خبر : سيدي الرئيس ...وكالة "سما"

الثلاثاء 05 أبريل 2016 10:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
سيدي الرئيس ...وكالة "سما"



 مسكينة هي غزة وفارقة في بعدها الانساني وكانها أم حنون تتحمل ماّسي قدرية تتعلق بكل تفاصيل الحياة والهم والغياب. تحزن غزة لان الاحتلال يقرر تخفيض امداد الكهرباء لرام الله والخليل لبضع سويعات احتجاجا على عدم الدفع .. غزة لا يهمها انها تعيش الفاجعة منذ عشر سنوات وان جيلا كاملا يبلغ من العمر 10 سنوات هم الان في "الصف الخامس الابتدائي" لا يعرف ان الكهرباء من المفترض ان تاتي 24 ساعة يوما.

لسان حال غزة يقول "نحن تعودنا على القهر والظلم وقلة الحيلة وضنك الحال والمثل المتوغل فينا منذ الصغر وكتبه مؤرخو المنطقة يقول "غزة عتبة الظلم" ..ولكن ما يتجرعه اهل غزة "الام" لا يجب ان يتجرعه الابناء هناك فنحن "الام "الاولى بالهم والمخاض.

ما دفعنا سيدي الرئيس الى كتابة هذا "هو صرخة امرأة عجوز من مخيم الشاطئ عندما سمعت بخبر قطع الكهرباء عن بعض مناطق الضفة عبر احدى الاذاعات المحلية..

قالت السيدة " الله لا يورجي اهل الضفة اللي احنا شفناه ..والله يابنيه احنا بنتحمل.. ما احنا طول عمرنا من 48 واحنا منيلين..بس هم حرام والله يعملوا فيهم هيك ". وتواصل "احنا اتعودنا على القلة وصابرين حتى الله ياخذ وداعتنا".

هذا الانصهار الانساني الذي عبرت عنه السيدة لا تجده سيدي الرئيس الا هنا في غزة وهذا الفيض الهائل من انكار الذات لم يخلق الا في هذا المكان رغم تشويشات السياسة وعبثية المرحلة وغياب الافق.

غزة لم تفقد طهرها وحبها واصرار "ام حنون" على تكرار اّهاتها في ولادة قيصرية يومية لم تمنعها من النظر هناك بعيدا في انتظار لحظة لوعة اللقاء وفراق القهر والسجن. 

ومن الواضح سيدي ان لا نهاية لسيمفونية الحزن الغزي قريبا ولكن لك ما قاله ابنك ياسر لاحد الاصدقاء يوما ..قال ياسر"ان اصدقائي الحقيقيين صنعتهم في غزة".