القاهؤة/وكالات/قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تعليقا منه على ما جاء في حوار الرئيس عبد الفتاح السيسي لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية، والتي تناولت خلاله عددا من الموضوعات والملفات الدولية، أن "حديث السيسي عن تصريحات أعضاء لجنة الاعتمادات الخارجية بالكونجرس الأمريكي حول ما يتعلق باغتياله على غرار الرئيس السادات، هو أمر جاء على لسان عبد الفتاح السيسي نفسه دون أن نسمع هذا الحوار من أعضاء الكونجرس".
وأوضح «نافعة» في تصريحات خاصة لـ«بوابة الشروق»، اليوم الثلاثاء، أن "الرئيس السيسي أحدث مفاجأة مذهلة حين قررا الإفصاح عن مثل هذه التصريحات أمام الرأي العام المصري والعالمي".
وأوضح أنه "في حالة طرح هذا السؤال من قبل أعضاء وفد الكونجرس على رئيس مصر فهو أمر غريب للغاية وفي المقابل فإن الرئيس السيسي يريد أن يبلغ رسالة ليس فقط للشعب المصري وإنما أيضا لدول المنطقة والاقليم بأنه لا يخشى الموت".
وتابع "وأنه (السيسي) مستمر في برنامجه الذي قد أعده قبل انتخابه رئيسا للجمهورية، وعازم على إقامة المؤتمر الاقتصادي لشرم الشيخ وضخ الاستثمارات والمساعدات الاقتصادية لمصر، حتى لو كلفه الأمر حياته الشخصية، وإن كانت تلك التصريحات أخذت حجم أكبر مما تستحقه من قبل وسائل الإعلام".
وفيما يتعلق بكلمة السيسي التي حث فيها الشعب المصري على ضرورة الاعتماد على نفسه والاكتفاء الذاتي بعد توجيه الشكر للإمارات على دعمها لمصر، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن "الأمر يعكس التوتر القائم في العلاقات المصرية الخليجية وخاصة المملكة العربية السعودية"، موضحا أن "التغير في السياسة السعودية تجاه مصر لم يكن وليد اللحظة وانما تم الإعداد له مسبقا قبل وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز".
واوضح «نافعة»، أن "الرئيس عبد الفتاح السيسي كان ذكي للغاية وأدرك في وقت مبكر التغير الملحوظ في سياسة الدول الخليجية بشكل عام تجاه مصر خاصة فيما يتعلق بالأزمة المصرية القطرية وسحب سفراء السعودية والامارات والكويت من قطر، ثم التغير المفاجىء بعودة السفراء مرة أخرى ورغبة البعض في عودة الوئام بين مصر وقطر، على الرغم من كل ما حدث من دعم قطر لأعضاء الإخوان بعد 30 يونيو.
وألمح استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن "هناك مجموعة من الظروف والتغيرات التي وقعت على نطاق إقليم الشرق الأوسط بعد التحول المرتقب في مصر إبان الإطاحة بحكم الإخوان وهو ما دفع الرئيس السيسي لحث الشعب المصري وتوجيه رسالة صريحة ومباشرة بضرورة الاعتماد على النفس وعدم التواكل على المساعدات الاقتصادية، حتى إن كانت من دول الخليج أنفسهم وخاصة بعد انخفاض سعر النفط وتغير السياسة السعودية بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز العرش".
وأضاف حسن نافعة، أن "مصر في حاجة الى السعودية والعكس صحيح"، موضحا أن الشعب المصري يجب أن يتفهم بأنه لا يوجد مساعدات بالمجان ولا توجد دول مستعدة لانتشال مصر من الأوضاع الاقتصادية السيئة، إلا من خلال الجهد والعمل ووضوح الرؤية السياسة واستقرار الوضاع في مصر، وهو ما أراد أن يبلغه الرئيس السيسي في رسالة مباشرة للداخل والخارج.
وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس السيسي للشبكة الاخبارية الأمريكية «فوكس نيوز»، عن أن الويات المتحدة قدمت دعما متواصلا لمصر على مدار ثلاثون عاما، ولا يجب أن ينسى الجميع هذا الموقف، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن "الأمر يعكس حرص الرئيس السيسي على إبقاء على علاقات قوية ومتوازنة مع الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها حليف استراتيجي لمصر".
وأوضح الدكتور نافعة، أنه على الرغم من ذلك فإن المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لمصر منذ ثلاثون عاما فهي أضرت بمصر أكثر مما أفادتها وأصبحت مصر مسرحا للاختراق الاقليمي من دول الغرب، ويجب على مصر أن تستفيد من الدرس فعلى مدار الثلاثون عاما من المساعدات الامريكية لمصر لم تخدم الشعب المصري ولم يستفيد منها وإنما أفادت مجموعة محدودة من الشخصيات التابعة لنظام مبارك والتي ساهمت في تخريب مصر بدليل أن الشعب المصري أصبح اكثر فقر ومرضا وجهلا".


