كثير منا جرب شعور الغوص في حوض من المياه الباردة دفعة واحدة، وكلنا نعرف ما هو الشيء الذي يصيبنا فور لمس المياه لجسمنا، نعم إنه التنفس بوتيرة سريعة قبل التعود شيئاً فشيئاً على درجة حرارة المياه. هذا الشيء يُعرف باسم فرط التنفس، لكن لماذا نشعر به خصوصاً مع الماء البارد؟
لماذا يجعلنا الماء البارد نواجه فرط التنفس؟
في البداية، فإن فرط التنفس هو زيادة وتيرة التنفس عن الحاجة العضوية. يرافق هذه الزيادة نقص في الضغط الجزئي لثاني أكسيد الكربون المُذاب في الدم، مما يرفع من قلوية (يقلل من حموضة الدم)، ويدعى ذلك بالقلو التنفسي، وقد يؤدي إلى التكزز. ينجم فرط التنفس عن خلل في آلية التحكم بالتنفس؛ إما بسبب اضطراب نفسي مثل الخوف والهلع أو بسبب اختلال في آلية التنفس نفسها كما يحدث في أمراض الرئة وأمراض القلب.
عندما يتعلق الأمر بالماء البارد، فإن هذا يسمى بردة الفعل على الصدمات الباردة. فعند الغطس دفعة واحدة بالماء البارد فإنه يتم تحفيز المستقبلات الباردة في بشرتك بشكل كامل فجأة، وهذا ما يؤدي إلى فرط التنفس بشكل غير طوعي لحوالي دقيقة واحدة.
من الممكن أن تقتلك صدمة البرد قبل أن تفعل ذلك عملية انخفاض درجة حرارة جسمك بفترة طويلة. عملية التنفس وأنت تلهث ستملئ رئتيك بالماء (ستغرق على الفور)، لذلك فإن فإن فرط التنفس يجعل السباحة تبدو مستحيلة في هذه اللحظة.
في بريطانيا، فإن 67% من ضحايا الغرق كانوا سباحين أقوياء، وأكثر من نصف هؤلاء غرقوا بالقرب من الشاطئ بثلاثة أمتار، أو حتى بجانب قواربهم.