خبر : صحيفة لبنانية:ضغوط سعودية لمصالحة مصريّة ــ إخوانية

الخميس 26 فبراير 2015 07:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة لبنانية:ضغوط سعودية لمصالحة مصريّة ــ إخوانية



 
بيروت/الاخبار/يبدو أن ربيع العلاقة الدافئة بين مصر والسعودية الممتد منذ 30 يونيو حتى الآن، في طريقه للتحول إلى خريف، نتيجة التغييرات التي جرت وتجري سواء داخل بلاد الحجاز، أو في المحيط الإقليمي ومناطق نفوذها، باختلاط المذهبي والطائفي بالنووي والسياسي والاقتصادي في منطقة تشهد تفاعلات قوية منذ أكثر من أربع سنوات، بدأت بـ»ثورات الربيع العربي».
ومعروف أن السعودية كانت أكبر داعم سياسي ومالي جر القاطرة الخليجية لدعم النظام المصري عقب إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي، في شكل منح ومساعدات مادية وعينية، وصلت في مجملها إلى 12 مليار دولار موزعة على السعودية والإمارات والكويت، أو بحجم ضخم من الأعمال الاستثمارية التي تمثل أكبر مستثمر أجنبي في مصر، بقيمة أعمال تقترب من 6 مليارات دولار هي قيمة الاستثمارات السعودية في مصر.
مثّل النظام السعودي رافعة سياسية إقليمية للنظام المصري الجديد، في مواجهته مع جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها السعودية جماعة إرهابية في تطابق للموقفين الرسميين المصري والسعودي. ومثلت وجهتا نظر الحكومتين ضغطا قويا على الجماعة، وعاملا حاسما في تحديد وجهة الخلافات المصرية القطرية، التي انحازت فيها السعودية وتبعتها البحرين والإمارات إلى القاهرة ضد الدوحة، انتهى إلى اجبار الأخيرة على مصالحة وفق شروط حددتها الرياض ظلت سارية الى حين وفاة الملك السعودي عبد الله.
مبكرا حاول الإخوان اللجوء للسعودية للتوسط بينهم وبين النظام المصري. جرى ذلك في خلال لقاء أجراه المتحدث باسم الرئيس السابق محمد مرسي، ياسر علي، مع السفير السعودي لدى القاهرة أحمد القطان، إلا أن الرد المصري جاء سريعا مباشرة بالقبض على القيادي الإخواني عقب اللقاء في31 ديسمبر 2013 أي بعد 6 شهور من عزل مرسي. بقاء علي خارج السجن كان لدوره كأحد قادة التفاوض بين النظام المصري والجماعة، قبل أن تنفجر الأمور إلى ما وصلت إليه حاليا.
غير أن وفاة الملك عبد الله وما تبعها من أحداث حملت كل ما سبق ووضعته في مهب الريح. وفاة تزامنت مع سيطرة حركة «أنصار الله» التابعة للحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، والتمدد القوي لتنظيم «داعش» ووصول الملك الجديد سلمان للحكم، جاءت كبارقة أمل للجماعة التي تخوض وأنصارها صراعا عنيفا مع النظام المصري منذ 30 يونيو 2013.
التصريحات السعودية المتواترة حول عدم وجود خلاف مع «الإخوان»، توجها تصريح وزير الخارجية سعود الفيصل إنه ليس للمملكة أي مشكلة مع الجماعة بشكل عام، وأن العقدة هي مع من يحمل في عنقه «بيعة للمرشد»، في استدراك لا يثمن ولا يغني من جوع لكون كل «الإخوان» التنظيميين في أعناقهم بيعة للمرشد. وتلاه الحضور القوي لاتحاد علماء المسلمين الذي يترأسه الشيخ يوسف القرضاوي، المحسوب على الجماعة، في مؤتمر «الإسلام ومكافحة الإرهاب» الذي انعقد في مكة برعاية الملك سلمان، علماً بأن «الإخوان» يمثلون العمود الفقري للاتحاد، الذي تتطابق مواقفه مع توجهات الإخوان ومنطلقاتهم، فضلا طبعاً عن تصريح عضو مجلس الشورى السعودي السابق المقرب من القصر الملكي أحمد التويجري عن أن «جماعة الإخوان المسلمين تنضوي تحتها أمم، ولا يستيطع عاقل أن يصفها بالإرهابية».
بحسب مصادر إخوانية مقيمة خارج مصر، فإن «اليمن كان كلمة السر في التغيير في المواقف السعودية ناحية مصر، حيث أن سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء أرّق السعودية التي وجدت نفسها محاصرة في خاصرتها الجنوبية».