نظم أمس الخميس 27/10/2016، في فندق آدم بمدينة غزة حفل توقيع ديوان تبكي وحدها
للأديبة والشاعرة كوثر النيرب، بحضور عدد كبير من الادباء والشعراء وصديقات
وأصدقاء الشاعرة وعائلتها، وتخلله فقرات فنية. وأفتتح الحفل الشاعر سائد
السويركي ورحب بالضيوف والحضور وتحدث عن المشهد الثقافي في غزة والحصار
والانقسام واهمية الشعر ودور الشباب في المشهد الثقافي، ومكانة الشعر في تناول
قضايا الوطن والانسانية والمشاعر.
وعن ديوان تبكي وحدها للشاعرة كوثر النيرب قال الدكتور محمود الدريملي عن
جمالية الديوان والصور الابداعية وهي اكثر من فائقة والعمق الانساني في قصائدها
حيث أن الديون يتحدث عن قصائد ما بعد الحرب والعمق الانساني للشاعرة.
وقدم الناقد والباحث أسامة الدحدوح نقدا للديوان قال فيه ان الديوان يشكل في
مجموعه قالباً أدبياً فنياً يمتد على ضفاف تسعة عشر قصيدة نثرية البنية حداثية
اللغة وارفة الظلال في المباني، عملية الغور في المباني، وجاءت بنيته الشعورية
سمفونية متناغمة مع قصيدة النثر التي توهم للوهلة الاولى لدى بعض القراء وربما
بعض النخبويين بانها سهلة السبك دانية القطاف من الحبر والورقة والقلم.
ديوان تبكي وحدها تسع عشرة قصيدة نثرية يتخللها الوقت كمفردة تنتصر للحق في فم
الشهيد والأسير ودمعة أمٍ ثكلى تُشكل صوت الروح التي تولد من سلاح المفردة
وتثأر للمدينة، تتجلى مشاعر اعتزاز الشاعرة بغزة وهي تستمد صورها من طبيعة
الأرض لتحاكي طبيعة الحياة فيها، وتغوص الشاعرة في هذا الفعل الشعوري، تبحث في
كنه الذات الموجوعة، وستمهد لك الشاعرة كوثر النيرب الطريق من أول حرف في
المجموعة لآخر حرف وهي تتحدث عن مدينتها "غزة".
وتميز الديوان باللغة الرمزية الأنيقة بمقوماتها "الأنسنة والتشخيص" ترسم
المشهد الشعري وتصبغه بعمق عند الشاعرة وهي تعتمد الرمز الديني والتاريخي
والميثولوجي مثل : سفينة نوح ، اليمّ ، قابيل ، زرقاء اليمامة ، بروميثيوس ،
نارا. كل هذه الرموز تصقل النص وتُعمق شعور القارئ بموضوعات المجموعة من
استغاثة لولادة تعصف بوجع المدينة وتقف في وجه الموت الذي يحيطها ، كذلك نوعت
وأكثرت الشاعرة من أساليب النهي والسرد الشعري وتركيب المشهد الشعري من خلال
تأثرها بالقرآن الكريم والاستعارة الشعرية من الشاعر محمود درويش وتوظيف العنصر
اللوني والنباتات والحيوانات ومدلولاتها في الجملة الشعرية الواحدة، واهتمت
بالعنونة البسيطة للقصائد.
يتشكل المعنى من مفاتيح دلالية عند أ. النيرب التي زاوجت المباشرة في رسم
الصورة كما في نصوص مثل "المدينة"، "عصفورتي شام" ، "أنا" ، "تبكي وحدها" و"ذاك
الطفل المدلل" وبين الدلالة المعنوية التي تبحث في تأويل النص، فتشكيلة عجينته
تدخل في توظيف المعنى العام للإشارة للتفصيل وليس العكس ، كما في نصوص "الصمت
الوليد" ، "تجتاحني الألوان" ، "من هنا"، "سطوة الخريف" ، قسوة الحقيقة"، "
كانت هناك" ، "مشانق الأزقة" و"نارا".
وفي قصيدتها "هو .. هو وأنا .. أنا" ، عتبة النص تشير لحلقات وصل وروابط
الإتحاد والتقارب بين عنصريّ المعادلة "هو وأنا" ، والحلقة بين العنصر الأول
والعنصر الأخير تتقاطع في مرحلة "هو وأنا" وفهم كيمياء الآخر يحتاج أن نتأمل
الذات لنفهم الآخر، من جهة أخرى هي تمنح الآخر الأولوية والأفضلية في هذه
المزاوجة الجميلة لقيادة العلاقة للاستقرار.
كوثر حسين النيرب شاعرة فلسطينية ، وهي معلمة للمرحلة الابتدائية ، تكتب في
صنوف الأدب المختلفة خاصة أدب الأطفال وقصيدة النثر والقصيدة العامية ، "تبكي
وحدها" إصداراها الشعري الأول ، ولها مخطوط شعري للأطفال ومخطوط قصة أيضاً في
صدد النشر.