خبر : كلمة لا بد منها في هشام ساق الله ...بقلم: ناصر عطاالله

الأربعاء 15 يوليو 2015 05:00 م / بتوقيت القدس +2GMT




وجدته على مسيرة طويلة من العمل المشترك ، والمستوى الشخصي ، فائق القدرة على التماشي مع الوقائع بشكل تجريدي ، بعيد كل البعد عن التزييف والتنقيب عن مبررات لخلل المرتكزات ، ولا سفيه في استدامة الحجج لطرف على حساب طرف ، وفي جملة دارجة يمكن وصفه بأنه لا يسلك طرق الالتواء ليصل الى مبتغاه ، ولا يعيقه أن يخسر اسماء ومواقع وحوافز ومنافع في سبيل استمرارية التعاطي مع مبادئه الثابتة .

بلا شك هو مناضل قدير وقديم وصاحب رؤية قد لا تكون واضحة عند البعض ، ولكن من يقترب منه ويعصر أفكاره ، ويتشرب وجهات نظره يجده مهموم بالكلية في الشأن العام ، ويدافع عن قضايا الوطن العليا وكأنه يدافع عن مصلحة شخصية في حياته ، ففلسطين عنده الهم الأكبر ، وفي مداره وكيف تدير الاطراف شئون هذا البلد ، يتفق مع من تتوافق معهم مواقفه ، ويختلف مع كل من يجد أنه انحرف عن مساره ونهجه في التعامل مع الشأن الوطني ، ولذا فهو ثابت على مرتكز مهم وهي مصالح الوطن العليا ، لذا تجده اليوم قريب من شخص أو طرف أو جماعة يجد فيها أنها الأصوب وطنياً ، وقد تراه بعد حين بعيد كل البعد عنها ، لبعدها عن منهج المصلحة الوطنية ، فمن لا يعرفه يقول عنه أنه متبدل ومتغير ولا موقف ثابت عنده ، ولكن من يعرفه يدرك أن المتغير في حياته هي الاسماء والعناوين ، والثابت عنده الوطن وهمومه .

هو بإختصار هشام ساق الله " ابو شفيق" صاحب العربة الكهربائية المتنقلة ، من بيت عزاء الى زيارة مريض الى اجتماع يرى أنه مهم ومخلص للوطن ، لا يكل ولا يمل في الكتابة عن كل شيء يصادفه ، وليس عنده معايير تجميل ولا ترقيع ولا تلوين ، معاييره واضحة ، وأهمها "كن وطنياً" وهذا يكفي لأن تكون عنده من المقربين ، أي كان مستواك ، رئيساً ام خفيراً ، سيان عنده المناصب والمسميات والتقدير عنده لمدى صدق المرء في الانتماء لشعبه وهمومه .

لم يكن في يوم من الايام معاقاً عقلياً ولا معتوهاً فكرياً ولا معتلاً وطنياً ، بل دوماً كان خاسراً لكل من أراده منافقاً ، متلوناً وقزماً في ممارسة الوطنية السليمة ، ومحترماً جداً للذين تبين فيهم نزاهة اليد واللسان ، وأن كانوا بدون حول لا وقوة في مفاصل الأمور ، ويكفي عنده أنهم مثله في تخزين العمر على سكة صحيحة مسارها يصل الى الوطن .

ساق الله بلا تزيين ولا نفاق ، رجل لمن يفهمه ، وقدير لمن يلمس مغازيه ، ومحترم لمن يعايشه دون تكلف ، ووطنياً ما يكفي لكي تختلف معه على المتغير ، وتتفق معه على الثابت المقدس ، لذا أمثال هشام يحتاجون الى معايير خاصة وموازين دقيقة لوزنهم جيداً ، لأنه ليس من غوغائية القوم بلا وزن ، فيخسره كل متسرع ، ويمتلك وده كل وازن وعاقل .

ودعوتي لمن يختلف مع هشام ساق الله ، أن يختلف معه بروية وتمهل ويبحث في اختلافه معه على الموقف والرأي وهو حسب معرفتي به لا ينكر على أحد هذا الاختلاف ، ولكن الاختلاف على شخصه وتسطيح مواقفه ، وتهميش جهوده ، عمل قاصر ومتسرع ، لا ينم عن كثير من معرفة الرجال الحقيقيين ، ويحتاج مثل هؤلاء الى اعادة النظر فعلاً في اساليب تعاملهم مع الناس ككائنات تفهم ، وتعمل وتصيب وتخطيء ، فطرة الله التي فطر عليها خلقه .

تحية لهشام ساق الله ، الانسان الذي عرفته وأدعى أنني عرفته عن كثب ، وأختلفت معه عن بينة ولم أختلف عليه للإنصراف عنه ، والتقليل من شأنه ، واتفقت معه على كثير من الأمور وأثبتت الحوادث أنه يمتلك فيها رؤية وصوابية .

كل الاحترام لك أيها الصديق المناضل هشام ساق الله.