ربما كان رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ويليام غلادستون الأسبق الذي تسلم المنصب 4 مرات في حياته صحيح الجسد كامله. لكن سبابة يده اليسرى خذلته وغادرت جسده. فقد فقدها في حادث إطلاق نار عندما كان فتيا.
لكن عندما ننظر إلى أي صورة شخصية له نرى كامل أصابعه العشر. فما الذي حدث؟ هل يعقل أن عادت سبابته من جديد؟
شعر النبلاء الفكتوريون بأن فقدانه الرجل لسبابته يجب ألا يكون منفرا بالكامل.
لذا وباتفاقية ضمنية، رسم رسامو البورتريه سبابة أخرى، في حين كان معاصروه لبقين في عدم ذكر ذلك أو الإلماح إليه.
بالنسبة لمعظم المؤرخين هذا ليس أكثر من هامش. فبالنسبة للمؤرخة كاثرين هوز، فهذا الإجراء الذي اعتمده الفكتوريون ليس سوى بداية استكشاف رائع وتنويري لكيفية رؤية الفكتوريين لأجسادهم وأجساد الآخرين.
وإلى الحد الذي فيه معظم كتاب السير الذاتية الفكتوريين معنيون، فإنهم لا يقربون أجساد موضوعاتهم على الإطلاق. إذ يعاملونهم على أنهم خلو من الدماء " شأن دمى حُشيت بالنخالة".
وليس من الصعوبة بمكان سبر غور الحالة. فكلما قلت ما يسطره كتاب السير الذاتية الفيكتوريون عن أجساد موضوعاتهم، ازدادت إمكانية تفاديهم ذكر وظائف تلك الموضوعات الجسدية.
وشرعت المؤرخة هوز تحيي بعض الأمثلة من التاريخ.
في عام 1839 ألزم الفراش اللايدي فلورا هاستينغ وصيفة والدة الملكة فكتوريا مرض غريب
وسرعان ما سرت شائعات روجتها الملكة نفسها التي لم تكن على وفاق مع الليدي. قالت الشائعات بأن الليدي فلورا كانت حبلى. ذلك أن بطنها وصل إلى حجم كبير.
أنكرت الليدي الإدعاءات ولكن من دون جدوى. واستدعي الطبيب الملكي الذي كان قد شخص مرض الشاعر جون كيتس وشخص بأنه يعاني من مشكلات بسيطة في المعدة، واتضح بأن كيتس كان يعاني من الهزال و توفي بعد ذلك بفترة بسيطة.
وبالنسبة لليدي أعلن الطبيب بثقة كبيرة بأنها تعاني من مرض الإمساك الدائم، لكنها توفيت بعدها من مرض السرطان.
في الوقت الذي كانت الملكة فكتوريا تنشر الشائعات حول حمل الليدي فلورا، كان عالم الطبيعة تشارلز داروين يعاني من طفح جلدي في وجهه، فقرر أن يطلق لحيته.
ظاهريا ليس في الأمر من غرابة، فمعظم رجال الحقبة الفكتورية كانوا يطلقون اللحى. وكلما كانت كثيفة كانت أفضل.
وبالنسبة إليهم، كان للحية صفات أسطورية. فقد اعتقدوا أنها تبعد آلام الأسنان، وتدرء النكاف وتطيل عمر الإنسان.
لكن الطريف في الأمر أنها كانت تسبب بعض الإحراجات في لقاءات اجتماعية أحيانا. فعندما التقى الرسام الذي كان ينتمي إلى المدرسة الما قبل رافائيلية توماس وولنر زميله الرسام دانتي غابرييل روزيتي الذي انتمى للمدرسة ذاتها في هولاند بارك بلندن، كانت لحيتيهما كبيرتين بحيث أنهما لم يتعرفا على بعضهما.
على أية حال، كف الرجال عن إطلاق اللحى عنما رمى داروين موسى الحلاقة وبدأ بإطلاقها.
اتضح بأن الرجل كان عنده ما يخبئه فالطفح الجلدي كان تحول إلى أكزيما كريهة.
ثمة مشاهير فكتوريون آخرون ملتحون استخدموا شعر الوجه كقناع يخفون خلفه أشياء. فتشارلز ديكنز مثلا أطلق سكسوكة ليخفي ذقنه الهزيلة.
ونأتي إلى الروائية جورج إليوت التي أثارت الجدل بشأن تفوق يدها اليمنى على اليسرى في الكبر.
بحسب تأكيد عدد من شهود العيان تفوقت يد إليوت اليمنى على اليسرى في الكبر نتيجة لتحريك الزبدة في المزرعة عندما كانت طفلة صغيرة.