طلقت هيئة مكافحة الفساد اليوم الاثنين، دورة تدريبية للصحفيين الشباب بعنوان "الصحافة الاستقصائية في مكافحة الفساد"، بالتعاون مع بعثة الشرطة الأوروبية في فلسطين وبالشراكة مع وزارة الإعلام ونقابة الصحفيين.
ويعقد التدريب على أعلى مستوى، ويشارك فيه من الخبراء العرب: سعد حتَّر وحمود المحمود ورائد نشيوات، بالإضافة الى عدد من الخبراء الفلسطينيين، والاتحاد الأوروبي.
وعبر مدير عام ديوان رئيس هيئة مكافحة الفساد سعيد شحادة في كلمته الترحيبية عن سعادته بعقد هذه الدورة التدريبية التي تهدف الى تمكين الصحفيين الفلسطينيين من إعداد تحقيقات استقصائية متخصصة في الكشف عن الفساد، والتي تعكس رؤيتنا في اعتماد التحقيقات الصحفية المستوفية الشروط القانونية والمهنية، بلاغا الى هيئة مكافحة الفساد.
وأوضح أن الدورة التي تنظم بالتعاون مع الشرطة الاوربية، وبالشراكة مع وزارة الإعلام ونقابة الصحفيين، تشمل تدريبا متقدما من النواحي النظرية والعملية، وعلى مستوى عالٍ من خلال الخبراء الذين تم استقدامهم لهذه الغاية.
وأكد شحادة أن التعاون المستمر والنوعي مع الصحفيين ليس فقط هدفا للهيئة، بل رؤية واستراتيجية تهدف الى توسيع قاعدة العاملين على مكافحة الفساد في فلسطين، ما يعني بالضرورة، نقل فكرة العمل من اطار المؤسسة الى مدى أبعد يتمثل في الشراكات المجتمعية والإعلامية في هذا الجهد الهام، وفي هذا الاطار، تسعى الهيئة إلى إشراك وسائل الإعلام بكافة النشاطات والتدريبات التي تهدف الى رفع مستوى التعاون المثمر ما بين الهيئة والإعلاميين، لتسهيل مهماتهم".
وعبر مدير وحدة سيادة القانون في بعثة الشرطة الأوروبية جيوفاني غالزيغناتو عن سعادته بإطلاق هذه الدورة التدريبية، والتي تلعب واحداً من أهم الأدوار في النظم الديمقراطية للدول وفي مجابهة المشاكل السياسية والمجتمعية، منوها إلى أن هناك صحفيين كتبوا المقالات والكتب حول تجاربهم في الكشف عن قضايا فساد من خلال تحقيقاتهم الاستقصائية، ما يمكن أن يعزز قدرات الصحفيين الفلسطينيين على إجراء تحقيقاتهم من خلال هذه الدورة ".
وأكدت رئيسة وحدة العلاقات العامة والمكتب الصحفي في وزارة الإعلام، نداء يونس أن الإعلام ما يزال ناقلا لخبر الفساد، وليس صانعا رئيسيا له رغم ارتفاع عدد التحقيقات الاستقصائية في السنتين الأخيرتين، وعلى المؤسسات الرسمية تطوير قدرات الصحفيين الاستقصائيين في هذا المجال.
وأضافت "في الوقت الذي نتحدث فيه عن جهود فلسطين في مكافحة الفساد، ندرك تماماً موقع هذه التحقيقات في استراتيجيتنا كوزارة اعلام وفي استراتيجية هيئة مكافحة الفساد، ونعلي رغبتنا في الذهاب الى أبعد مدى، والى تطوير المنظومة القانونية ذات العلاقة بالعمل الصحفي مثل قانون المطبوعات والنشر 1995، والدفع باتجاه اقرار قانوني الجرائم الالكترونية وقانون الحق في الوصول الى المعلومات، لأهميتهما في ضبط المرجعيات القانونية والإدارية والإجرائية بحق الصحفيين، وفي وصولهم الى المعلومات ما يسهل إعدادهم للتحقيقات ويقلل الاعتماد على الشائعة.
وأكدت على ضرورة اقرار مدونة سلوك مهنية موحدة، بالإضافة الى اعتماد أخلاقيات النشر الالكتروني، استنادا الى مواثيق دولية مثل اعلان بروكسل 2014، لخلق نوع من الدور المؤسساتي والقانوني للصحافة الاستقصائية.
وتهدف هذه الدورة الى رفع مستوى الصحفيين الاستقصائيين الذين سيلقى على عاتقهم، لاحقاً، إعداد تقارير صحفية تكشف الفساد، وستركز خلال الأيام الأربعة القادمة على رفع مستوى الوعي لدى المشاركين بأهمية التحقيق الصحفي باعتباره واحدا من أهم الأشكال الصحفية التي تساهم في الكشف، بمهنية، عن قضايا الفساد ومحاربتها، وتوطين مفهوم الصحافة الاستقصائية ومكوناتها وفرضياتها وكيفية اختيار المنهجية والأدوات الصحيحة لإعداد التقارير في هذا المجال