شكرا ترمب ...د. خالد معالي

الثلاثاء 31 يناير 2017 11:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT



شكرا ترمب؛ فقد دفعت قراراتك الصادمة والمتسرعة؛ لصحوة مبكرة للكثير  من المسلمين، ولجماعات حقوق الإنسان، ولكل محب للإنسانية والحق والخير؛ وهو ما يفسر المظاهرات التي اجتاحت أمريكا وبقية دول العالم احتجاجا على قرارات لا تفسر سوى أنها مستفزة وعنصرية مقيتة؛ تناصر الباطل، وتفرق بين البشر على أساس الدين والعرق واللون.

شكرا ترمب؛ فبدعمك للاستيطان، ونيتك نقل السفارة للقدس المحتلة، وعدم احتجاجك على خطط لبناء 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلة؛ المخالفة للقانون الدولي وإجماع المجتمع الدولي ولقرار  مجلس الأمن 2334؛  أزحت الغشاوة عن عيون وقلوب من ظنوا يوما أن أمريكا وسيطا نزيها لعلمية السلام التي حولت الضفة لكانتونات، والقدس لأغلبية يهودية؛ وبتنا قاب قوسين أو ادني، وعلى مرمى حجر من ضم الضفة الغربية أو أجزاء منها لدولة الاحتلال؛ لينتهى حلم الدولة الفلسطينية.

شكرا ترمب؛ فقد وحدت الفلسطينيين على مختلف مشاربهم الفكرية؛ لكرهك وكره سياساتك وقراراتك؛ فالقدس في قلوبهم جميعا، ورفض الاستيطان يجمعون عليه، وجئت أنت لتوحدهم بقراراتك العنصرية والظالمة؛ لحق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة كبقية شعوب الارض.

شكرا ترمب؛ فقد جعلت  ودفعت "سالي ييتس" القائمة بأعمال وزير العدل وأكبر محامية عن الحكومة الاتحادية بامريكا؛ أن تقدم على خطوة نادرة غير معتادة بتحدي البيت الأبيض ورفض الدفاع عن قيود جديدة على السفر تستهدف سبع دول ذات أغلبية مسلمة ؛ والتي قمت بإقالتها، لمجرد دفاعها عن الحق.

شكرا ترمب؛ فقد دفعت قراراتك الظالمة لإصدار بيان عن الأمم المتحدة الذي وصف قراراتك   بأنها “سيئة للغاية” وتتنافى مع حقوق الإنسان، التي تجيز وتسمح لأي إنسان  مهما كان لونه وعرقه أن يسافر إلى أي بقعة في العالم دون منع أو اعتراض؛ عدا عن أنها  تتناقض كليا مع قيم العدالة والديمقراطية والميثاق العالمي لحقوق الإنسان.

شكرا ترمب فقد جعلت أكثر من مليون بريطاني  يوقعون على عريضة تطالب السيدة "تيريزا ماي"، رئيسة الوزراء بإلغاء دعوتها التي وجهتها لزيارة بريطانيا، وهم بذلك ناصروا المسلمين بطريقة مباشرة وغير مباشرة.

شكرا ترمب؛ فقد جعلت الاتحاد الأوروبي يصرح بأنك خطرا عليه، بسبب سياساتك العنصرية تجاه المسلمين، وقراراته بمنع مواطني سبع دول إسلامية من دخول أمريكا، كونك تزيد وتثير  من جديد الحقد وتعمق الكراهية.

 شكرا ترمب؛ فقد جعلت المظاهرات تجتاح عدة ولايات عندك في أمريكا رفضا للعنصرية الأمريكية وخطر دخول المسلمين، ودفعت جماعات حقوق الإنسان  ومنظمات حقوقية أمريكية تشرع في رفع قضايا أمام المحاكم لإلغاء الحظر الذي يدل على التخلف والفوقية والسادية المقيتة.

شكرا ترمب؛ فقد دفعت قراراتك قادة مستبدين وغير منتخبين ودكتاتوريين لتأيدك؛ عرب وغيرهم، وكشفت من هم على شاكلتك في الظلم وعدم احترام  حرية الشعوب وحقوق الإنسان، فالطيور على أشكالها تقع، وسرعت من التمايز بين الحق وبين والشر.

شكرا ترمب؛ فقد دفعت داعش لتأيد خطواتك لأنها تزيد من مناصريهم، فقراراتك ستصب وصبت في مصلحة التطرف والإرهاب، وتزيد من حالة الغليان والاحتقان في العالم قاطبة؛ في الوقت الذي كان يجب فيه محاربة كل أشكال التطرف والظلم والاحتلال؛ واخترت أنت وبملء إرادتك الوقوف إلى جانب الشر.

شكرا ترمب؛ فقد أعماك حب المال وتعظيم الربح، وأمريكا أولا؛  عن إنسانيتك، ورفض الظلم أيا كان مصدره، وصرت مؤيدا للطغاة والجامعات الإرهابية حول العالم التي استقبلت قراراتك بالترحاب والغبطة والسرور؛ كونها أول المستفيدين من قراراتك المجحفة؛ وانظر إلى "نتنياهو" كيف يرحب بقرارك نقل السفارة، ودعم الاستيطان.