قال ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان، أبو عماد الرفاعي، أن "مبادرة النقاط العشر تأخذ مسارها الطبيعي من التفاعل على المستوى الفلسطيني الداخلي والمستوى العربي"، منوّهاً بوجود "تفاعل شعبي كبير مع المبادرة وقبول من الفصائل الفلسطينية بما فيها بعض المسؤولين في حركة فتح".
وقال الرفاعي في مقابلة مع قناة "الميادين" ضمن برنامج "آخر طبعة"، اليوم الإثنين، إن "المبادرة التي طرحها الأمين العام الدكتور رمضان شلح جاءت في ظل التعنت الإسرائيلي في ما يتعلق بمشروع التسوية الذي وصل إلى طريق مسدود، وأصبح رهاناً خاسراً"، لافتاً إلى "الانشغال العربي عن القضية الفلسطينية".
وأضاف ممثل "حركة الجهاد" في لبنان، أن "المبادرة تتفاعل على المستوى الداخلي الفلسطيني بين القوى والفصائل، وهي موضع نقاش وحوارات داخلية ستخلص إلى وضع رؤية للخروج من الأزمة التي يعاني منها المشروع الوطني الفلسطيني".
وأوضح الرفاعي أن "الحوار الذي يجريه وفد حركة الجهاد الإسلامي في القاهرة برئاسة الأمين العام د. رمضان شلح، وصل إلى نتائج إيجابية ومهمة"، معتبراً أن "دور مصر في جمع القوى الفلسطينية قد يؤدي إلى رسم خارطة ومعالم جديدة تحدد آلية التعاطي مع التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية".
ولفت الرفاعي إلى إن "الجانب المصري عبر عن ارتياحه لمبادرة حركة الجهاد، التي قد تكون أساساً لانطلاق حوار فلسطيني يؤسس لمرحلة جديدة من التعامل مع الواقع الفلسطيني الداخلي، ومع المستجدات التي تحيط بالقضية الفلسطينية"، مضيفاً أن "الحوار مع المصريين أدى إلى التوافق على عقد حوار شامل مع كافة القوى والفصائل الفلسطينية بعد انعقاد مؤتمر "فتح" في نهاية هذا الشهر"، مبيناً أن لقاءات تشاورية بين الجانب المصري وبعض القوى والفصائل الفلسطينية "قد تسبق الحوار".
وقال إن "مبادرة النقاط العشر واقعية، ونحن مؤمنون بها وبمنطلقاتها ومبادئها"؛ مضيفاً أن "كل الفصائل الفلسطينية رحبت بالمبادرة باستثناء الرئيس أبو مازن الذي لم يصدر أي موقف حولها، وهي استطاعت، بالحد الأدنى، أن تعيد تحريك الواقع الفلسطيني بشكل عام، وإعادة الحوار الفلسطيني- الفلسطيني، والفلسطيني - المصري، وأحدثت حراكاً جديداً لدى الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى أنها أعطت تفاؤلاً كبيراً لدى الشعب الفلسطيني"، معبراً عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق حولها.
وعن الخطة البديلة لاتفاق "أوسلو"، أوضح الرفاعي أن "البديل هو إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وتفعيل دورها وحضورها على أسس وطنية وديمقراطية، وتعزيز وحدة الموقف الفلسطيني ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي"، داعياً إلى وضع تصوّر "لتحرير الضفة الغربية وقطاع غزة وإزالة الاحتلال والاستيطان من الضفة ومنع تهويد المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، بما أن ذلك يمثل القاسم المتفق عليه بين كل الفصائل"، مؤكداً أن حركة الجهاد "متمسكة بنهجها حتى تحرير كامل فلسطين".
وأكد أن الوضع على معبر رفح سيتغير، وأن الجانب المصري قد "وعد بفتح المعبر بشكل شهري، وهذا سيخفف من الأعباء الكبيرة على الشعب الفلسطيني".
وحول مشروع قانون حذر الآذان في الكنيست، اعتبر الرفاعي أن "قرار منع الآذان قرار خطير يهدف إلى تكريس يهودية الدولة التي يسعى إليها الاحتلال الإسرائيلي، وتهويد المدينة المقدسة وأراضي الـ 48 بشكل عام"، مشيراً إلى أن "القرار بدأ يسري تدريجياً، تمهيداً لإلغاء الآذان بشكل كامل".
ودعا إلى "مواجهة عربية وإسلامية للمشروع، وعدم الاكتفاء بمواقف التنديد، بل باتخاذ خطوات عملية تمنع تنفيذ القرار"، مؤكداً على أن التحدي والإصرار الفلسطيني لن يسمحا للعدو، أياً كانت إجراءاته، بخفض صوت الأذان في أي مسجد أو مدينة، وخاصة في القدس المحتلة.