تُواصل إسرائيل مُتابعة ومُواكبة الانتخابات التي ستجري قريبًا في حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) للدائرة السياسيّة في الحركة، حيث تؤكّد وسائل الإعلام على أنّ المُرشّح الأوفر حظًا لخلافة خالد مشعل، هو القياديّ إسماعيل هنيّة، كما أنّ المصادر في تل أبيب، كما قالت القناة الثانيّة في التلفزيون الإسرائيليّ، لا تستبعد البتّة أنْ يفوز بهذا المنصب القياديّ العسكريّ في حماس، يحيى السنوار، الذي قرر “تحدّي” القيادة التقليديّة لحماس، بحسب المصادر الإسرائيليّة عينها. وفي هذا السياق، وتزامنًا مع الحديث الأوّل الذي أدلى به الرئيس التركيّ، رجب طيّب أردوغان للتلفزيون العبريّ، نقل الأخير عن مصادر وصفها بأنّها رفيعة المُستوى في حماس بالضفّة الغربيّة المُحتلّة، نقل عنها قولها إنّ خلافاتٍ شديدةٍ وجوهريّةٍ طفت في الفترة الأخيرة على السطح بين قيادة حماس بالضفّة وبين القياديّ المُبعد، صالح العاروري (50 عامًا). ووفقًا للمصادر، أضاف التلفزيون، فإنّ القيادة في الضفّة الغربيّة أبلغت العاروري بأنّها ليست مُستعدّةً في الوقت الراهن إلى تأييد عمليات مقاومة ضدّ إسرائيل وذلك للأسباب التالية: الخشية من ردّ فعل الاحتلال الإسرائيليّ، التوجّس من تصرفات الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة الفلسطينيّة، والتي تُلاحق كوادر الحركة، والثالث أنّ الظرف الحاليّ، شدّدّت المصادر، ليس مواتيًا لعملياتٍ عسكريّةٍ ضدّ أهدافٍ إسرائيليّةٍ. ولفت التلفزيون الإسرائيليّ، بحسب مصادر حركة حماس بالضفّة، لفت إلى أنّ القيادة في الضفّة توعدّت بتلقين العاروري درسًا وعدم التصويت له في الانتخابات القادمة في الحركة للدائرة السياسيّة، علمًا أنّه يصبو لتبوأ أحد المناصب الرفيعة في الحركة، أكّدت المصادر. وكانت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة قد ذكرت أخيرًا أنّ تركيا طلبت من قيادة حركة حماس الموجودة على أراضيها، تقليص نشاطاتها العسكرية ضدّ إسرائيل، موضحةً أن الطلب التركي نُقل إلى القيادي في الحركة صلاح العاروري. وأضافت الصحيفة أن الحكومة التركية لوّحت مرارًا للعاروري طالبة منه تخفيض وتيرة نشاطاته ضد إسرائيل، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الرسالة وصلت إلى الأخير، عبر أجهزة الاستخبارات التركية التي تتهمها إسرائيل بغضّ النظر عن نشاطات حماس العسكرية في تركيّا. أمّا عن أسباب الطلب التركي، فقد ذكرت (هآرتس) أنّه أتى على خلفية القلق من التعرض لانتقاداتٍ أمريكيّة واتهامات بدعم الإرهاب، كما أوضحت أنّ الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة سبق أنْ احتجت على نشاطات حماس في تركيا، متهمةً أجهزة الأمن التركية بأنها تغض النظر عن نشاطات حماس في تركيا. وأشارت المصادر إلى أنشطة الحركة في الخارج مُرتبطةً بالدور الذي يقوم به صالح العاروري عضو المكتب السياسيّ للحركة، المُقيم في إسطنبول، والذي بحسب التلفزيون العبريّ، انتقل للإقامة في إحدى دول الخليج، بصفته المسؤول عن الضفة الغربيّة في حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس). وتابعت المصادر الإسرائيليّة قائلةً إنّ العاروري شخصية غامضة تقف وراء عمليات الخطف التي أشعلت الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزة في صيف العام 2014. وأضافت أنّ العارورى الذي أسس الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب الشهيد عزّ الدين القسام، كان قد قال في العام 2007 إنّه لم يعد يجمع أموالاً أوْ يُخطط لهجمات أوْ يُجنّد مسلحين جدد، وخلص حينئذ إلى القول إنّ حماس ستُضر لو استهدفت المدنيين ففي النهاية ثمرة العمل العسكري تكون عملاً سياسيًا، وكل الحروب تنتهي بالهدنة والمفاوضات، على حدّ تعبيره. لكن الآن وبعد تسع سنوات، فإنّ المسؤولين الإسرائيليين يقولون إنّ العاروري قد عكس التسلسل، وأنهى المفاوضات بحرب. وأشارت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن المصادر عينها، إلى أنّ المسؤولين الإسرائيليين كانوا قد صرحوا قبل العثور على جثث الشبان الإسرائيليين الثلاثة، الذي اختُطفوا في حزيران (يونيو) من العام 2014 في منطقة الخليل، بأنّ العاروري قد خطط لاختطافهم، وقام بحثّ نشطاء في الضفّة الغربيّة على تشكيل خلايا أسمتها المصادر عينها بالـ”إرهابية” وإدامة عمليات الاختطاف. وفي حين أدّت عمليات الاختطاف إلى إطلاق شرارة العدوان على غزة بصيف العام 2014، فإنّ العارورى الذي يقول المحللون إنّه العقل المُدبّر، ما زال يعمل بوتيرةٍ عاليّةٍ بعد محاولات اختطاف في الضفة الغربيّة. ونقلت الصحيفة الإسرائيليّة عن ماثيو ليفيت من معهد واشنطن قوله إنّ اسم العاروري مألوف لمن يتابعون حركة حماس عن كثب، ويصفه بأنّه شخصية رئيسيّة في جهود حماس لتجديد شبكاتها في الضفّة الغربيّة، بحسب تعبيره. وبحسب المصادر ذاتها، فإنّ العاروري طُرد من تُركيا، وذلك بعد أنْ وضعت إسرائيل طلب طرده كشرطٍ لاستكمال اتفاق المُصالحة بين الدولتين، ولكن حتى الآن قرر الأتراك عدم إغلاق مكاتب حركة حماس في بلادهم، وهذا خلافًا للطلب الإسرائيليّ، أكّدت المصادر. عن راي اليوم