اصدرت مئات المؤسسات الاهلية والخيرية بيانا صحفيا للرأي العام الفلسطيني طالبت من خلاله بسرعة التحرك لوقف التطبيع تحت مسميات الصحة النفسية والقضايا الانسانية التي تحاول دولة الاحتلال الاسرائيلي احداث اختراق عبرها مستغلة الحاجات الانسانية لبعض الافراد في المجتمع الفلسطيني الذي يفقتر في بعض الاحيان لبعض الخدمات في المجال الصحي في حين تتوفر العلاجات والاجهزة والخدمات في المشافي او المرافق الاسرائيلية الاخرى .
واكدت المؤسسات الموقعة على البيان شجبها واستنكارها للعلاقات المهنية والاكاديمية التي تستغل لفرض واقع التطبيع على المجتمع الفلسطيني بما فيه على المستوى الرسمي او غير الرسمي وتحديدا في مجال الصحة النفسية والاجتماعية ، وطالب البيان باتخاذ الاجراءات اللازمة للتحقق من خلفية اي مشاريع او انشطة ، او مؤتمرات قد تؤدي المشاركة فيها للتطبيع ، كما شددت على اهمية التنبه من المحاولات الهادفة لاستدراج الجمعيات والمؤسسات ذات العلاقة تحت مسميات " العمل المشترك " في حين تهدف من وراء ذلك لضرب المقاطعة الاكاديمية على المستوى العالمي ، ومحاصرة الانجازات الدولية التي تحققت مؤخرا ، وطالب البيان بفضح وكشف الجهات المتورطة في التطبيع خصوصا في احدى المجالات بالغة الخطورة والحساسية وهي العلاج النفسي وقضايا الوضع الصحي والاجتماعي الذي يمس قطاعات واسعة في المجتمع الفلسطيني وتحاول الترويج ان الاحتلال سبب المعاناة المتواصلة لشعبنا هو ذاته يمكن ان يكون سبب في العلاج والارشاد النفسي وتوفير العلاج .
وحمل البيان بشدة على المؤسسات والافراد الذين يتورطون بقصد او بغير قصد في هذا المجال الخطير من خلال بعض المؤتمرات او ورش العمل او الدورات التدريبية تحت مسميات " التمكين " للاخصائيين العاملين في المجال النفسي والصحي وفي اطار " التعاون المشترك " بين مختلف الاطراف ، وهو ما يوفر تربة خصبة للتغلغل ليس فقط نحو التطبيع وانما لعمق المجتمع ، والاطلاع على تفاصيل قضايا بالغة الحساسية تمس العلاقات الداخلية والاسرية من الداخل بحسب البيان ، كما يترتب عليها مستقبلا اصدار الابحاث والدراسات ضمن ما يسمى البحث العلمي في حين ينطوي على بالغ الخطورة لما يهدف بالاساس من مساعي اسرائيلية للانقضاض على التراث الحضاري والقيم التي تسود الشعب الفلسطيني عبر تاريخه الطويل .
واستعرض البيان عددا من الامثلة بشكل محدد من بينها ما يقدمه مستشفى " هداسا " من دورات وبرامج منها برنامج دبلوم مهني للعاملين في مجال الصحة النفسية العاملين في المؤسسات الفلسطينية ، واستغلال التحويلات العلاجية والنفسية والحاجة لاخصائيين يتحدثون باللغة العربية لربطهم بمشاريع تطبيع ، وتقوم مؤسسات استرالية بتمويل المشروع ومؤسسات دولية عديدة اخرى ضمن برامج مشتركة من هذا النوع تحت مسميات انسانية وبمشاركة مؤسسات فلسطينية واسرائيلية تستغلها دوائر اسرائيلية لتمرير مخططاتها .
واكدت المؤسسات رفضها الكامل لمثل هذه المشاريع وما وصفته بالانزلاق الخطير في مستنقع التطبيع ، وطالبت الجهات المتورطة بالتوقف فورا عن هذا التوجه الخطير ، خصوصا في ظل الاوضاع المتردية التي يعيشها الشعب الفلسطيني بفعل سياسات الاستيطان والتطهير العرقي وتهويد القدس بهدف تفريغها من سكانها الاصليين ، والاعدامات الميدانية وكل الاجراءات التي تواصلها دولة الاحتلال بهدف فرض حل الامر الواقع ، وفي ظل ايضا اتساع نطاق حملات المقاطعة عالميا وما تحصده من نتائج هامة ونجاحات متتالية على المستوى الاكاديمي او الاقتصادي وغيرها .
ووقع البيان كل من شبكة المنظمات الاهلية وتضم 132 مؤسسة في الضفة والقطاع ، واتحاد الجمعيات الخيرية وتضم 410 جمعية ، والهيئة الوطنية للمؤسسات الاهلية الفلسطينية وتضم 77 مؤسسة