خبر : جبنة أم خطر/هآرتس

الأحد 19 يونيو 2011 11:44 ص / بتوقيت القدس +2GMT
جبنة أم خطر/هآرتس



موجة الثورات التي مرت في الاشهر الاخيرة على الدول العربية أبرزت عدم الاكتراث السياسي للجمهور الاسرائيلي. في الوقت الذي خرج فيه الجيران الى الميادين بل وعرضوا حياتهم للخطر للاحتجاج على حكم كريه والدعوة الى اسقاطه، واصل الاسرائيليون انشغالاتهم العادية. القلائل فقط تظاهروا ضد السياسة الفاشلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ضد الجمود السياسي، العزلة الدولية وتوسيع المستوطنات. وها هو يتبين ان في اسرائيل أيضا يمكن ايقاظ الجمهور الى الكفاح، اذا كان المبرر يوجد في الثلاجة. عشرات الالاف انضموا الى عريضة الفيس بوك ضد رفع اسعار جبنة الكوتج. وحظي الاحتجاج بتغطية اعلامية واسعة، وسارع السياسيون للانضمام الى الحملة، كل حسب ذوقه: هذا الذي يريد أن يعاقب منتجي الغذاء، تلك التي تعنى بالعمالة، وثالث يؤيد السوق الحرة. ووجدت المعارضة أخيرا علة لمناكفة رئيس الوزراء والنائبة رونيت تيروش في حبكة خاصة "منحت" نتنياهو كأس كوتج في الكنيست بكامل هيئتها.  وسبق احتجاج الكوتج حملة ضد غلاء الوقود. ولكن أوجه كفاح المستهلكين، مع كل أهميتها، تجسد فقط عدم اكتراث الجمهور في المسائل المصيرية التي ستؤثر على مستقبله أكثر بكثير من ثمن الجبنة. تصريحات رئيس الدولة شمعون بيرس التي نشرها يوسي فيرتر في "هآرتس" في نهاية الاسبوع، يجب ان تقلق كل اسرائيلي: "نحن نوشك على الاصطدام بالحائط، نحن نندفع بكل القوة الى وضع سنخسر فيه، لا سمح الله، وجود اسرائيل كدولة يهودية". الرئيس منشغل البال برفض نتنياهو قبول صيغة الرئيس الامريكي براك اوباما لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ويحذر من أن اسرائيل "ستخسر العالم" اذا ما تمسكت بموقفها، وستصبح دولة ثنائية القومية اذا ما استمر الجمود.  تحذير الرئيس، الذي اعطى في السنتين الاخيرتين اسنادا وتأييدا لنتنياهو يجب أن يعطي صداه في رأس كل اسرائيلي. وبدلا من التحرش بنتنياهو بالحبكات، فان على المعارضة ان تقود كفاحا لانقاذ الدولة من المصيبة التي يلقيها عليها الرفض السياسي لرئيس الوزراء وذلك لانه عندما سنصطدم بالحائط، فان أحدا لا يعود يعنى بثمن الكوتج.