كشف ضابط إسرائيلي كبير، عن لقاءات جمعته بقيادات حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى إبان عمله كرئيس لقسم الشؤون العربية للحاكم العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة ما قبل وبعد الثمانينات.
وقال الضابط "ديفيد حاخام" في مقابلة مع موقع صحيفة معاريف بمناسبة إطلاق كتاب له تحت عنوان "غزة في مستوى العينين.. نظرة من الداخل على الانتفاضة"، أن تلك اللقاءات كانت تندرج تحت عمله، ولم تكن سياسية، جزء منها كانت تجري بعد اعتقال قيادات الفصائل.
وقال الضابط حاخام إنه التقى بالشيخ أحمد ياسين خلال جولة قام بها الشاعر الإسرائيلي حاييم غوري وأنه كان حينها مترجما للشاعر الذي كان يزور غزة آنذاك والتقى بالشيخ ياسين.
وبحسب الضابط فإن الشيخ ياسين قال للشاعر غوري "على مر التاريخ أنشئت امبراطوريات وممالك، فأين هي اليوم؟، كانت الامبراطورية الرومانية والتركية العثمانية والألمانية والبريطانية، أين هم اليوم؟ هكذا أيضا سيكون مصير إسرائيل".
ورأى الضابط في الشيخ ياسين بأنه كان له تأثير بالغ على الشباب الذين كانوا يثقون به كثيرا. واصفا إياه بأنه "ذكي ومكار ويعبر عن ذاته من عيونه، لن أنسى أبدا عينيه، خاصةً أنني التقيت فيه عشرات المرات".
وأشار إلى أنه التقى في إحدى المرات بالشيخ ياسين بعد اعتقاله في أعقاب خطف الجندي نسيم تولدانو عام 1992، حيث أنه اعتقل لمحاولة انتزاع معلومات منه لكنه كان قويا ولم يدلي بأي شيء. قائلا "كان سعيدا عندما رآني وعيناه تضيئان".
وحول عملية اغتيال الشيخ ياسين، قال "هناك أناس يستحقون الموت، لم ابتهج بعد قتله، ولكن من حيث المبدأ افترض أنه كانت هناك أسباب قوية بما فيها الكافية لإنهاء حياته".
وأشار إلى أنه التقى عددًا من قيادات الفصائل والمسؤولين الكبار في غزة منهم الحاج رشاد الشوا، وكذلك حيدر عبد الشافي وفتحي الشقاقي وغيرهم.
وبين أنه خلال عام 1991 إبان عقد مؤتمر مدريد للسلام، التقى في مكتبه مع القيادي في حماس محمود الزهار وسأله عن احتفاء حركة فتح بقرب التوصل لاتفاق سلام قائلا له "ماذا تقول لأصدقائك؟". فرد عليه قائلا "ليفعلوا ما يريدون، إن الأمر سيستغرق 10 أو 20 أو 50 عاما لكن في النهاية الإسلام هو من سينتصر، ولا فرصة لنجاح هذا المشروع".
واعتبر الضابط أقوال الزهار في تلك الفترة أنها تشير إلى واقع يساعد في فهم التصورات والمواقف لدى الأحزاب الإسلامية وخاصةً حماس. مستبعدا أن تنجح إسرائيل في الاتفاق معها كما فعلت حركة فتح.