عادة ما يردد الرجال مقولة “زوجتي نكدية”، وأن النكد صفة لا تتجزأ من شخصية المرأة، إلا أن الأمر قد يتغير وتنتقل تلك الصفة إلى الرجل، ليوصف هو بـ”النكدية” وكثرة افتعال المشكلات والخلافات، الأمر الذي يوتر الحياة الزوجية ويجعل علاقته مع زوجته على المحك قد تنهار في أي لحظة، خاصة وأن المرأة لا تمتلك تلك الطاقة والقدرة على احتمال العيش مع زوج نكدي.
ويعرّف علماء النفس الزوج النكدي على أنه الرجل الصامت الذي لا يتحدث كثيرا مع زوجته سواء في أمور حياتهما أو إدارة المنزل، وإذا تحدث افتعل المشكلات والخلافات، وتقتصر حياته الزوجية مع زوجته على العلاقة الحميمية، دون أي مشاعر أو حوار من شأنهما أن يبثا شيئا من المودة والرحمة في تلك الحياة.
وكشفت دراسة أجراها باحثون أميركيون أن الشخصية الكئيبة لديها طاقة سلبية قادرة على الانتقال للآخرين تجعلهم يتصرفون هم أيضا بطريقة تشاؤمية. وانتشال هذه الشخصية من حالتها الكئيبة يحتاج إلى التحلي بالصبر والرغبة في المساعدة، مؤكدة أنه من الصعب على الشخص الإيجابي أن يعيش مع أشخاص سلبيين يشيعون جو النكد على من حولهم.
ووجد الباحثون أن الزوج عندما يكون نكديا يؤثر على زوجته وعلى طبيعة العلاقة بينهما، فكلما حاولت زوجته انتشاله من حالة الكآبة التي تنتابه تجده يجذبها إلى حالة الكآبة، لذلك قدمت الدراسة مجموعة من النصائح التي تستطيع من خلالها الزوجة أن تخرج زوجها من حالة الكآبة المسيطرة عليه، من خلال تهيئة مناخ سعيد ومرح في الأسرة كعلاج للمشاعر السلبية، وخفض الشعور بالتوتر، مع العمل على إزالة الحواجز بينهما.
وأكد علماء النفس من المشاركين في الدراسة على أهمية مدح الزوجة لزوجها الذي يتصرف بشكل كئيب أو انفعالي، لأن تلك الشخصية غالبا ما تعاني من عدم الأمان والشعور بأن الآخرين لا يهتمون بها، وقد تكون معاناتها بسبب تلقيها للكثير من الانتقادات من قبل الآخرين.
ونصحوا الزوجة بالتركيز على مدح زوجها على ذكائه وجاذبيته لكي تبث فيه روح الثقة بالنفس، لافتين إلى أهمية وجود أصدقاء مشتركين بين الزوج والزوجة، والإكثار من الزيارات العائلية، وعدم اقتصار الخروج على الزوجين فقط لكسر حدة الملل والتخلص من الكآبة.
وحول كيفية التعامل مع الزوج النكدي، توضح الدكتورة رحاب العوضي، استشارية الصحة النفسية وتعديل السلوك في مصر، أنه يجب على الزوجة أن تكون لديها اهتمامات ونشاطات أخرى مختلفة عن اهتمامات الزوج للبحث عن بديل حتى لا تتحول حياتها إلى كابوس لا تستطيع أن تفيق منه، وتجنبا للخلافات الدائمة، لذلك على الزوجة أن تجد سبيلا بعيدا عنه لتحقق من خلاله سعادتها الشخصية هي وأولادها، وذلك من خلال تخصيص يوم في الأسبوع تقضيه بعيدا عن زوجها وكآبته.
وشددت على أهمية تجاهل الأزمات التي يفتعلها الزوج، والتي غالبا ما تكون دون سبب، والاهتمام بالأبناء واسترجاع هواياتها المفضلة والتركيز على حياتها الخاصة، مشيرة إلى أنه من الممكن استخدام أسلوب الحوار والتقارب مع الزوج في إطار من المودة والحب لإذابة الخلافات والمشكلات المفتعلة والحفاظ على استقرار الأسرة واستمراريتها.