أكد زعيم المعارضة في إسرائيل، إسحق هرستوغ أنه لا بد من الانفصال عن الفلسطينيين، وتبادل الأراضي لأجل تحقيق السلام، مُجدَّدا تأييده لحل الدولتين، كحل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجديد المفاوضات بأسرع وقت ممكن.
وقال هرتسوغ في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي "i24news"، إنه "هناك اليوم فرصة هائلة لبدء عملية تاريخية مع الفلسطينيين على أساس مبادرة السلام العربية"، في إشارة الى منافعها لاسرائيل، كونها تفتح نافذة الى العالم العربي. وأشار هرتسوغ الى أن هناك رغبة لدى الدول العربية المعتدلة بأن يتم التوصل الى سلام مع اسرائيل، مذكرا بأن هناك "تفاهم استراتيجي، وقاسم مشترك مع الدول السُنية أمام التهديد الايراني وتهديد داعش".
وقال هرتسوغ إنه على هذا الأساس ولأجل دفع عملية السلام، فاوض نتنياهو على دخول الائتلاف الحكومي قبل أشهر "لكنه فضل ليبرمان في نهاية المطاف"!
وأضاف رئيس كتلة "المعسكر الصهيوني" عضو الكنيست إسحق "بوجي" هرتسوغ، "لا أؤمن أن الدول العربية المعتدلة ستوافق على التقارب مع اسرائيل دون التفاوض مع الجانب الفلسطيني". قبل أن يضيف أنه هناك قضايا أساسية لا بد من التحرك فيها ومنها، السماح للفلسطينيين بالبناء في المناطق سي، معتبرا أنه بالامكان الاستمرار بالمفاوضات مع الفلسطينين تحت غطاء دولي.
بينيت هو رئيس الحكومة الفعلي
أما بخصوص مسألة إخلاء مستوطنة عامونا قال زعيم المعارضة، إنه لا يسعى الى إخلاء أشخاص من "بيوتهم"، موضحا أن "القضية الفلسطينية الاسرائيلية لا تتعلق بعامونا فقط بل بجرأة القادة الذين عليهم التوصل لاتفاق سلام يضمن أمن اسرائيل".
واعتبر أن مسألة عامونا كشفت عن الكثير من الخلافات في صفوف اليمين، "لا يمكنني القول إن عامونا وصلت الى الحل، هناك صراعات داخلية في صفوف المستوطنين. وهناك التهديدات على حياة وزير التربية نفتالي بينيت".
وردا على سؤال اعتبر هرتسوغ ان بينيت هو الشخص القوي في معسكر اليمين اليوم، بل وأنه في مسألة عامونا على الأقل يتحكم بتصرف الحكومة، وقال "بينيت، هذا ما أدعيه أنه في الكثير من المفاهيم هو رئيس الوزراء، تغلب على بنيامين نتنياهو الذي لا يرغب بهذه الحلول. وهو يُملي حلوله على نتنياهو، وتغلب عليه وبات يتحكم بالحكومة".
نأسف لأن المعارضة الديمقراطية السورية ضعيفة
وتطرق هرتسوغ بطبيعة الحال للأحداث الآنية في المنطقة، بعد أن كان قد وضع منشورا على صفحته على الفيسبوك طالب فيه اسرائيل بالتحرك لأجل حلب، قال الزعيم اليساري الوسطي إن "العالم يجب أن يتحرك عن الفظاعات الجارية في حلب، لا يمكن لاسرائيل أن تتدخل مباشرة في سوريا، لكن لا يمكنها أن تقف صامتة بوجه الفظائع الجارية في محيطنا".
وأعرب زعيم المعارضة الاسرائيلية، عن أسفه لأن المعارضة الديمقراطية في سوريا ضعيفة والمسيطر هم داعش وجبهة النصرة.
يجب إلغاء قانون منع الآذان
وفي رده على سؤال حول قانون منع الآذان المطروح في الكنيست كرر هرتسوغ معارضته لمشروع القانون المذكور، الذي يطلب تخفيض صوت الآذان في المساجد بادعاء أنها تشكل "ضجة".
وقال هرتسوغ إنه استنكر بشدة تصريحات رئيس الائتلاف دافيد بيتان الذي قال إنه يفضل ألا يتوجه العرب للمشاركة بالانتخابات. "هذه التصريحات ووصفتها باللاسامية وتشببها التي استعملت أيضا. أتوقع من نتنياهو أن يقوم بإدانة هذه التصريحات. صحيح أن بيتان قال إنه كان يقصد بعض العناصر المتطرفة في اليسار، وقارنهم بمتطرفي اليمين. لكن لا يمكن الصمت على ذلك، يجب الحفاظ على كرامة واحترام الجميع".
وأوضح هرتسوغ أنه للسبب ذاته عارض ويعارض قانون منع الآذان. مقترحا على الحكومة الاسرائيلية تبني مقترح بديل اعده زميله في حزب العمل عضو الكنيست العربي زهير بهلول ابن مدينة عكا، بالتعاون مع أعضاء كنيست متدينين من اليمين الاسرائيلي، معتبرا أنه مقترح جيد جدا. وقال هرتسوغ "لا نريد ازعاج أحد فجرا، ولكن لا يمكن حل هذه المسألة بفرض قوانين كهذه بل بالتفاهمات. حكم علينا أن نعيش سويا وسنعيش سويا".
وبخصوص احتمال دخوله الى الائتلاف الحكومي قال هرتسوغ إنه يلتزم بتصريحه في مؤتمر ذكرى رابين إنه يرفض الدخول لحكومة وحدة وطنية مع نتنياهو، خصوصا في ظل الركود في العملية السياسية والتفاوض لحل القضية الفلسطينية.