كلمات ، أطلقهما الرئيس ابو مازن اليوم في خطاب ذكرى إستشهاد القائد المؤسس أبو عمار ..
هذا التعبير البسيط العميق جاء مثل ( فشة القلب ) و أثلج صدور الكثير من ابناء الشعب الفلسطيني ، في وقت تزاحمت الذكريات ، و إمتلأت الصحف و المجلات ، و غصت الشاشات ، وهيمنت حالة من النوستالجيا ، و ان شئت ، سمها حالة لجوء ، تكور ، إنكفاء في أحضان الماضي و أحضان أبو عمار .. في وقت تشابكت فيه الخطوط ، و إمتد سوق عكاظ ، و إنبرى الشعراء و الزجالون و الدجالون ، و الكتاب و الساسة ، القادة و الجماهير ، كل يستخدم نفس الصور ، و يتسابق في الإستعراض يبلاغة في التعبير ، و ينسج من الحقائق و لا مانع أن يضيف بعضاً من الخيــال .. لقصته الخاصة ، و رؤيته و برنامجه ..
و كل عاشق غنى على ليلاه ، وأقسم بما يؤمن ، أو لا يؤمن ، بأنه الأقرب من أبو عمار ، و أنه الأكثر صوناً لعهده ، و الأشبه به ..
و الحقيقة أن الواحد منا، وقف مندهشاً أمام هذا المشهد المضحك المبكي .. فأبو عمــار ، المؤسس ، و القائد العام .. لم يكن يوماً إلا حرٌ ، و حرٌ و حرُ .. و دافع عن قدسية إستقلال القرار ، بالغالي و النفيس .. قرار الشعب العربي الفلسطيني المستقل .. بل إن فتح ، وجدت لتعتق رقبة الشعب الفلسطيني من الإنقياد و التبعية .. و قلبت معادلة كانت هي السائدة في حينها ، و التي كانت تقول أن الطريق إلى فلسطين يمر عبر الوحدة العربية أولاً ، جاءت فتح ، لتقلب هذا المفهوم الخاطئ و لتؤكد أن الطريق إلى وحدة العرب لن يكون إلا عبر فلسطين أولاً.. وظلت فتح ، تقود العمل الفلسطيني المستقل ، و تبث مبدأ التحرر طريق التحرير ، و أن تحرر الإنسان الفلسطيني من شبح الإحتلال و التبعية و تحرره من الوصاية و الرجعية ، هو السبيل الأكيد و الوحيد ليحرر الأرض و يبني الدولة . و بقدر ما لاقت هذه المعادلة ، و تلك الرؤية من تأييد من قوى عربية تقدمية و ثورية في حينه ، بقدر ما واجهت من صعاب و إشكالات و عقبات وضعتها القوى العربية الرجعية و التي أرادت أن تخطف بندقية الفلسطيني ، و الورقة الفلسطينية لتتاجر بها ، و تتستر خلفها .. و لوحقت فتح و طورد عرفات و سجن ، و أبعد و رحل هو و الثوار ، و أتهموا بكل الإتهامات ، ولكن ابو عمــار لم يتزحزح قيد شعرة عن هذا مبدأ حرية و إستقلالية القرار الفلسطيني ، و عن مبدأ أن الأرض لا يحررها العبيد ، بل يحررها الأحرار ..
لا عبودية لمال ، و لا لسلطان و لا إستقطاب و لا محاور ، و لا أحلاف ولا وكالة عن أحد و لا عواصم و لا تأجير لبندقية الثائر الفلسطيني الشريفة ..
و بقدر إصرار فتــح ، و أبو عمار ، بقدر ما أصيب المعسكر الرجعي بالغل ، و الضغينة و لم يعجبه ،حتى كاد كما قال أبو مازن ( يطق ، و ينفلق ) .. ولم يتوقف هذا المعسكر و أذنابه منذ ذلك الحين ، و حتى يومنا هذا ، وها نحن نشاهد مسرحيات ، و برامج ، و إحتفالات و أموال خضراء و حمراء ، يعتقد أصحابها أن شعبنا جائع ، و أنه عبارة عن حشود من العبيد تباع و تشترى ، أو أن شعبنا ساذج تنطلي عليه الأكاذيب و الحملات الإعلامية .. و ينسى اصحاب هذا المعسكر ، أو علهم غافلون عن مبائ أصبحت ثقافة شعب ، أصبحت جزءاً من طبيعته و نسيجه الفطري .. يمكن أن تلخص في سطور :
لن تمرو .. و يا جبل ما يهزك ريح ، فتح غلابة ، و تحافظ على قداسة و طهارة مسيرتها و إستقلالية قرارها لمستمد من قرار الشعب الفلسطيني ،البندقية غير المسيسة ، هي بندقية قاطعة طريق فتح تحمي المشروع الوطني و مشروعيتها من جماهير فلسطين و ليس من خارج فلسطين. ، تستمر حركة فتح ، مرفوعة الهامة ، و ستعقد مؤتمرها السابع في رام الله في فلسطين، في قاعة القائد أحمد الشقيري، و إللي مش عاجبة إما أن يشرب من بحر غزة ـ أو البحر الميت ، أو " يطق و ينفلق " .