خبر : غزة وتسونامي والاستتابة ..وكالة "سما"

الجمعة 08 أبريل 2016 09:08 ص / بتوقيت القدس +2GMT
غزة وتسونامي والاستتابة ..وكالة "سما"



من الواضح ان ما تم تداوله خلال الايام الاخيرة من احتمالية وقوع تسونامي مدمر يتركز في منطقة الساحل الفلسطيني وتمتد اثاره الى مدن اسدود وعسقلان وغزة قد بدأ يثير شهية الغزيين وشغفهم في حدث غيبي الهي يخلصهم من معاناتهم ويعيد ترتيب اوراق الجغرافيا والتاريخ.
انسداد الافق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي امام الغزيين وغياب "الامل" يدفع بقوة باتجاه التعلق باحداث خارقة ليس لها علاقة بموازين القوى الارضية تجبر الاقوياء على الاستسلام لرغبات الضعفاء والمستضعفين باستدلالات دينية اتفقت عليها جميع الكتب السماوية بان في فلسطين التغيير فوقي ولا علاقة له بما يجري على الارض من تحديات وتطورات وحتى مفاوضات هنا او هناك.
يحلم الغزيون بتسونامي سياسي ويحبذ ان تتدخل به ايضا قوى الطبيعة يخلصهم من حصارهم ويفتح لهم افاق جديدة في السياسة والحياة والمستقبل.وفي تفاصيل المشهد، ليس غريبا ان تجد الالاف من الغزيين منهمكين في البحث عما سيحدث عند وقوع التسونامي ما اضطرهم الى البحث عن ارتفاعات بيوتهم واي المناطق اعلى وكيف يمكنهم مواجهة المد القادم وركوب سفينة نوح الى بر الامان، فيما يتحدث البعض عن امكانية تحقيق حلم حق العودة عندما "تنقلنا المياه الجارفة عبر الحدود الى فلسطين مرة اخرى واعادة تشكيل الواقع بقوى الطبيعة".
ما يامله الغزيون من "التسومنامي القادم" ان يفعل فعلته بـ"استتابة" الساسة والواقع واعادة صناع المحن والازمات الى فطرتهم الحقيقية فيما تنتفي في هذا المكان حسابات الزمان والمكان في تقديس متصاعد لسيمفونية الموت والفناء على حسابات الفرح والامل.
استتابة "الاطفال" في غزة التي ضج بها ومنها العالم الافتراضي والحقيقي امس ليست غريبة اذا تم وضعها في سياق خروج غزة من دائرة المعقول والمنطق لتصبح املا للباحثين عن مكان في السماء على حساب الواقع وعدم القدرة على التغيير.
الغزيون يتعرضون يوميا الى تسونامي نفسي مدمر يجتاحهم عشرات المرات يوميا وبلا توقف ما جعل العديد منهم يحلقون في عالم افتراضي مجنون يجدون من خلاله ما يسمى بـ"رد اعتبار" لادميتهم يشعرون من خلاله انهم مثل الاخرين.
ومما شك فيه ان سياقية "الاستتابة والتسونامي" المسيطرة على العقل الغزي سيكون لها نتائجها الخطيرة والمدمرة على مفاتيح التفكير واتخاذ القرار في ظل واقع معقد مجنون لا يرحم،يتطلب من الجميع الانتباه جيدا الى قادم الايام وما تحمله من تطورات متلاحقة ساهم الجميع بلا استثناء في صناعتها ودفع باتجاهها دون توقف.