هناك دائماً هذان الزوجان في أي مجموعة أصدقاء واللذان يفتخران بأنهما لا يتشاجران أبداً، تأكَّدوا أنهما: إما غريبا الأطوار وإما كاذبان.
إن حدوث الشجار شيء عادي، وجزء ضروري في العلاقة العاطفية، وفي تعلم كيفية التأقلم مع اختلافات كل من طرفي العلاقة، والتي من شأنها أن تجعل كلا الطرفين أقوى في نهاية المطاف، إلا أن ثمة طرقاً صحيحة للشجار، كما أن ثمة طرقاً لنشوب حرب عالمية بينكما.
إليكم بعض النصائح تقدمها النسخة الكندية لـ"هافينغتون بوست" حول كيفية إدارة الشجار بطريقة ذكية.
1.لا تحددوا موقفكم من الشريك في أثناء الشجار
في مقابلة مع "هافينغتون بوست"، تقول نيكي غولدشتاين خبيرة العلاقات وعلوم الجنس: "إن أحد أهم الأشياء، أن يحاول المرء ألا يعتبره شجاراً؛ لأن الشجار دائماً ينتهي بفائز وخاسر. أما العلاقات، فلا ينطبق عليها مفهوم الفوز والخسارة؛ بل إنها تتعلق بتوصل الطرفين إلى حلول وسط، كما أقترح على الأزواج أن يسموا هذه الشجارات نقاشات ساخنة".
2. التوقيت مهم جداً
كما هو الحال مع معظم المواقف في حياة الإنسان، يعتمد الشجار على توقيت حدوثه.
تقول غولدشتاين: "إذا أراد أحد الشريكين فعل شيء ما مع شريكه، في الوقت الذي يكون فيه قادماً للتو من عمله ويشعر بالتعب والإرهاق، ربما لن يكون ذلك هو الوقت المناسب لبدء النقاش، إذ ثمة احتمال كبير لازدياد سخونة هذا النقاش".
وتضيف: "بدلاً من ذلك، ينبغي أن يحاول الطرفان اختيار الوقت الأفضل، قد يصعُب ذلك على بعض النساء؛ لأنهن عادةً ما يكنّ أكثر تحفزاً وعاطفية ويرغبن في التخلص مما يؤرقهن فوراً، لكن يجب محاولة تهدئة النفس أولاً، ومنح الشريك ساعة أو ساعتين ليهدأ، ومن ثم طرح موضوع النقاش".
3. لا تستدعوا المشاكل القديمة
[relationship]
يسهل التراشق بالألفاظ عندما تخسر النقاش، وأفضل ما تستخدمه لمحاولة تفادي هذه الخسارة، هو استدعاء المشاكل القديمة التي لم تُحلّ وتوجيه الإهانات، بينما لن تؤدي تلك الرغبة في استجلاب المشاكل القديمة إلا إلى صب مزيد من الزيت على النار.
تقول غولدشتاين: "ينبغي أن يكون الشريك منصفاً إذا كانت هناك مشكلة تُركت دون حل؛ لأن المشكلة في المقام الأول بسبب الشريك؛ إذ لا يجب أبداً أن تترك مشكلة دون حل، لأننا عادة ما نخفي تلك المشاكل في مكان ما في ذاكرتنا، وعندما تحدث مشكلة جديدة، تطفو المشاكل القديمة للسطح".
وتضيف: "عادةً ما تطفو المشاكل التي لم تُحل إلى السطح إلى جانب المشكلة الجديدة، قد يشتاط أحدهما غضباً من شريكه لأنه لم يؤد ما عليه من الواجبات المنزلية، بينما يكون السبب الأساسي في الشجار هو المشكلة القديمة التي لم تُحل، فهي دائماً تكون بمثابة جبل الثلج لكافة الشجارات، ويجب أن يسأل كل منهما نفسه عن المشاكل الكامنة في الأعماق".
4. لا تخلدوا إلى النوم وأنتم غاضبون
لا تتعلق تلك النصيحة القديمة بالرومانسية كما نعتقد، ولا تتعلق بغضب شريك الحياة في منتصف الليل؛ لأن أحدهما لم يقل: "أحبك"؛ بل أكثر من ذلك بكثير، لأنك حقاً لن تستطيع النوم.
تقول دكتور غولدشتاين: "أنا شخصياً لا أستطيع الخلود إلى النوم وأنا غاضبة، ولا أعرف أي شخص يستطيع ذلك؛ لأننا عندما نغضب، تزداد ضربات القلب، ويرتفع ضغط الدم، وهو ما لا يساعد أبداً على النوم، وبالعودة لأهمية توقيت إجراء النقاشات، فليست فكرة جيدة أن نبدأ نقاشاً يمكن أن يتحول لشجار ينتهي الساعة الثانية صباحاً، فإن كنت تنوي إجراء هذا النقاش، حاول أن تبدأه مبكراً حتى يتسنى لك الوقت الكافي للخوض في مراحل النقاش المختلفة، وتسوية هذا الخلاف، ومن ثم قضاء وقت سعيد في النهاية".
5. حاولوا تغيير المزاج بتعقل في النهاية
بعد الانتهاء من شجار عنيف، غالباً ما يكون المزاج متوتراً بعض الشيء، لذا ينبغي للشريكين ألا يدعا هذا التوتر يستمر إرضاءً لكبريائهما، ولكن الأفضل أن يغيّراه بحكمة.
تقول غولدشتاين: "عندما نبدأ في تسوية الخلاف بعد مناقشة ساخنة، علينا أن نفعل شيئاً لطيفاً مع شريك حياتنا لتهدئة الأجواء وتحسين المزاج العام، إذ لا بد من عناق خفيف، أو تبادل الأحاديث عن مواضيع أخرى لتهدئة التوتر والخلود إلى النوم بذهن صافٍ".
6. عبروا عما بداخلكم إذا كنتم تريدون بعض الاهتمام
يجب على النساء ألا يأخذن ذلك بشكل شخصي؛ بل يجب أن ندرك أن ذلك ينطبق على بعض النساء وليس كلهن، كما ينطبق كذلك على بعض الرجال.
تقول غولدشتاين: "يجب على بعض النساء بشكل خاص، أن يدركن أنهن قد يبدأن نقاشاً ساخناً عندما يُردن لفت الانتباه، فقد تسلك بعض النساء طريقة البدء في نقاش ساخن من أجل أن يوليها شريكها بعض التركيز، وتشبه هذه الطريقة تماماً جبل الجليد، إذ يجب أن تسأل المرأة نفسها، لماذا تختلق المشاكل، وهل تلك المشاكل حقاً تتعلق بتأخر شريكك في العمل مؤخراً، أم بسبب كثرة خروجه مع رفاقه مؤخراً".
7. رتّبوا أفكاركم أولاً
[relationship]
تنصح غولدشتاين قائلة: "ينبغي لنا أن نحاول تهدئة أنفسنا، وأن نقلل من وتيرة تفكيرنا، فعندما نغضب، تثور مشاعرنا ونقول بعض الكلام الذي يكون بمثابة طعنات يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة، فإن كان ثمة مشكلة في الأفق، علينا أن نحاول أن نتنفس بعمق بعض الشيء، أو أن نذهب في نزهة أولاً لتصفية أذهاننا، ومن ثم نستطيع أن نرتب أفكارنا ونخطط ما الذي سنقوله في البداية، لذا علينا أن نفكر أولاً".
8. عبروا عما تشعرون به
يجب أن نتعلم أن نقلل من توجيه الاتهامات وأن نزيد من تفهم الآخر.
تقول غولدشتاين: "بدلاً من استخدام كلمات مثل (أنت مخطئ في فعل ذلك)، علينا استخدام مصطلحات مثل (أنت تُشعرني بكذا)، أو (عندما فعلت ذلك شعرت بكذا)، أو ما إلى ذلك؛ إذ إن تولُّد المشاعر يساعد على التوصل لتسوية الخلاف بسهولة، على عكس توجيه الاتهامات، ففي كثير من الأحيان يكون الشجار بسبب أشياء غير حقيقية، وبالتالي لا يكون هناك صواب وخطأ، وهو ما يجعل فن تسوية الخلافات مهماً للغاية".
9. لا تقولوا: "هدئ من روعك"
توضح غولدشتاين: "لا تفعلوا ذلك أبداً، ولكن افعلوا شيئاً لمساعدة شركائكم على الهدوء، فإذا كنتم حقاً تريدونهم أن يتخلصوا من توترهم، فالأفعال أبلغ من الكلمات.
احتضنوهم أو دعوهم يأخذون حماماً دافئاً، أو كونوا بجانبهم، فلا بد أن يفعل المرء أي شيء كي يطمئن شريك حياته، ويجب أن يظل حنوناً على الرغم من الغضب الذي يعتريه تجاه الطرف الآخر؛ لأنه في نهاية المطاف يجب أن يستمر اهتمام كل منهما بالآخر، ويجب أن يتخطوا الأمر، ذلك الشعور بالسكينة هو ما يهدئ من روعنا".