعد ما اتفقت فتح وحماس على خوضها وعادت إلى الأذهان تلك الصورة التنافسية الديمقراطية الجميلة التي افتقدها شعبنا كثيرا ورغم ان الكثير كان يراهن على فشلها بالنهاية إلا ان هناك أصواتا محترمة كانت تعتقد ان مجرد احترام الذهاب الى الانتخابات وحث جماهيرنا على المشاركة وألا يلتفت أي شخص الى أي صوت يشكك في إقامتها هو بحد ذاته انجازا عظيما وانه لا داعي لزرع الأفكار المشوشة في أذهان شعبنا المتعطش لممارسة حقوقه الديمقراطية .

وكان الجميل في تلك الانتخابات لو تمت إنها كانت ستؤسس من جديد لثقافة التداول وربما كانت الإجراءات على الأرض ستزيد من روح الثقة المفقودة فحماس عند حمايتها للانتخابات في غزة وعبر الأجهزة الأمنية هنا كانت ستعطي مثالا غاية في الروعة عن صدق نواياها وبالتالي كانت ستفتح صفحة جديدة وتؤسس لمرحلة أخرى من عقد انتخابات المجلس التشريعي . لا شك إن فشل عقد الانتخابات لم يكن صدمة لشعبنا لان الجماهير كانت تتوقع تلك النتيجة مسبقا . ولكن كيف يمكن لنا ان نعيد تلك الدعوة الى الانتخابات ولم يتغير شيء على ارض الواقع من انقسام وكره واتهامات ؟

وهل نحن بحاجة الى ما يعزز صراعاتنا أو ما يوحدنا باتجاه ايجاد صيغة مواجهة حقيقية سياسية واجتماعية وإعلامية لمواجهة الخطر القادم بل الخطر المحيط بنا منذ زمن . أيها السياسيون أيها المتنفذون ايها الناس يا أصحاب الرأي والفكر يا من يؤمن بأننا لسنا شيئ ونحن متفرقون لنذهب اولا إلى حكومة وحدة وطنية يلتحم فيها الكل الوطني ليس لترميم ما هو قائم بل لإصلاح هذه الخطيئة المسماة انقسام لننهي هذا الالم الذي لا تستحقه أمالنا ولا دماء شهدائنا ولا صرخات أمهاتنا ثم لنذهب فورا الى برنامج مواجهة حقيقي واضح ومتفق عليه ثم الى الانتخابات في كل مفاصل الدولة وأتمنى ان يكون هذا متوازيا فنحن بحاجة إلى كل دقيقة . ان أرضنا لا زالت تسرق كل يوم وأبله البيت الأبيض يهددنا ويناورنا ونحن لا زلنا نظن ونعتقد . الحل وحدتنا أولا .