خبر : استرداد كرامة ...هديل ابو مريم

الأحد 08 مايو 2011 06:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
استرداد كرامة ...هديل ابو مريم



يحمل حقيبته وكاميرته الرقمية مسافرا ...يواجه أنياب الغربة ومن مخالب الوطن يهرب وحده مغامرا..يجد في طريقه كل ما لا تطيق العين...ويبصر من بعيد حدودا لا مرئية لحريتهوينطلق إليها مسرعا... عله يجد قبس من نور يخرجه من بطنهذه الطريق إلى يقطينةشرقية,لا غربية تبرئ جراحه...  لكنه يعود مهرولا...يتصبب عرقا جبينه, فيجففه حائرا...ويقف على عتبة الزمن متسائلا!!كم لبثت؟؟ يوما... بعض يومأم أن سنيني العجاف تلاحقني فأختبئ منهافي كهف بت فيه ستين عاما  وثلاث من السنون...لعمري أرى النوم يناقضني ويجافينيويتحداني بكل ما فيه من قوة وجنون...لي من الإخوة ثلاثة وعشرون...وحينما انفلق البحر شقين وابتلعني غرقوا فيه كفرعون... لي من الإخوة ثلاثة وعشرونوحينما يشترك الرصاص والرعد في الازيز والهزيم,مع الصم والبكم والعمي يتساوون...رموني في بئر عميقة وحملوني خطاياهموذبحوني مرتين وبدمائي على حيطانهم يكتبون...عن الخيانة  يكتبون..عن الظلم يكتبون...عن الحرية يتفمفمون...وإذا ما تجرأ لسان على قول الحق أفواها يكممون, ويبكون وينتحبون..ألا ساء ما يحكمون...أيها الزمن قف ولا تدر لي ظهرك...إنني أقف على أعتابك... إنني ضيفك ولست غريمك..لا تهني...لا تكرمني...ودمية في يديك لا تجعلني...زينة الحياة سلبتني...  وما وهنت, وما حزنتسأسترجعها إذا أنا أردت...لكني...بيدي هاتين سأطبق على عنقك وعلى أعناقهملأسترد ما تبقى من كرامتنا نحن المشتتونوالمشردون..فلن أدعك تبيعها مجددا في أسواق النخاسة الغربية..و لن أهرب منك و أتركك تمر من فوقي فرحا بنشوة النصر والحرية...كفاك استخفافا بنا يا زمن فقد انتهى عصر أنظمتنا الهرمة... العربية...    الوجه القديم....   أيها الذاهبون أدراج الرياح... أيها المنتشرون في بقايانا.. يا من تحملون نعالكم سلاح! أيها المتبعثرون خلف الشمس وكفنتمونا بالجراح... ودستم علينا وجعلتم من جثثنا جسرا تسيرون عليه متى شئتم وأنى شئتم كل ذلك باسم النضال والكفاح...!! أيها المنسابون من بين أصابعنا كالدهر أنتم.. يعطي الأمان لقوم ويسلبه من أقوام خشية إملاق ونظرة ثاقبة كرماح.. كنتم.. تتقاسمون الخبز والزيتون وفجأة أصبح الدم للدم مستباح.. كنتم.. تتبادلون الحنطة في حصونكم وقلاعكم وفجاة جلبتم الذئب على صوت النباح!! وكنتم عيونا ترقب الفجر لنا إذا لاح... وكانت زغاريد أمهاتكم جميعا تودعكم في عتمة الليل ونور الصباح صمتت الزغاريد وتكلمت دموعهن وصراخهن وعويلهن وسلمن أمرهن لأيديكم..ألا تبت فقأتم عيون.. وبقرتم بطون ولكن... كل تلك الممارسات والمحاولات.. خسئت ألستم من فكر في احتضان الأرض وأهلها من سرطانات وأورام في القلب نمت... ألستم من سعى للتحرير و الخلاص والتغيير تغيرتم أنتم .. وهذي الأرض ما تكلمت وما تغيرت... في قلوبنا أنين وحنين لذلك الوجه القديم.. ذلك الحب القديم... ذلك العمق القديم.. فيكم من لم يتعرف عليه.. فهو ليس منا وليس منكم.... فما مر يوم إلا واشتقنا لكم.. وحلمنا بسواعدكم تمتد إلى السماء لتبني سماء ثامنة تستجدي عطف الرحمن إذا ما أيد مدسوسة بنا مست... باقون أنتم فينا.. راسخون أنتم في قلوبنا تستحوذون على كل ما فينا.. ولكن بذلك الوجه القديم بذلك الحب القديم...   .