قد "تثير ردود فعل عنيفة".. ضغوط أمريكية على باكستان للمشاركة في القوة الدولية بقطاع غزة

الخميس 18 ديسمبر 2025 09:58 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قد "تثير ردود فعل عنيفة".. ضغوط أمريكية على باكستان للمشاركة في القوة الدولية بقطاع غزة



القدس المحتلة/سما/

يواجه قائد الجيش الباكستاني وأقوى قائد عسكري في البلاد منذ عقود عاصم منير، أصعب اختبار لسلطاته التي تولاها في الآونة الأخيرة، وسط ضغط واشنطن على إسلام اباد للمساهمة بقوات في "قوة الاستقرار الدولية" في قطاع غزة، وهي خطوة يؤكد محللون إنها قد "تثير ردود فعل داخلية عنيفة".

وقال  مصدران أنه "من المتوقع أن يتوجه منير إلى واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترامب في الأسابيع القليلة المقبلة لعقد اجتماع هو الثالث في ستة أشهر، والذي من المرجح أن يركز على قوة غزة".

وتدعو خطة ترامب المؤلفة من 20 نقطة بشأن غزة إلى إرسال قوة من دول إسلامية للإشراف على فترة انتقالية لإعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي في القطاع الذي دمرته حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت نحو عامين.

ويشعر عدد من الدول بالقلق إزاء مهمة نزع سلاح حماس في غزة، الأمر الذي قد يجرها إلى الصراع ويثير غضب سكانها المؤيدين للفلسطينيين والمعارضين لـ"إسرائيل".

وذكرت الوكالة أن عاصم منير بنى علاقة وثيقة مع ترامب، سعيا لإصلاح انعدام الثقة القائم منذ سنوات بين واشنطن وإسلام آباد. وفي حزيران/ يونيو، كوفئ بحضور غداء في البيت الأبيض، في سابقة هي الأولى من نوعها التي يستضيف فيها رئيس أمريكي قائد جيش باكستان بمفرده دون حضور مسؤولين مدنيين.

وقال مايكل كوجلمان، كبير الباحثين في شؤون جنوب آسيا في المجلس الأطلسي الذي يتخذ من واشنطن مقرا "عدم المشاركة (في قوة استقرار غزة) قد يزعج ترامب، وهو أمر ليس بالهين بالنسبة للدولة الباكستانية التي تبدو حريصة للغاية على البقاء بين الدول المفضلة لديه، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تأمين الاستثمارات والمساعدات الأمنية الأمريكية".

وتمرس جيش باكستان، الدولة الإسلامية الوحيدة في العالم التي تمتلك أسلحة نووية، في القتال، وخاض ثلاث حروب مع الهند، بالإضافة إلى اشتباك لفترة وجيزة في الصيف الماضي. كما تصدى لحركات تمرد في مناطق نائية، ومنخرط حاليا في حرب ضارية مع متشددين يقول إنهم ينشطون انطلاقا من أفغانستان.

وقالت عائشة صديقة، الكاتبة والمحللة في مجال الدفاع، إن قوة باكستان العسكرية تعني "وجود ضغط أكبر على منير لإثبات كامل قدرته".

وقال وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار الشهر الماضي إن إسلام اباد يمكن أن تفكر في المساهمة بقوات لحفظ السلام، لكن نزع سلاح حماس "ليس مهمتنا".


كما سيحتفظ بلقبه العسكري وسيتمتع بحصانة مدى الحياة من أي ملاحقة جنائية بموجب التعديلات الدستورية التي أقرتها الحكومة الباكستانية في البرلمان أواخر الشهر الماضي.

وأظهرت بيانات للجيش صدرت في الآونة الأخيرة أن منير التقى بقادة عسكريين ومدنيين من دول مثل إندونيسيا وماليزيا والسعودية وتركيا والأردن ومصر وقطر. وقالت صديقة إن تلك اللقاءات بدت وكأنها مشاورات بشأن قوة غزة.

لكن القلق الأكبر في الداخل هو أن تدخل القوات الباكستانية في غزة بموجب خطة مدعومة من الولايات المتحدة قد يؤدي إلى إعادة إشعال احتجاجات من أحزاب إسلامية باكستانية تعارض بشدة الولايات المتحدة و"إسرائيل".