القت صحيفة هآرتس العبرية، صباح اليوم الجمعة، الضوء على معاناة مرضى السرطان في قطاع غزة، وحرمانهم من العلاج نتيجة التشديد الإسرائيلي في منحهم تصاريح للوصول الى المستشفيات الإسرائيلية أو الفلسطينية بالضفة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن عشرات المرضى بدأوا يحتجون مؤخرا على سياسات سلطات الاحتلال الإسرائيلية لمنع وتأخير إصدار التصاريح لهم، ما يؤثر على علاجهم وفرص استشفائهم، مشيرةً إلى زيادة حادة في عدد المرضى الذين لا يحصلون على مثل هذه التصاريح لتلقي العلاج الطبي.
وقالت إيمان شنن 47 عاما وهي مصابة بمرض سرطان الثدي منذ عام 1999، أنه تم رفض طلبها لتلقي العلاج ثلاث مرات، قبل ان يسمح لها بعد معاناة بالوصول إلى مستشفى الأورام في تل أبيب للكشف الطبي تحسبا من ظهور المرض مجددا بعد التحسن الذي طرأ على حالتها في السنوات الأخيرة.
وقالت شنن التي ترأس جمعية "العون والأمل" لمساعدة مرضى السرطان لصحيفة "هآرتس"، أنه سيتم تصعيد الاحتجاجات ضد السياسيات الإسرائيلية التي تمنع النساء من تلقي العلاج ما يمثل إصدار "عقوبة باعدامهن" مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال الاسرائيلية لا تقدم سببا واضحا ومحددا لرفض منح المرضى التصاريح، وتتذرع بأن ذلك يتم لـ "أسباب أمنية".
وتطرق "هارتس" لعدد من المرضى الذين أجرت الصحيفة مقابلات معهم حول تدهور حالاتهم الصحية نتيجة منعهم من مغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج، مشيرةً إلى أن بعض الحالات سُمح لها سابقا بالمغادرة ولدى محاولتها العودة لاستكمال العلاج منعت من ذلك.
ووفقا لمؤسسة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" التي تساعد المرضى بغزة، فإن عدد حالات منع المرضى من الحصول على تصاريح تنقل تتيح لهم الوصول الى المستشفيات بالضفة والقدس وتل أبيب للعلاج، شهدت خلال العام 2016 زيادة بلغت 44% مقارنة بالعام الذي سبقه.
وقالت المؤسسة أن 69 طلبا للعلاج تم رفضها خلال 2016، مقابل 48 في عام 2015، و23 تم رفضها في 2014.
وأشار مسؤول من المؤسسة إلى أنه تم مخاطبة منسق نشاطات الحكومة الاسرائيلية يؤاف مردخاي للمطالبة بتمكين المرضى من الخروج من غزة للعلاج، وأن منعهم يشكل خطرا على حياتهم، إلا أنه رد مدعيا بأن "المئات من الغزيين يغادرون معبر إيرز يوميا لتلقي العلاج الطبي في إسرائيل والضفة الغربية والخارج، وأن هناك زيادة في عدد المرضى والمرافقين لهم في السنوات الأخيرة وهناك تنسيق دائم لإخراج المرضى".
من جانبه ادعى جهاز الامن الاسرائيلي "الشاباك" أن الفصائل الفلسطينية "تستغل تقديم إسرائيل تصاريح للمرضى لأسباب إنسانية، لنقل أموال لتنفيذ هجمات في إسرائيل" وقال أنه "يتم تدقيق جميع طلبات التصاريح قبل الموافقة عليها".