قال وزير العدل القطرى الأسبق والمحامى الكبير الدكتور نجيب النعيمى بشأن رفض ترامب التعامل مع قناة الجزيرة: "ترامب قال كلاماً كثيراً، تحدث خلال الانتخابات عن قطر وعن كثير من الشخصيات، ترامب رجل أعمال، وأنا لست أمريكياً فلا أؤيد هذا أو ذاك، السياسة الأمريكية تدار خلف الكواليس، تدار بسياسات معينة، فمثلاً ترامب قال إنه لن يدعم الجيش الحر وغصباً عنه سيدعم الجيش الحر، الهاجس أو الهوس السياسى الذى أحدثه ترامب بالنسبة للمهاجرين فى أمريكا والسود كل هذا سياسى، فقط هو كان يريد كسب الشعب الأمريكى واستطاع ذلك، المصيبة ليس أن «ترامب» ترأس أمريكا، المصيبة الأكبر هى ترامب ترأس أمريكا مع أغلبية، هذه هى المشكلة، وإذا كانت الأغلبية مع ترامب فهذا يعنى أن الوجه السياسى والاجتماعى الأمريكى سيتغير خلال الأربع سنوات المقبلة".
وأضاف في تصريحات لـ"الوطن" الصرية، أن :الإخوان ورطوا قطر فى مصر.. والجيش المصرى القوة العربية الوحيدة القادرة على مواجهة الغزو.. وخسارتنا مصر تعنى أن إيران ستكون القوة الأولى.. والشعب القطرى كله ليس مع جماعة الإخوان.. والجمعيات التى تسرقنا فى وضح النهار هى التى تقف مع الجماعة.. وقدمت مقترحاً لمحاسبة تلك الجمعيات فقامت عليَّا الدنيا فى الإعلام بزعم أنها أعمال خيرية".
وأكد النعيمي، أن الجماعة تسيطر تماماً على الإعلام القطرى وقناة «الجزيرة»، وقال إن بلاده راهنت على استمرار جماعة الإخوان فى الحكم من أجل مصالح ومكاسب سياسية كبيرة، لكنه اعترف بخطأ تلك السياسة وقال حرفياً «لعبناها غلط، ما ظبطت معانا»، منتقداً قناة «الجزيرة» التى باتت بالنسبة له تفبرك وتكذب وتخالف المعايير الدولية وتسىء إلى مصداقية قطر فى تعاملها مع الدول الأخرى.
نص المقابلة:
■ بالنسبة للعلاقات بين مصر وقطر، برأيك إلى متى ستظل القطيعة بين البلدين؟
- ما دامت جماعة الإخوان المسلمين موجودة فى كواليس السياسة القطرية فلن تقوم أى علاقة حسنة بين «القاهرة» و«الدوحة»، لأن الإخوان المسلمين مهيمنون هيمنة تامة على الإعلام القطرى، وأنا كتبت كثيراً أننا نحن كقطريين يأتى هؤلاء ويمشون والقطريون يتجرعون كلامهم هذا، الإعلام القطرى بهذا يعتقد أنه يخدم التوجه السياسى للدولة مع أنه فى الكواليس الأمر مختلف، ما دخلنا بهذا؟ هؤلاء يورطون قطر مثلاً مع مصر، وهى القائد للأمة العربية وركن من أركان النظام العربى، إذا خسرنا مصر إيران ستكون هى القوة الأولى، وهى الجيش العربى الوحيد المستمر على بنيانه الصحيح، وهو القادر الوحيد للتحرك العسكرى فى أى وقت لمواجهة أى عدوان أو غزو، بدليل أن «حرب الاستنزاف» التى تجرى فى اليمن ضد ميليشيات الحوثيين وغيرهم لن تنتهى بسهولة، لأنه لا توجد القوة العسكرية التى تواجه الحرس الثورى بأسلحته ومعداته وأجهزته وأقماره الصناعية التى تستطيع التجسس على أى شىء فى الخليج.
■ هل تشعر أن جماعة الإخوان ابتلعت قطر؟
- لا تُبتلع قطر، قطر أكبر من هذه الحركات البسيطة، قطر أكبر منها بكثير، الشعب القطرى ليس كله يقف مع جماعة الإخوان، من يقف مع الجماعة هى مراكز الدعوة، والجمعيات الخيرية التى تسرق الشعب القطرى بوضح النهار، هؤلاء هم الذى يقفون ويدعمون جماعة الإخوان. فى كل مكان تجد أولئك الذين هربوا إلى قطر، وهؤلاء يدخلون أجهزة الإعلام، وبالذات قناة «الجزيرة» سيطروا عليها سيطرة كاملة، أنا كنت أتابع «الجزيرة» الآن أنا لا أتابعها حقيقة، لأنه يوجد كذب فى القناة فى قضية سوريا ومثلاً مع مصر، وقضايا أخرى وخرجوا عن المعايير التى نعرفها، أنا واحد من الناس الذين أسسوا لدعم «الجزيرة» فى بداية إنشائها، وكانت تمشى على المعايير الدولية ولا تلتفت إلى أى شىء آخر، رغم أنه فى بداية «الجزيرة» كان هناك هجوم شعبى عليها كبير ويقولون لماذا لا تأتى القناة بأخبار قطر، لماذا لا تتحدث عن أن فلان وصل إلى قطر وفلان خرج، وكانت القناة ترد «نحن مثل بى بى سى»، ولكن فى السنوات الخمس الأخيرة، بدأت أيادٍ تدخل وبدأت تسوس «الجزيرة» افعل كذا ولا تفعل كذا، التوجه كذا، اعتقدوا أن الشىء الذى يرضى أمير قطر هو أن يدنا فى يد كل من يحطم فى مصر، وطبعاً العالم كله غير قناة «الجزيرة» لا يشاهدونها، يشاهدون «بى بى سى» و«سكاى نيوز».
■ فى رأيك، ما سر العلاقة بين السلطات القطرية وجماعة الإخوان رغم أنها تفسد علاقة «الدوحة» بدول أخرى؟
- لا يوجد شىء اسمه سر، الدولة تعمل على المصالح لا تعمل على التعاطف السياسى أو تعمل بالمبدأ نفسه الذى هو فكر الإخوان، أبداً، ولا أحد فى الحكم فى قطر يؤمن بفكر الإخوان، وإنما هناك مصالح، ونحن لعبناها غلط، «ما ظبطت معنا» كما يقولون، الدولة اعتقدت أنها لما تلعب على هذا الوتر يمكنها تحقيق مكاسب سياسية كبيرة، مكاسب أنها تحتضن سياسياً دولة مثل مصر ومثل تونس وليبيا، هذه الدول وسوريا فى المستقبل، هذه هى الواجهات العسكرية التى ستحكم فى المستقبل، هذا هو الاعتقاد الخاطئ الذى كنا نعتقده فى السابق بأن هذه هى الواجهات، وطالما أن هذه هى الواجهات فنتصالح معهم، لكن للأسف صارت الانتكاسة بأن الشعب العربى ما قبل بهذا الفكر، ولا يقبل بهذه الجماعات السائدة فى مجال السياسة، يكفى ليبيا وما صار فيها، قُسمت إلى أقسام بسبب الفكر الذى يسمونه بـ«الوهابى» يذبحون فى بعض بسبب التطرف الفكرى والدينى، لو مصر استمر فيها الإخوان لخمس سنوات لحدث فيها مثل ما حدث فى ليبيا وأكثر، هذا الكلام ذكرته صراحة للقيادة عندنا فى قطر، قلت لمسئول كبير انتوا وضعتم زجاجكم كله فى سلة واحدة، وهذا يعنى أنه ينكسر كله.
■ تكلمت مع مسئول كبير فى قطر بخصوص المراهنة على جماعة الإخوان؟
- نعم مسئول كبير، رد علىَّ وقال لماذا؟ «مرسى» فرصته 5 سنوات، قلت له والله لو «مرسى» استمر لخمس سنوات لتجد مصر بها إمارة فى الصعيد وإمارة فى إسكندرية وإمارة فى غرب ما أدرى وين، ولوجدت مصر انهارت انهياراً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.
■ أهذا كان ردك على المسئول القطرى الكبير؟
- نعم، هذا كان ردى، قلت أنتم تضعون حساباتكم السياسية خطأ، كنت أنا وزيراً فى عهد الشيخ حمد كنا ندير الأمور بتوازن أكثر، ننظر إلى المصالح والفائدة وليس بلون واحد، قال لى سيكمل الخمس سنوات، قلت له كيف يكملون الخمس سنوات، هذا شخص ذهب إلى إيران وعمرنا نحن ما سمعنا عن شيعة فى مصر، وحتى ظهرت صور المسكينة التى يسحلونها فى الشارع، ويكسرون أبواب المسيحيين ويضربونهم، وقلت ما دامت هذه الشرارة ابتدت فى أول سنة حكم مرسى، وإطلاق سراح نحو 50 إرهابياً، فإن البلد ستخرب، الشعب نزل منه حوالى 20 مليوناً ضد «مرسى»، والله لو 10 ملايين نزلوا منه فى الشارع لانتهى الأمر.
■ وماذا كان رد المسئول هذا عليك؟
- قال لى لا هذه ديمقراطية وانتخابات، قلت له: الرئيس الفرنسى العظيم شارل ديجول الذى حرر فرنسا، فى 1968 خرجت مظاهرات الطلبة والشعب الفرنسى، نزل هو وقال لهم إذا أنتم ما تريدونى خلاص، وهذا رئيس منتخب شرعياً رئيساً للجمهورية، الشارع نزل ضده وهو رئيس منتخب وقال لهم أنا فهمتكم، وهى الكلمة التى قالها زين العابدين بن على، وكانت هناك تلك القطاعات التى تقول لـ«مرسى» فى مصر «مش عايزينك» وهو لا يتنازل، طالما الشارع يقول لك ذلك خلاص.
■ هل تعتقد أن السلطات القطرية يمكن أن يأتى وقت وتندم فيه على دعمها جماعة الإخوان بهذا الشكل؟
- فى السياسة لا يوجد شىء اسمه تندم، السياسة فى أى دولة فى العالم يوجد ما اسمه تغيير المسار أو تغيير الأسلوب، كنا فى الأول مع المعارضة السورية عسكرياً ومالياً، الآن رفعنا يدنا، الآن الحكومة القطرية ابتعدت، الدور الذى كانت تمارسه قطر فى سوريا أخذته السعودية.
■ كيف أخذت السعودية الدور من قطر فى سوريا؟
- السعودية كانت موجودة، لكنها أخذت الدور فى عملية تحريك الأشخاص الموجودين، وأول إعلان لها عينت واحداً من جماعة السعودية رئيساً للمعارضة السورية، قطر قالت أعطى لمن؟ ثم قطر لماذا تثق فى المعتدلين وغير المعتدلين؟ المسئولية بدأت أكبر، لا نحب أن نتورط فى هذا؟ فى عهد الأمير تميم قال نحن ما عندنا مشكلة ولكن هذا الأمر يتسلمه غيرنا وتسلمته السعودية والإمارات.
■ الإعلام القطرى فى اليوم التالى لفوز «ترامب» كان لديه ما يشبه الهجوم على الرئيس الجديد، فى رأيك ما الذى تخشاه السلطات القطرية من فوز «ترامب»؟
- لا تخشى شيئاً، فقط تعاطفاً مع الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون وزوجته المرشحة الديمقراطية هيلارى، وقطر قدمت دعماً مليون دولار لجمعية كلينتون الخيرية فى الفترة التى كانت تجرى فيها الانتخابات، وأقرت «كلينتون» بذلك، هذا طبيعى، بمعنى أنت تقوم بمسايسة أحد على اعتقاد أنه سيكون الرئيس المقبل، بمعنى أن حساباتهم انتهت إلى أنها خاطئة، بدليل أن الأمير تميم بن حمد اتصل شخصياً بالسيد دونالد ترامب فوراً وهنأه على الفوز بالانتخابات.
■ لماذا «الدوحة» كانت أكثر ميلاً لهيلارى كلينتون ودعمت جمعية «كلينتون» الخيرية بمليون دولار؟
- قطر دعمت جمعية كلينتون الخيرية بملايين الدولارات، وبيل كلينتون نفسه حضر إلى قطر وافتتح مشروعات دعمته، قطر كانت مع كلينتون فاميلى، مصالح.
■ نعم، هناك حديث بأن «ترامب» يرفض التعامل مع قناة «الجزيرة» القطرية، ما رأيك فى هذا الأمر؟
- «ترامب» قال كلاماً كثيراً، تحدث خلال الانتخابات عن قطر وعن كثير من الشخصيات، «ترامب» رجل أعمال، وأنا لست أمريكياً فلا أؤيد هذا أو ذاك، السياسة الأمريكية تدار خلف الكواليس، تدار بسياسات معينة، فمثلاً «ترامب» قال إنه لن يدعم الجيش الحر «وغصباً عنه» سيدعم الجيش الحر، الهاجس أو الهوس السياسى الذى أحدثه «ترامب» بالنسبة للمهاجرين فى أمريكا والسود كل هذا سياسى، فقط هو كان يريد كسب الشعب الأمريكى واستطاع ذلك، المصيبة ليس أن «ترامب» ترأس أمريكا، المصيبة الأكبر هى أن «ترامب» ترأس أمريكا مع أغلبية، هذه هى المشكلة، وإذا كانت الأغلبية مع «ترامب» فهذا يعنى أن الوجه السياسى والاجتماعى الأمريكى سيتغير خلال الأربع سنوات المقبلة.
■ بمناسبة قناة «الجزيرة»، هناك كثير من الدول تحمّل القناة مسئولية الاضطرابات التى تحدث فى تلك الدول وأنا أتحدث تحديداً عن مصر باعتبارى مصرياً، ما رأيك فى هذا؟
- أنا كما ذكرت لك أن «الجزيرة» تكذب وتفبرك المعايير الدولية لإدارة الإعلام وإدارة البث المباشر للقنوات، كانت عندنا معايير تسير عليها «الجزيرة» عندما بدأت، وقتها قلنا هى «البى بى سى» معايير «البى بى سى»، لو تلاحظ أن المحطة الإنجليزية للجزيرة لم تأخذ الحجم الذى أخذته المحطة العربية، لأن الأفراد الذين يديرون جهاز المحطة الإنجليزية لـ«الجزيرة» يرصدون عمليات الفبركة، فى مصر قالت إن مظاهرة يشارك فيها المئات بالإسكندرية أمام أحد المساجد، سألت أحد الأصدقاء فقال لى والله أنا أقول لك ما أراه أمام عينىّ، دخلنا وصلينا صلاة الجمعة وحوالى 10 أو 11 شخصاً بالعدد وتجمعوا بعد صلاة الجمعة عند باب المسجد وأخرجوا كاميرا ويهتفون وعددهم لا يزيد على 11 أو 12 ويصورونهم، تفتح الجزيرة تجدها تقول مظاهرة يشارك فيها المئات عند مسجد عمر بن الخطاب فى الإسكندرية، صديقى قال «يخرب بيتهم أنا شايفهم بعينى 11 أو 12 واحد»، سمعة «الجزيرة» باتت واضحة بشكل كبير تسىء حتى إلى مصداقية الدولة القطرية فى تعاملها مع مصر وغيرها.
■ لماذا لا تتوجه قناة «الجزيرة» إلى الداخل القطرى، ولا نراها مثلاً تتحدث عن الحقوق والحريات داخل المجتمع القطرى؟
- كما قلت لك، انتقدت «الجزيرة» عدة مرات، وفى إحدى المقابلات حتى مع «الجزيرة» قلت لهم أنتم غير عادلين، أنتم تتحدثون عن المشكلات والمظاهرات والاحتجاجات فى الدول الأخرى، فى السعودية فى البحرين، وهناك مذكرات رُفعت إلى الأمير من نحو 60 قطرياً كتبوها بالعربى والإنجليزى ورفعوها إلى المسئولين بالقضايا التى تحتاج تطوير، التعليم يحتاج تغييراً، الإعلام يحتاج تغييراً، القضاء يحتاج تغييراً، لماذا يا قناة «الجزيرة» لم تذكروها.
■ بمعنى أن القناة تجاهلت مطالب الإصلاح داخل قطر؟
- نعم، حصلت عندنا كثيراً من قبل حتى الثورات العربية إلى ما بعدها، حصلت أنهم طالبوا ورفعوا مذكرات وكتبوا إلى الحكام وطالبوا فيها بتغيير المسار، وتفعيل البرلمان القطرى، وهناك مشروع وقانون صدر لإنشاء برلمان قطرى، وتم نشر هذا القانون، مشوا هذا الشىء وفعلوه، وهناك المحكمة الدستورية فى قطر لم تُفعل، هناك جزئيات يطالب بها المواطنون القطريون أغلبهم، إلا الواحد المنافق الذى يخرج فى الإعلام ويقول نحن أحسن بلد وأحلى بلد ونحن ونحن، وكل هذا كلام فاضى، ما فى بلد فى العالم لا يحتاج تغييراً مع الوقت، حتى المجتمع الإسلامى نفسه، لما استلم أبوبكر تغير، ولما استلم عمر تغير، ولما استلم عثمان تغير، تغييرات كثيرة، نحن لسنا مجتمعاً مقدساً، هناك مرتبات عالية وقرارات مثلاً أن المياه والكهربا ببلاش، خذ المياه والكهرباء، واترك لى التشريعات الخاصة بحريتى.
■ هل استقلت من الحكومة لأنك كنت تطالب بالتغيير؟
- أنا استقلت لأسباب ثانية تتعلق بالفساد، وليس فقط بالتغيير، الأمير قال لى حين استقلت، ما الذى تريده منى أن أسويه؟ قلت له أريد منك أن تنشئ البرلمان أول شىء، وأن يكون برلماناً منتخباً، وثانى شىء تقوية وتطوير القضاء القطرى، قال لى حاضر، فأخرج قانون الانتخابات وقانون إنشاء المحكمة الدستورية، لكن المنافقين حول السلطة يحاربون ذلك، ويقولون صار الأمر ذاته فى الكويت ماذا فعلوا بها؟ ما لنا ومال الكويت نحن، كل مجتمع له خصوصياته، الكويت كانت الحركة الديمقراطية عندهم أول حركة سنة 1938، نحن كقطر أين كنا عام 1938، كنا «شوية خيام على شوية بيوت موجودة فى الصحراء»، لا كان يوجد تعليم، ولا يوجد أى شىء، ارتباط الكويت بالعراق هو الذى جعل المستوى التعليمى والثقافى والسياسى عالياً جداً عن أى منطقة. نحن لا نريد إسقاط الحكومة، أنا شخصياً لا أطالب بتغيير الحكم، كن مكانك أنا ليس لدىَّ مشكلة معك، أنا أطالب بتطوير وتعديل وتنظيم، وإعطاء الشعب القطرى الحق فى المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، لا أن يأتى «شوية» إخوانجية هاربين يسيطرون على التليفزيون المحلى والجرائد ويسيطرون على «الجزيرة»، لا كثير من هؤلاء عارضوا ذلك، ما فى هيمنتهم هذه من الإسلام؟ ما هو الإسلام فى ذلك؟ ثم هل الإخوان هم الإسلام؟ بالعقل، المواطن القطرى لا يستوعبهم أصلاً.
■ إذا قررت قطر أن تبعد عناصر الإخوان عن عدد من المؤسسات والإعلام التى يهيمنون عليها كما قلت، هل «الدوحة» قادرة على أن تأخذ ذلك القرار؟
- بالطبع قادرة، فى قطر ألا يوجد قطريون يعرفون فى الإعلام؟ الذى يدير التليفزيون القطرى منذ بدايته قطريون، أقصد التليفزيون الحكومى.
■ أنا أقصد أن ربما جماعة الإخوان يكون لهم رد فعل انتقامى، كما ترى فى الدول التى يتم إبعادهم ماذا يفعلون، يعنى ألا تخشى قطر أن يكون هناك رد فعل انتقامى من الجماعة فى حال محاولة إبعادهم من هناك؟
- الإخوان الذين تتكلم عنهم فى قطر الذين يمسكون بعض الإدارات، يمثلون 10 أو 15 شخصاً، لو صدر قرار سياسى بإلغاء وجودهم من هذه الإدارات، كلهم سيأخذون طيارتهم إلى خارج البلاد وينتهى الموضوع، هم ليسوا كما فى مصر عددهم بالآلاف، وكما فى تونس بالآلاف، نحن عندنا فقط 10 أو 15 شخصاً فقط هم الذين يشتغلون بالإعلام، أما الآخرون العاديون الذى يشتغلون فى دوائر ووظائف ثانية فهم كثيرون، مثلهم مثل أى مواطن عربى.
■ بالنسبة للجمعيات الدعوية التى فى قطر التى قلت إنها لها علاقة بجماعة الإخوان؟
- نعم، هذه يهيمنون عليها كلها، ليس تحت شعار جماعة الإخوان، وإنما تحت شعار خدمة الإسلام.
■ قلت لى إن هذه الجمعيات الدعوية تسرق الشعب القطرى من أجل جماعة الإخوان؟
- هؤلاء الذين أسسوا هذه الجمعيات يرفضون الإعلان عن مداخيلهم، يرفضون الإعلان عن كشوفات حساباتهم وميزانياتهم، لا أحد يعلم حجم التبرعات التى تصل إلى تلك الجمعيات، نحن نلاحظ شيئاً واحداً، مثلاً حصلت حادثة فى سوريا، مثلاً «حلب» الآن محاصرة، فى ثوان تجد الإعلانات والإس إم إس والمطالبات دعموا وساندوا وهكذا من شعارات، نسأل الجهات التى تحتاج إلى الدعم يقولون لا يصلنا شىء، لا نعرف أين تذهب تلك الأموال؟ هل تم إرسالها؟ إحدى المؤسسات يتم من خلالها تحصيل 100 مليون ريال قطرى.
■ فى السنة؟
- لا فى الشهر، 100 مليون ريال قطرى، أعطيك مثالاً، جمعية «عيد» الخيرية بدأت بمليون أو مليونى دولار، الآن عندها أرصدة فى البنوك 5 مليارات دولار، وجمعية أخرى اسمها «رأس» يأخذون نحو 100 مليون ريال يصرفون منها نحو 10 ملايين والباقى يأخذه القائمون عليها تحت مبدأ حصة القائمين عليها، من القائمون عليها؟ هم، بدون أن تسأل ماذا؟ هم عندهم المبرر الشرعى لما يأخذه هؤلاء الإخوانجية، وأنا لما فهمت هذه الأمور حين كنت وزيراً اقترحت على مجلس الوزراء مراقبة الجمعيات الخيرية، ووضع محاسبة لهم من قبل الدولة، وقلت إن على الدولة أن تراقب الحسابات التى تدخل وتخرج من وإلى تلك الجمعيات، لكى نعرف المبالغ هذه التى يحصلونها ويتم توزيع عادل على المحتاجين فى قطر أو فى خارج قطر، «قامت علىَّ الدنيا» ص ويجب ألا يعرف أحد عنها شيئاً وو..
■ وماذا كان رد فعلك؟
- قلت لهم أنا كوزير عدل أقول لكم لا بد من مناقشة الذى تقومون به من الناحية القانونية والشرعية، لا بد من مراقبة أعمال هذه الجمعيات، قدمت مشروعاً لهذا الغرض وتركت الحكومة واستقلت بعدها، مشروع موجود لهذا الأمر.