قدمت بلدية القدس طلبا إلى المحكمة طالبت فيه بتنفيذ فوري لأوامر هدم 14 مبنى في بيت حنينا بشمال القدس المحتلة، وذلك انتقاما لقرار المحكمة العليا الإسرائيلية بإخلاء البؤرة الاستيطانية 'عمونا' وهدم المباني فيها المقامة في أراض بملكية فلسطينية خاصة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية مساء اليوم، الأربعاء، أن المستشار القانوني لبلدية القدس قدم طلبا بهدم فوري للمباني ال14، التي يسكنها أكثر من 40 شخصا، بزعم أن هذه المباني مقامة في أراض يملكها يهود، علما أنه لم تثبت ملكيتهم، وفي بعض الحالات قدم مستوطنون وثائق مزورة.
وجاء الطلب الذي قدمه المستشار القضائي لبلدية القدس بإيعاز من رئيس البلدية، نير بركات، الذي طلب من المستشار القضائي استيضاح تبعات قرار الحكم بخصوص 'عمونا'، الذي جاء فيه أن على السلطات العمل من أجل إخلاء مستوطنين استوطنوا في أراض بملكية خاصة.
وقالت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، مساء اليوم، إن بركات قرر عدم انتظار رد من المستشار القضائي للبلدية، وأن البلدية برئاسته تعتزم التوجه إلى المحكمة وطلب تنفيذ هدم مئات البيوت العربية في القدس المحتلة.
وتطالب بلدية الاحتلال في القدس المحكمة بإزالة 'العقبات البيروقراطية' التي صدرت عن المحكمة، وتنفيذ أوامر هدم بحق مبان أقيمت في أراض خاضعة لحارس أملاك 'الغائبين'، أي أن هذه أراض بملكية فلسطينيين استولى عليها الاحتلال بزعم عدم تواجدهم في القدس، وقسم منهم يسكن في مدن فلسطينية قريبة، مثل رام الله أو بيت لحم أو الخليل.
واعتبر بركات أن 'قرار الحكم بخصوص عمونا لا يبقي لنا ترجيح رأي للسماح لمن لا يملك الأرض بأن يحاول تسوية مخالفات بناء. وإذا لم تتم تسوية عمونا، فإن أيدينا مكبلة وسنضطر إلى أن نصل في القدس أيضا إلى هدم مئات أو آلاف البيوت. ليس هناك قانون لليهود وآخر للعرب'.
كذلك دعا نائب رئيس بلدية القدس، دوف كلمنوفيتش، السكان اليهود في المدينة إلى البحث عن 'كواشين قديمة تثبت وجود أراض كثيرة بملكية يهودية ولم تعد إلى أصحابها'.
وبعد أن صادقت الهيئة العامة للكنيست، اليوم، بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون تسوية وشرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية والمباني التي أقيمت بدون قرار من سلطات الاحتلال في المستوطنات، قال وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، خلال لقاء مع المراسلين السياسيين لوسائل الإعلام الإسرائيلية، إنه 'لا حل لعمونا، وسيتم إخلاؤها، ولا ينبغي زرع أوهام. وقانون تسوية المستوطنات لن يسري على عمونا'.
ودعا ليبرمان إلى التوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل وإدارة دونالد ترامب الأميركية الجديدة، تقضي بأن تجمد إسرائيل البناء الاستيطاني مقابل موافقة أميركية على ضم الكتلة الاستيطانية إلى إسرائيل. وطالب مجلس المستوطنات ليبرمان بالتراجع عن تصريحاته بهذا الخصوص ومواصلة البناء في المستوطنات خارج الكتل.
وأردف ليبرمان 'أنا أقصد إعادة المصادقة على رسالة بوش – شارون. وإذا من الإدارة الجديدة على معادلة بوش – شارون، فإنه يبنغي ألا نبني خارج الكتل الاستيطانية'. وحذر ليبرمان من إطلاق تصريحات منفلتة في أعقاب فوز ترامب، مشيرا بذلك إلى تصريحات رئيس كتلة 'البيت اليهودي' ووزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، بأنه أصبح بالإمكان البناء بحرية في المستوطنات. وقال ليبرمان إنه 'يحظر الانفلات واإطلاق التصريحات في موضوع الانتخابات الأميركية. ينبغي الانتظار بصبر وهدوء، وقد تلقينا رسائل بأن نخفف من التصريحات'.
وتابع ليبرمان أنه 'ينبغي التوصل إلى سياسة منسقة. لدينا ائتلاف يميني في إسرائيل ورئيس جمهوري وكونغرس جمهوري، وبالإمكان توقع أن ننجح في التوصل إلى تفاهمات بشأن السياسة في الشرق الأوسط وحول موضوع المستوطنات والقضية الإيرانية أيضا'.
وحول الصراع على قيادة السلطة الفلسطينية، قال ليبرمان 'إنني لا أرى بعد أن (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس يتطوع لإنهاء مهام منصبه. بل على العكس. ولا أحتقد أن (المنشق عن حركة فتح محمد) دحلان موجود بين جميع المرشحين المحتملين. وهو أصلا يؤيد البرغوثي. ونحن بحاجة إلى استقرار في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية). وتقليص الأنشطة الإرهابية إلى الحد الأدنى'.