القدس المحتلة / سما / رحبت منظمة الحكماء الدولية، اليوم الأربعاء، بتوقيع اتفاقية المصالحة ما بين حركتي فتح وحماس في القاهرة. وأكد الحكماء أن الوحدة الوطنية السياسية والجغرافية للشعب الفلسطيني، هي خطوة أساسية على طريق إقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق سلام دائم مع إسرائيل. وحث الحكماء، في بيان أصدرته المنظمة الدول المجاورة والمجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، إعطاء حكومة الوحدة الوطنية بمجرد تشكيلها دعما كاملا. وقال رئيس منظمة الحكماء ديزموند توتو: ’نحث الجميع على قبول هذا التطور الهام على الصعيد الفلسطيني بروح إيجابية، يجب القيام بكثير من العمل لترجمة الاتفاق إلى واقع ملموس على الأرض، وانتهز الفرصة اليوم لأحث قادة كل من فتح وحماس للعمل معا كجبهة واحدة تمثل مصلحة الشعب الفلسطيني بأكمله وتطلعاته إلى الحرية.’ وقال الأخضر الإبراهيمي، وزير الخارجية الجزائري الأسبق: ’تستحق مصر الثناء لرعايتها لهذا الاتفاق ولإعلانها عن فتح حدودها مع غزة. وتحتاج الآن الروابط المفككة ما بين غزة والضفة الغربية إلى إعادة الوصل سواء من الناحية الإنسانية أو الاقتصادية أو السياسية. وعلى إسرائيل أن تحذو حذو مصر وأن تزيل كافة الحواجز التي تعيق حركة الناس والسلع المشروعة ما بين شطري الأراضي الفلسطينية وكذلك ما بينها وبين العالم الخارجي’.وقال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر: ’إذا كانت الحكومة الإسرائيلية جادة في صنع السلام مع الفلسطينيين، فيتعين عليها أن ترحب بهذا التطور الهام، وكذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدة. فمن غير المقبول على الاطلاق أن تحتجز إسرائيل ضرائب المعابر والرسوم الجمركية التي تجمعها باسم السلطة الفلسطينية كإجراء عقابي، إن هذه الأموال هي اموال فلسطينية وتمثل نحو 70 بالمئة من ايرادات السلطة الفلسطينية وهي ضرورية لعمل الحكومة الفلسطينية بفاعلية.’وقال كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة: ’الآن بعد تحقيق وحدة وطنية فلسطينية، فإن هنالك امكانية واقعية للمفاوضات الحقيقية وذات المغزى ما بين فلسطين واسرائيل. لقد قيل بأن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي شرط مسبق لاي اتفاق سلام دائم ما بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وبعد اليوم لا يمكن ان يتم استخدام المصالحة الفلسطينية كعائق إضافي آخر على طريق السلام’. وقالت غرو بروندتلاند رئيسة وزراء النرويج عند توقيع اتفاقية اوسلو للسلام عام 1993: ’هذا الاتفاق يوفر للمجتمع الدولي الفرصة للعمل بشكل جدي مع اسرائيل والفلسطينيين وللضغط من أجل حل الدولتين الحقيقي. وأحث الحكومة الإسرائيلية على احتضان هذا التطور على الساحة الفلسطينية بدلا من القيام برفضه.’وحض الحكماء السلطة الفسطينية تحت قيادة حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، على مواصلة برنامج رئيس الوزراء سلام فياض في بناء مؤسسات الدولة. وأكدوا أنه يتعين على المجتمع الدولي ان يدعم هذه العملية. واشاروا الى ان اللجنة الرباعية المؤلفة من الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة والولايات المتحدة، عليها ان تعمل بشكل وثيق مع الحكومة الاسرائيلية والقيادة الفلسطينية الموحدة لاستئناف المحادثات بشكل عاجل، وضمان استناد المحادثات الى القانون الدولي واحترام حقوق الانسان. ودعت منظمة الحكماء حركتي فتح وحماس الى اطلاق سراح كل السجناء السياسيين لديهم، وتهيئة بيئة مواتية على الأرض، في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، لانطلاق حملة انتخابية دون اي معوقات. وأضافت المنظمة بأن على الأجهزة الأمنية الفلسطينية عليها ان تظل محايدة والا تتدخل في الشأن السياسي. ويوحد الاتفاق الذي ترعاه مصر القيادة الفلسطينية بعد انقسام دام اربع سنوات ويمهد الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخابات شاملة في عام 2012. يذكر أن منظمة الحكماء هي مجموعة مستقلة من القادة العالميين البارزين أسسها نيلسون مانديلا عام 2007 وتعمل من اجل نشر السلام وحقوق الانسان. وتتألف منظمة الحكماء من مارتي أهتيسآري وكوفي عنان وإيلا بهات والأخضر الإبراهيمي وجرو برونتلاند وفرناندو هنريك كاردوسو وجيمي كارتر وجراسا مايكل وماري روبنسون وديزموند توتو (الرئيس)، علاوة على عضوي الشرف نيلسون مانديلا وأونج سان سو كي.