أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إذا قررت الإدارة الأميركية الجديدة نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، متوقعًا زحفًا من نوع جديد لإنقاذ المدينة؛ يشاركُ فيه من يفهمون ما تُمثله من مكانةٍ روحية.
وقال زكي لوكالة أنباء فارس الإيرانية :" نحن لا نرى فلسطين من دون القدس، وبالتالي إذا ما نُقلت السفارة الأميركية إلى المدينة، فسنكون في حلٍّ من أي ارتباطات، ونتخلى عن أي علاقات كانت قائمة، "ومن يطرق الباب، يسمع الجواب"".
وأضاف :" أنا واثق تمامًا أننا لن نقف مكتوفي الأيدي، ووقتها لن نكون وحدنا، فللقدس عشاقٌ يفهمون مكانتها الروحية، وستكون بداية زحف من نوعٍ جديد، لا أحد يتوقعه لإنقاذ أقدس بقعة على وجه الكرة الأرضية".
وشدد زكي على أن القدس، هي أم المعارك، ودونها ترخص المهج والأرواح، لافتًا إلى أنهم في في طور الاستعداد لترتيب أوضاعهم، وترتيب الوضع الفلسطيني بشكلٍ عام، حتى نكون بمستوى المواجهة القادمة.
ونوه إلى أن "إسرائيل" الآن في ظل حالة الهبوط العربي، وانشغال حاضنات القضية الفلسطينية بفعل الفوضى الخلاقة الأميركية، والتدمير الجاري على الأرض العربية، ترى بأن فرصتها في تسريع اتخاذ إجراءات على الأرض كتهويد القدس، وضم الضفة الغربية من خلال سياسة القضم الاستيطاني.
وبيّن زكي أن "إسرائيل" لديها برنامجها الذي لا ترى فيه غير نفسها، متجاهلةً ما يجري في العالم، واستنادها في ذلك على التغيير الذي جرى في أميركا، ومجيء دونالد ترامب وإدارته، مشيرًا إلى التعيينات التي قام بها الأخير حتى الآن، ووصفها بأنها صهيونية، ومتطرفة جدًا.
واستعرض بعض نماذج التعيينات الأميركية، حيث بدأ باليهودي ديفيد فريدمان، الذي قرر ترامب تعيينه سفيرًا لإدارته في "إسرائيل"، موضحًا أنه لا يرى الشعب الفلسطيني، ويرى أن القدس "عاصمةٌ أبدية موحدة" لـ"الدولة اليهودية"، وهذه رسالة شديدة الوضوح.
وتطرق إلى اليهودي جاريد كوشنير، زوج ابنة ترامب، والذي عينه مبعوثًا للتسوية في المنطقة، وستيفين بانون، كبير مستشاري الرئيس الأميركي، وأيضًا مستشاره جيسون غرينبلت، وغيرهم ممن صرحوا مرارًا بأن الدعم العسكري لـ"إسرائيل" سيزيد لأقصى حد، وأعلنوا أن الضفة الغربية جزء لا يتجزأ مما أسموه "أرض إسرائيل".
وفي تعقيبه على ما شهدته بلدة أم الحيران بالنقب المحتل مؤخرًا، أجاب زكي :" "إسرائيل" عبارة عن مجموعة مستوطنين، عشاقٌ للدم، وهم يقومون كل يوم بقتل، وعدوان، ومصادرة أراضٍ، وهدم بيوت، لم يسلم منها أهلنا في أراضي الـ 1948 الذين يواجهون اليوم مخطط "ترانسفير" أو وحملات تضييق تطالهم، وتعدتهم لتشمل أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1967 بهدف دفعهم لترك أرضهم والرحيل عنها".
ولفت القيادي البارز في حركة فتح إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يركز اليوم على كيفية توجيه ضربة عسكرية لإيران، وتصفية الفلسطينيين، واصفًا مخططه هذا باليائس؛ كون الفلسطينيين غير قابلين للتصفية أو الاستسلام، وإن كانت ظروفهم صعبة بما يجري في المحيط العربي، أو ما يجري من قسمة وتجاذبات وتباينات لا أساس لها من الصحة.
وقال زكي :"الفلسطينيون شعبُ الشدة، والله اختارهم ليكونوا حراسًا على أقدس مقدساته، وفي نهاية المطاف سننتصر، ويدفع المتطرفون الصهاينة الثمن".
ولدى سؤاله عن نتائج لقاءات الفصائل الفلسطينية مؤخرًا في موسكو، أعرب زكي عن أمله أن تُحدث كل هذه اللقاءات انتقالًا نوعيًا في الحوار الفلسطيني – الفلسطيني؛ بحيث ندرك جميعًا أن عدونا واحد وهو "إسرائيل"، وأن التباينات أو التناقضات الثنائية ستجد حلًا، لكن نعطي الأولوية في هذه المرحلة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تهددنا، وتهدد قضيتنا الوطنية.
وعن أجندة الاجتماع الذي سيعقد غدًا للجنة المركزية لحركة فتح، أوضح زكي أنه سيبحث كل المستجدات والتطورات التي طرأت، خاصةً تغوّل حكومة وقوات الاحتلال على أهلنا في الـ 1948، والقرارات الإسرائيلية بتسمين الاستيطان في الضفة، وما يجري على صعيد أميركا من تصريحات وتعيينات، والقمة العربية القادمة، ودورنا فيها، إضافةً إلى وضعنا في صورة لقاءات الأخ أبو مازن الأخيرة، ونتيجة الاتصالات الجارية على كل صعيد من المؤتمر الإسلامي في ماليزيا إلى أي حدث آخر.
وأشار إلى أن الاجتماع سيبحث كذلك أدبيات المؤتمر السابع، والتوصيات، والقرارات، وتعديل النظام، وترتيب أوضاعنا بطريقة أننا نُقلع أو ميلاد جديد لـ"فتح"، ناهيك عن توزيع بعض المهام أو المفوضيات على أعضاء اللجنة المركزية للحركة.
وأكد زكي أن الحركة لم يتعطل فيها شيء، فالكل يمارس عمله في التحضيرات لنهوضٍ قادم، مبيّنًا أنهم سيضعون الخلاصات التي ستُعرض على المجلس الثوري لـ"فتح" بعد غدٍ الثلاثاء، وذلك بعيد انتخاب أمانة سر له، ولجان مختلفة، كي تبدأ الدورة الدموية نشاطها قريبًا.
وعن آخر التطورات بخصوص تعيين نائب لزعيم الحركة، قال زكي :" هذا يخضع للاجتماع، وهناك وجهات نظر تجاه الموقع، وليس الشخص، فمن حيث المبدأ: هل نحن بحاجة لنائب أم لا؟، هذه المسألة رهن التوافق بين القيادة".