اكدت القناة الثانية الإسرائيلية في نشرتها الإخبارية مساء السبت، أن رئيس حزب 'كولانو' وزير المالية موشيه كحلون، بحث مع رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، إمكانية تشكيل حكومة بديلة مع حزب 'المعسكر الصهيوني' الذي يترأسه يتسحاك هرتسوغ، وذلك بحال اضطر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لتقديم استقالته على خلفية ضلوعه بملفات الفساد التي تحقق بها الشرطة.
وبحسب القناة الثانية، فقد بادر الوزير كحلون بالاتصال برئيس الدولة ريفلين، وتحدث إليه حول إمكانية أن تشكل حكومة بديلة خلفا لحكومة نتنياهو، وناقش معه الجدوى السياسية لمثل هذه الخطوة.
وترجح تقديرات وسائل الإعلام الإسرائيلية أن كحلون يتقرح أن يرأس الحكومة البديلة هو شخصيا أو رئيس 'المعسكر الصهيوني' هرتسوغ، بحسب ما أفادت صحيفة 'معاريف' التي تؤكد أن كحلون تحدث مع الرئيس ريفلين عن هذا الخيار.
وتتوقع القناة الثانية إمكانية نجاح الطرح الذي قدمه كحلون بحال اضطر نتنياهو لتقديم استقالته، كون الاعتقال السائد على الساحة السياسية الحزبية بإسرائيل أن الغالبية العظمى من أعضاء الكنيست ليس لديهم أي مصالحة لحل الكنيست بهذه المرحلة والذهاب إلى انتخابات مبكرة، ويفضلون تشكيل حكومة بديلة بالتركيبة الحزبية الحالية.
ونقل الصحافي في القناة الثانية المحلل السياسي عميت سيجل، عن مصدر رفيع بالشرطة قوله إن 'تقديرات طاقم التحقيق ترجح أن التحقيق مع نتنياهو سينتهي بغضون الأسابيع القريبة، كون نتنياهو لم ينكر التفاصيل الواردة في ملف التحقيق والشبهات المنسوبة إليه، بيد أنه أبدى تحفظه على تفسيرات وتحليلات الشرطة والنيابة لما ورد من تفاصيل والنظر إليها كرشاوى وفساد، بينما يعتبرها نتنياهو هدايا من صديق إلى صديق، حيث يرفض طعون وتفسيرات طاقم التحقيق'.
وتواصلت في الساحة السياسية الحزبية الانتقادات لرئيس الحكومة نتنياهو، وتعالت الأصوات في أحزاب المعارضة التي طالبته التنحي عن منصبه، وذلك على خلفية شبهات ملفات الفساد وإخضاعه للتحقيق بالشرطة، حيث قالت عضو الكنيست تسيبي ليفني، إن على نتنياهو اتخاذ القرار ما إذا كان رئيس حكومة أم أنه من أصحاب المال.
وأكدت ليفني في التصريحات التي أوردتها خلال ندوة ثقافية عقدت في مستوطنة موديعين، أن نتنياهو فقد السلطة الأخلاقية للبقاء في منصب رئيس الحكومة، وعليه طالبت المستشار القضائي للحكومة، المحامي أفيحاي مندلبلات، إلى اتخاذ قرارات وخطوات سريعة بخصوص ملف التحقيق الجاري مع نتنياهو.
بدورها، قالت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش، خلال ندوة 'السبت' التي عقدت في تل أبيب: 'لقد حان الوقت ليعلن نتنياهو التنحي عن منصبه بسبب شبهات الفساد الضالع بها وتحقيقات الشرطة معه بهذا الخصوص، فالحديث يدور عن فساد بغيض يشبه مغلفات طلنسكي مع رئيس الحكومة الأسبق إيهود أولمرت'.
ولفتت إلى أن محاولة التقليل والاستخفاف بتزويد رئيس الحكومة لسنوات بالسيجار والنبيذ الفاخر لن تنجح، كونه لا يدور الحديث عن الاقتراب من حد الفساد بل هذا الفساد بعينة، فهذه منح وامتيازات وهبات وهدايا بقيمة عالية من المال، وهذا ما يثير الاشمئزاز والاحتقار والهوان، على حد تعبير يحيموفيتش.